عبدالمنعم مكي: واشنطن
وصف مراقبون وخبراء قانونيون مثول الرئيس الكيني أهورو كينياتا أمام المحكمة الجنائية الدولية يوم الأربعاء الماضي بأنه صفعة قوية لقرار الاتحاد الإفريقي الرافض للتعامل مع المحكمة الجنائية الدولية بحجة أنها تستهدف فقط القادة الأفارقة دون غيرهم . وأعرب أولئك المراقبون عن أملهم في أن تسهم خطوة كينياتا في إقناع الرئيس البشير بتسليم نفسه طواعية للمحكمة الجنائية الدولية. وقال أحمد حسين آدم الخبير الدولي و الباحث بمعهد التنمية بجامعة كورنيل في الولايات المتحدة الأمريكية إن مثول كينياتا أمام الجنائية الدولية يمثل صفعة قوية لقرار الإتحاد الإفريقي الرافض للتعاون مع المحكمة وأضاف حسين في مقابلة مع راديو عافية دارفور أن مثول كينياتا طواعية وهو على سدة الحكم يمثل سابقة في العلاقات الدولية وتطور القانون الجنائي الدولي والعدالة الدولية وقضائية وسياسية ويدعم مصداقية المحكمة الدولية .ودعا حسين الاتحاد الإفريقي إلى مراجعة قراره بشأن عدم التعامل مع المحكمة. ويرى حسين أن خطوة كينياتا ربما تشكل منعطفا في قضية الرئيس البشير الذي تلاحقه المحكمة أيضا لأنها وعلى حد تعبيره تمثل أملا جديدا للضحايا في دارفور وحث حسين المسؤولين السودانيين المتهمين بارتكاب جرائم بحق المدنيين في دارفور وعلى رأسهم الرئيس عمر البشير بتسليم أنفسهم اليوم قبل الغد لأن الجرائم التي ارتكبوها لا تسقط بالتقادم بحسب تعبيره
ومثل الرئيس الكيني أوهورو كينياتا أمام المحكمة الجنائية الدولية يوم الأربعاء الماضي في جلسة استماع بشأن اتهامات بالتخطيط لجرائم ضد الإنسانية وقال المتحدث باسم المحكمة الجنائية فادي العبدالله في مقابلة مع راديو عافية دارفور إن المحكمة قررت تأجيل النظر في قضيته لعدم كفاية الأدلة التي تدينه فيما أشار إلى أن عدم تعاون الرئيس البشير مع المحكمة الجنائية بخصوص الجرائم المرتكبة في دارفور هو ما أضطر المحكمة لإصدار أمر توقيف بحقه.
ووصل كينياتا إلى كينيا يوم الخميس قادما من لاهاي حيث استقبله الالاف من أنصاره في العاصمة نيروبي.
وقال الصحفي المتابع للشأن الكيني عارف الصاوي إن قرار كينياتا سيدخل الاتحاد الإفريقي في حرج سياسي بالغ وربما يضطره لإعادة النظر في قراره تجاه المحكمة الجنائية الدولية على حد تعبيره. وقال إن كينياتا فضل المثول طواعية أمام المحكمة لإنقاذ بلاده من الانهيار الاقتصادي المحتمل بسبب المقاطعة الاقتصادية التي قد تأتي نتيجة لرفضه المثول أمام المحكمة.
لكن الخبير القانوني والقيادي في المؤتمر الوطني اسماعيل الحاج موسى قال إن حالة الرئيس السوداني تختلف عن نظيره الكيني على اعتبار أن كينيا دولة مصادقة على ميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية فيما وصف قرار الرئيس الكيني بأنه غير موفق وقال إن ذلك يتناقض مع تعهدات القادة الأفارقة بشأن المحكمة.
ويعتبر أوهورو كينياتا أول رئيس يمثل أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة تدبير جرائم إبادة جماعية عرقية قتل فيها ألف ومائتا شخص في أعقاب الانتخابات التي أجريت في البلاد في العام .2007 فيما تلاحق المحكمة الجنائية الرئيس عمر البشير بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية وتطهير عرقي في دارفور.