خروج:
* ما من أحد يخفى عليه دبيب الفساد (المصون) تماماً من قبل رئاسة الجمهورية وتابعيها الأمنيين: (المواد البترولية ــ السكر ــ الدقيق ــ الإتصالات ــ الأسمدة ــ الأراضي ــ البنوك ــ الصحف ــ مروراً بأئمة المساجد).. و.. الخ..!
* وما من أحد تخفى عليه سياسة (تربية الجماعات المدفوعة القيمة).. وربما تبقى القليل في وطني خارج نخاسة البيع والشراء؛ إلى أن نصير جميعاً (عبيد) دوننا مفازتان: الجوع.. أو.. الموت بشرف نادر..!!
النص:
* في أرض المنافقين؛ تظل حبة القمح واحدة من العجائب التي يخفي ملمسها حالة من الإلتباس؛ منذ استيرادها وطحنها؛ مروراً بتعبئتها، وخبزها.. ثم توزيعها بسعر (موحّد معلوم) وإن إختلفت المطاحن ما بين المدعوم بسخاء والآخر المطرود من (رحمة السلطة الفاسدة) بلا دعم..!
* ولأن الكذب هو حالة الصدق الوحيدة ف
ي ذاته الملتاثة، فلا مبالغة أن يكيل مشير السودان لذوي القربي حتى “ينسرف” المكيال، وليذهب طحين البقية مع الريح؛ فنحن أمام سلطة المحسوبية ومطحنة العدالة المقلوبة سواسية في الظلم…! هو الرئيس الذي داس على كرامة شعبه حتى طقطقت ظهور المساكين في الأسواق.. ثم إذا ارتفعنا لسقف رجال المال وميسوري الحال وجدناه نصيراً لجشع الفئة الباغية (مع ذلك يظل دائماً يقول للناس خلاف ما يبطن).. وخير بصمة لأصابعه الشريرة مساندته الفاضحة لشركات الدقيق الثلاثة التي رفع عنها قلم الحساب: (سيقا ــ سين ــ ويتا).. ولتشرب بقية المطاحن السودانية عرق الدولار..!
1 ــ سيقا: لصاحبها أسامة داوود. وهو مؤثر (خارجي) بأبعاد ثلاثية، لا تستطيع حكومة (عبدة الدولار) الإستغناء عن خدماته..! يمكنه هو ركلها ببساطة..!
2 ــ سين: شركة يرأس مجلس إدارتها شخص (مجهول بالنسبة لي على الأقل) تجمعه (نسبة) أو (نسب) مع الرئيس، اسمه طارق سر الختم.
3 ــ ويتا: شركة تتبع لإبراهيم مالك بكل ثقل الإسم (ربنا يحسن إليه).. وهو صاحب مؤسسات منها المستشفى (المجزرة)..!
* هذه معلومات أبجدية أولية للعارفين… ولكم أن تبحثوا في أسرار الكرم العمري للشركات الثلاثة..!
* عذراً.. ربما لاحظ القارئ أن وزير المالية (الداعم المدعوم) مغيِّب عن مشهد الكتابة.. وهذا مقصود.. لأن الفيل واحد… فكل فساد في البلاد يتصدره البشير شخصياً بلا منازع.. هو أيضاً (المانع والنافع والضار).. فإذا أخطأ الفساد البشير أصابه مباشرة من جهاز أمنه ومخابراته ــ على سبيل المثال لا الحصر.. وأعني ذلك تماماً.. فقد قابلت بعض أصحاب المزارع الخاصة، وكيف يستجدون الجهاز ليوم كامل من أجل (برميل جازولين)، فما انقشعت كآبة الوابور..! وهذا سيناريو طويل… كيف يحتكر الجهاز المتعفن (كل الحياة)؟!
ــ هذا الإستفهام شبيه بالسؤال: كيف تحتكر الشركات الثلاثة ميزة سعر صرف القمح والدقيق؟
* بالنظر إلى منشور مبتئس صادر عن بنك السودان نجد المعاملات الجديدة للقمح ودقيق القمح بسعر 2،9 جنيه للدولار للموردين الثلاثة: (شركات سيقا، ويتا، سين). أما بقية الشركات المنافسة فما عليها سوى الإكتواء بتطبيق سعر الصرف المعلن بالبنوك (5،9) جنيه للدولار..!
* عدد المطاحن في السودان ــ من غير الثلاثي المذكور ــ ربما تزيد أو تنقص قليلاً عن (15).. بعضها متساوٍ في الجودة والإنتاجية مع (سيقا) على سبيل المثال، والتي تصدر منتج (نوبو) الشهير للخليج..! والحال كذلك لكم أن تدركوا الفارق بين سعر طن القمح: (3000 جنيه للمطاحن المبعدة و1450 جنيه للمطاحن المقربة من جلباب المشير وسلطاته.. لا تظنوا أن الرجل وعصابته يتكسبون فقط بالحرب والذخائر الحية.. إنما هم شركاء أيضاً في الأعمال (الثقيلة) للمجتمع المدني الدولاري..! وهذا الكيل السيئ للحكومة التي فلقتنا بتحرير الأسعار والتحرر التجاري يغلق الباب أمام المنافسة في حلبة القمح، ويؤسس لإحتكارية بائنة للواعي والغبي..! فالسعر المدعوم لبعض الشركات دون غيرها يسقط البلاد في وهدة الإنتهازية والتحكم (المأفوي) للبعض في سلعة استراتيجية يعتمد عليها المواطن (بعد الصبر)..!
* وثمة أسئلة كثيرة تتعلق بالطاقة الإنتاجية للمطاحن الثلاثة المذكورة، وإجمالي القمح المستورد، والمنتج المحلي الذي تدهور بصورة مريعة تحت الشعار الكذاب لحد الوقاحة: (نأكل مما نزرع)… يمكنكم مطالعة هذا الرابط القديم نوعاً ما والمفيد: http://f.zira3a.net/t5677
* ولأن المعلومات متجددة على ضوء الفساد المحمي من أعلى سلطة في السودان نكتفي بهذا مؤقتاً، إلى حين تغلق بعض المطاحن أبوابها تحت مهرسة الجور السلطاني، وبالتالي يفقد الكثيرون وظائفهم ويرتفع معدل البطالة للسقف الأعلى مما هو عليه..!
* وماذا تريد الحكومة سوى أذية المواطن واضعافه؟.. هكذا تزين لها عفاريتها: بأن معاناة الناس (تطوِّل عمرها)..!
* اللهم طوِّل عمر القتلة ليزدادوا شقاء..!
أعوذ بالله
[email protected]