بروفايل
المصدر: إعداد ـ سهير إبراهيم
مريم الصادق المهدي، ابنة زعيم حزب الأمة القومي السوداني المعارض الصادق المهدي، الأقرب إلى فكر وسياسة والدها أكثر من غيرها من إخوتها العشرة. ترفض الحوار مع حكومة الرئيس عمر حسن البشير، وتسعى لأن يتزعم حزبها المعارضة، ما يجعل تعيينها نائباً لرئيس الحزب، ضمن ثلاثة نواب آخرين، مسمارا جديدا في نعش الحوار الوطني المتعثر.
طبيبة من عائلة عريقة، تركت حياة الرفاهية وانضمت إلى معسكرات المقاتلين في أثيوبيا.
يصفها البعض بأنها «ابنة أبيها»، فهي أكثر الوجوه السياسية في العائلة. أم شرسة وامرأة قوية ومستقلة، لكنها لا تجرؤ على الخروج عن نهج والدها، حتى وإن اختلفت معه.
ومع قرار الهيئة الرئاسية لحزب الأمة، في اجتماع عقدته في الخرطوم السبت الماضي، إضافة منصب رابع إلى نيابة الحزب اختيرت مريم لتوليه، بعد أن كانت تشغل منصب الأمين السياسي للحزب، فإن تلك الخطوة ستضع حزب «الأمة» حتما في مواجهة مع النظام في الخرطوم.
وفيما يرى محللون أن التعيين رسالة واضحة وصريحة من المهدي للبشير، ردا على اعتقاله وترك ملف القضية معلق دون إغلاقه، من منطلق أن التعيين الجديد سيغلق عملياً باب الحوار مع الحكومة بالنظر إلى مواقف نائبة رئيس الحزب الجديد المناهضة للحوار وسعيها لتزعم حزب الأمة المعارض.
إلا أن البعض يفسر ذلك بأنه مناورة من المهدي، كون فصيله الأكثر ثقلا في ملف الحوار، لجذب فصائل المعارضة الرافضة للحوار، رسالة أو مناورة زعيم حزب الأمة يرى فيها مراقبون بعدا أطول أمدا، إذ أنها ليست موجهة إلى البشير وحده، وإنما هي بالأساس إلى نائب الرئيس الفريق بكري حسن صالح، المرشح المحتمل الأوفر حظا لخلافة البشير، حيث بدأ حزب المؤتمر الحاكم استعداداته لعقد مؤتمره العام بعد ثلاثة شهور، واختيار مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية، المقررة في أبريل من العام المقبل.
أما على الجبهة الداخلية للحزب، فيرى مراقبون أن تعيين مريم يمهد لتوريثها زعامة الحزب،فيما يرى البعض إشارة سلبية إلى تيارات «الأمة» المتعددة التي تسعى للتوحد.
بينما يفسر آخرون القرار بأنه يعكس الزحف النسائي على مكامن القيادة في القوى التقليدية، لاسيما بعد تعيين سارة نقد الله أميناً عاماً للحزب.