ماذا يريد هذا الشعب الوفي المارد القوي

بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا يريد هذا الشعب الوفي المارد القوي
هاشم ابورنات
مما لاشك فيه ان حوالي ثمانون في المائة من الشعب السوداني هو حزب الاغلبية الصامتة والتي لاتنتمي لآي تيار سياسي ومما لاشك فيه اننا شعب بحكم تكوينه – شعب – قوي المراس لاينقاد الى رسن معين الا بعد قناعة مُقنعة .
كما ان الثابت لكل السودانيين ان هذا الشعب فاقد للامل في الفئة الحاكمة والفئات السياسية الاخرى بما رأه في مدبر ايامه وما يتوقعه في مقبلها . اما اذا ما اخذنا فئات شباب المستقبل فأنهم – ايضا لا يثقون ولا يعرفون التنظيمات السياسية التقليدية . لايثقون فيها لآنهم قرأوا وسمعوا الكثير عن الامور المحبطة التي قام بها ساسة الزمان الماضي , ولا يعرفون لآنهم نشأوا وترعرعوا في كنف حكم الانقاذ والذي لم يقدم لهولاء الشباب اي شئ ليوالوه الا الخطاب الديني والذي هو لا يكفي في زمان العولمة الى اشباع رغبات هولاء الشباب اضف الى ذلك ان ابائهم واسلاف اثرهم ما برحوا يحدثونهم عما كانت الدولة تقدمه للناس من وسائل تعليم وصحة ورعاية .
بالتالي نحن نجد المجتمع اذا ما قسمناه الى اجيال مختلفة – سنجد – ان الطلاب في مراحل الاساس هم الذين يوالون النظام الحاكم بحكم الحشو الذي يعطونه لهم في المدارس الا اننا نعلم ان هولاء الطلاب رغم صغر سنهم فانهم يسمعون كلمة هنا وهناك تشعرهم بأن هذا النظام الماثل به (اِنَة) وعندما يصلون الى مراحل ما قبل المراهقة وفترة المراهقة نفسها نجدهم ينقسمون الى اغلبية رافضة والى اقلية موافقة وهذه الاقلية نفسها تنقسم على نفسها الى موالية طاعتها عمياء لتوجيهات النظام و مجموعة طامعة تدرك كل شئ ولكنها تفضل الولاء المثمر ومجموعة مدركة بما يقوم به النظام الحاكم ولكنها تصمت لاسباب يربطونها بالوقوف مع المسار الديني ايا كان هو ومجموعة اخرى تكفر تماما بما يدعو له النظام المتأسلم فتخرج عنه.
وسط هذه المجموعات نجد ان بعضهم يتبحر في القراءة في مثاليات الدين الاسلامي وللكتب التي يكتبها المفكرين ذوو الاتجاه الاخواني وهذه المجموعة ايضا نجد فيها من يوالي النظام بكلياته على اساس ان هذا النظام مهما بلغت به العيوب فهو خير من نظام ينتمي الى الافكار العلمانية بينما تتفرخ مجموعات تميل الى التطرف وتخرج من صلبها الجماعات الارهابية.
كل هذا يذكرنا بحصص علم الحساب والذي كنا نجد فيه مسائل صعبة ومعقدة كان يرمز اليها بنجمة وكانت صعوبة هذه المسائل تكمن في انك لو بدأت بحلها فستجد بدائل خاطئة وبديل واحد صحيح ,فاذا ما قد اتخذت احد البدائل الخاطئة فقد تجد نفسك تتوه في حل اخطبوطي يأخذ منك اليوم بطوله دون نتبجة …. وهذا الحل الاخطبوطي هو بالضبط ما وقع فيه التيار المتأسلم من كبيرهم الى اصغر صغبرهم وللاسف لا فكاك من هذا الحل الا شئ واحد ….هو … الحل …الحل لكل شئ اتوا به حتى تبدأ دورة حياتنا العادية وبحسب شرعنا السهل السمح وبمجاراة للعولمة الحديثة دون ادخال الدين في دوامة مسائل النجمة هذه واحدة.
واذا ما عدنا الى عنواننا (ماذا يريد هذا الشعب الوفي المارد القوي) نجيب بكل بساطة ان هذا الشعب يريد ان يشعر بانسانيته التي سلبت منه …يريد ان ينطلق في الهواء الطلق متمتعا بحريته …. يريد ان يعبد الله كأنه يراه وليس كما يراه تنظيم معين… يريد ان يقول للعالم انا هنا ….يريد ان يقدم لبلده دون من ولا اذى … يريد ان يكون شبابه مجددين وان تكون الرياضة حقيقة لا شعار…يريد ان نكون متحدين فعلا وقولا لا متشرذمين متفرقين ايدي سبأ ….يريد حكاما جادين صادقين مخلصين للسودان وليس لقصور الشارقة وجزر ماليزيا ومساكن الرحاب والمزارع ذات الاسوار العالية… يريد من جيشه الا ينخرط في محاربة شعبه ثم ينسب لنفسه بطولات كأنما كان يدافع عن عدو قادم من خارج حدود بلاده …. يريد قوة نظامية تحميه …لا ان تلهب حرأئره بالسياط وتقتل ربات البيوت وهن محتكمات الى ديارهن …يريد الا تغتصب نسائه من العاملين بالسلطة ثم يرمين في مكبات النفايات كالكلاب الضالة . لايريد هذا الشعب ان يعُتدى عليه ثم يٌقال انه المعتدي… هذا الشعب لايريد ان يرى اطفاله الطائرات مخيفة تقصفه ولكنه يريدها مريحة تنقله اينما شاء
هذا الشعب يريد ان يكون حرا بحق وحقيقة…. ويريد ان يكون انسانا مخلوقا في احسن تقويم.
نحن ندرك ان هذا الشعب يائس حائر ومخنوق معلول الصحة وفي كل بيت منه هناك من اغتيل وفي كل ركن فيه جرح عميق يقطع نياط القلوب ….ونعلم انه يائس حيران من كل ما هو متحكم ولكننا نعرف …انه شعب قوي مهما طال به الزمن ومهما تكاثرت عليه الذئاب فأنه يوما …يوما ما…سينتفض… فحواء والدة… والويل لكل من اجرم في حق هذا الشعب والويل…كل الويل لكل معتد وقناعة هذا الشعب ان الله سبحانه وتعالى اقسم بعزته لينصرن المظلوم …. فلا نامت اعين الجبناء.
هاشم ابورنات
القاهرة26 سبتمبر2014
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *