حسن اسحق
اللاجئين الافارقة في اسرائيل يقودون مظاهرات حاشدة ومنظمة في
العاصمة تل ابيب ،ضد مشروع الترحيل القسري الي بلدانهم،والحكومة
الاسرائيلية منذ فترة ليست بالقصيرة ابدت مخاوفها من الوجود الاجنبي في
المدن الاسرائيلية ،وتقول في ذلك ان معظم من دخلوا الي الدولة،بطرق غير
قانونية،بالتسلسل عبر السياج عن طريق مصر،والحكومة المصرية بعد حادثة فض
الاعتصام في ميدان مصطفي في القاهرة قبل تسعة سنوات العشرات من
السودانيين تأذوا،والسفارة السودانية في التزمت الصمت المخجل،لم تستنكر
الاعتداء علي اللاجئين خوفا علي مصالحها الحزبية،علي ارواح مواطنيها. بعد
هذا الحادث الدموي من قبل السلطات المصرية،فكر البعض في طرق جديدة،بعد
فشل مكاتب الامم المتحدة في القاهرة في حل مشاكلهم وتوفيق اوضاعهم
كلاجئين من مناطق حرب في السودان،وقرر الكثيرون الذهاب الي اسرائيل بعدما
رفضتهم القاهرة،فتل ابيب فتحت صدرها لهم،واحتضنتهم ،وفرت لبعضهم
العمل،واصبحت اسرائيل علي لسان كل شاب،وبداية لتأسيس مستقبل،وكانت هذه
حقيقة،ولكن الحكومة كعادتها نظرت الي الاستضافة بشكل من الشك
والريبة،ومكايدة سياسية مع الدولة التي تناصبها العداء الجمعي.لكن اللاجئ
الذي حرقت قريته وقتلت عائلته وهجرت،يري اسرائيل بالنسبة كمنقذ من سياسة
الارض المحروقة،وتحميه لو لحين،وعبر سودانيون واريتريون اليها. والسلطة
لها مخاوفها،عليها ان تتذكر من لجأوا اليها،كان يطالبون بالامن والحماية،
وهذا مافقدوه في سودانهم ،رغم ان القليل وفقت اوضاعه كلاجئ،والغالبية
فاقدين للشرعية الثبوتية.وعلي اسرائيل ان تعلم ان اجبارهم الي
اوطانهم،يعرضهم لمخاطر الاتهام بالخيانة والاحتماء بدولة معادية
للنظام،حسب مفهوم العقلية الجمعية المريضة، التي تعودت علي تمرير
الاشياء دون ان تناقشها بصراحة.وهذا النظام فقد شرعيته بعد عمليات
الابادة والتشريد.يجيد رسم صور كاذبة ان السودانيين في اسرائيل،هم
عملاء للموساد،وهذه الخطوة اتجاه لقمع العائدين الي الوطن،او من قبض
عليه،محاولا دخولها عبر السياج،الذي كان امل كل من فر اليها باحثا عن
مستقبل. ومن هنا علي منظمات حقوق الانسان في اسرائيل ان تضغط وتحاول
إثناءها عن قرار الترحيل،لما له من عواقب عاشوها مسبقا ويجب ان لاتتكرر
ثانية،وكون اسرائيل كفلت لهم التظاهر او الاعتصام لتوضيح الصورة التي لا
يعرفها الكثيرون ،ومنظمات دينية وحقوقية اسرائيلية تساند فكرة توفيق
الاوضاع القانونية وتساهم في هذا العمل.
[email protected]