الخرطوم (رويترز) – اتهم متمردو دارفور يوم الاحد قوات الحكومة السودانية بشن غارة جوية على أراضيهم أدت الى قتل ثمانية مدنيين على الأقل في الوقت الذي صعد فيه وسطاء من أجل التسوية في الاقليم الغربي الذي يمزقه العنف.
وقال مقاتلون من حركة جيش تحرير السودان المتمردة ان طائرات عسكرية قصفت الأرض التي يسيطرون عليها قرب مستوطنة حشبة السكنية في ولاية شمال دارفور النائية حوالي منتصف النهار يوم السبت.
وقال مؤسس الحركة عبد الواحد محمد احمد النور لرويترز ان قادته ابلغوا عن مقتل ثمانية مدنيين في حشبة على بعد حوالي 70 كيلومترا غرب الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. وابلغ قائد آخر من الحركة عن سقوط اكثر من 20 من الضحايا.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من القوات المسلحة السودانية ومن المستحيل التحقق من الارقام بصورة مستقلة. ولم تؤكد مصادر الامم المتحدة هذا التقرير.
وقال النور لرويترز من باريس ان عشرات الاشخاص اصيبوا ونفقت المئات من الماشية وان سياسة الحكومة تقوم على قتل الناس من اجل التعلق بالسلطة. وهو يرفض دخول محادثات سلام إلا بعد إقرار وقف كامل لاطلاق النار.
وقالت مصادر دولية أُخرى ان لديها تقارير غير مؤكدة عن حدوث قتال في المنطقة وان عدة طائرات تابعة للجيش السوداني شوهدت تقلع من مطار الفاشر.
واذا تأكد التقرير فسيثير استياء وسطاء الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي الذين يصعدون من ضغوطهم من أجل التسوية السياسية في غرب السودان الذي يمر بفترة من الهدوء النسبي.
وربما يمثل الهجوم أول عدد كبير من الضحايا في اشتباك بين القوات الحكومية والمتمردين منذ خاضت الخرطوم ومتمردو حركة العدل و المساواة قتالا بشأن بلدتي ام بارو وكورنوي الشماليتين في مايو آيار.
ورفع متمردو حركتي جيش تحرير السودان وحركة العدل والمساواة السلاح ضد الحكومة السودانية في عام 2003 واتهموها باهمال الاقليم وحرمانه من التمويل. وقامت الخرطوم بتعبئة جنود وميليشيات معظمها من العرب لسحق التمرد وبدأت عملية لمكافحة التمرد وصفتها واشنطن بأنها إبادة.
وتشير تقديرات الخرطوم الى عشرة الاف شخص لاقوا حتفهم في الصراع المستمر منذ ست سنوات بينما يقول جون هولمز مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية ان عدد القتلى يصل الى 300 الف.
من اندرو هيفنز