مؤتمر مانحي دارفور في القاهرة يستهدف جمع ملياري دولار
السودان يدشن خطاً حديدياً يربط بين الشمال والجنوب
رويترز
دشن السودان خطاً للسكك الحديدية يربط الشمال بالجنوب للمرة الأولى منذ الحرب الأهلية التي عصفت بجنوب البلاد على مدى عقود. وقال مسؤولون إن الخط الحديدي سيشكل حلقة اتصال اقتصادية حيوية وسيخفض تكاليف النقل التجاري.
وسيعيد الخط الحديدي، الذي يمتد لمسافة 446 كيلومتراً – وكان من المقرر أصلاً أن يبنى في عقد الستينات من القرن الماضي – ربط بلدة بابنوسة في وسط السودان ببلدة واو في عمق الجنوب.
وقال محمد بشير المهندس المسؤول عن المشروع “إن الخط سيكون شريان الحياة للمنطقة وأرخص وسيلة لجلب البضائع بما في ذلك البضائع من ميناء بورتسودان”.
وقال نهيال بول مدير عام السكك الحديدية بوزارة النقل في حكومة الجنوب إنه توجد طرق برية قليلة وسيئة تربط بين جنوب وشمال السودان، لكن يتعذر المرور عليها أثناء موسم الأمطار الذي يستمر لفترة طويلة.
وأضاف أن إعادة تشغيل خط السكك الحديدية أُجل بسبب جدال بشأن الجهة التي ينبغي أن تمول المشروع.. الشمال أو الجنوب. وقال بشير إن الحكومة السودانية قدمت ثلثي تكلفة المشروع البالغة 46 مليون دولار وإن الباقي موله المانحون الدوليون.
وقال بول إن الرحلات التجارية ستبدأ على الخط الحديدي بمجرد الانتهاء من إنشاء نظام للتذاكر. وأضاف أن مناقصة طرحت لاختيار شركة لإجراء دراسة جدوى لتمديد الخط الحديدي إلى ثلاث بلدات أخرى في الجنوب منها جوبا ثم إلى شمال اوغندا.
وتوفي مليونا شخص معظمهم في الجنوب أثناء الحرب الأهلية التي انتهت باتفاقية سلام في 2005. وأعطت الاتفاقية الجنوب حكماً شبه ذاتي وحصة قدرها 50 بالمئة من الإيرادات النفطية للآبار الجنوبية.
وما زالت العلاقات بين الشمال والجنوب مضطربة مع اندلاع قتال ثلاث مرات على الأقل. ويتوقع كثير من المراقبين أن يختار الجنوب الانفصال عن شمال السودان في استفتاء على الاستقلال سيجرى في يناير المقبل.
من جانب آخر، قال المضيفون المصريون لمؤتمر للمانحين لدار فور سيعقد الشهر الحالي إن المستهدف هو جمع ملياري دولار من أجل البنية التحتية والصحة والماء ومشروعات أخرى في الإقليم السوداني الذي تمزقه الحرب.
وجاء في أوراق وزعتها مصر أن المشروعات المقترحة لمؤتمر التطوير والبناء الذي سيعقد يوم 21 من مارس في القاهرة تشمل إقامة مصنعين للإسمنت وشق 520 كيلومتراً من الطرق وبناء 120 قرية للنازحين.
وعقد المانحون عدة مؤتمرات للسودان الذي شهد صراعات متعددة على مدى سنوات. وتعهد المانحون بتقديم أربعة مليارات دولار في النرويج عام 2005 بعد اتفاق السلام بين شمال السودان وجنوبه.
وتم تحويل الكثير من هذه الأموال للأزمة الإنسانية القائمة بذاتها في دارفور وعطلت هياكل المعونة المعقدة الإنفاق مما جعل الكثيرين في جنوب السودان يتساءلون عن مقابل السلام الذي توصلوا إليه.
وقال بيان مصري “يهدف المؤتمر إلى إرسال رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي مفادها أن التنمية عامل رئيس في تحقيق السلام والاستقرار”.
وتستضيف قطر محادثات سلام مطولة بين جماعة التمرد الرئيسة في دار فور – حركة العدل والمساواة – والخرطوم بعد شهور من الاشتباكات.
وقالت الحركة إن المحادثات المباشرة ستبدأ في العاشر من مارس، لكنها أُجلت لأن الحركة لم تلق تأييداً لطلبها تأجيل انتخابات أبريل. وحددت الوثائق القيمة الإجمالية للمشروعات بمبلغ 2. 4 مليار دولار تمول بقروض أو منح يتم التعهد بها في المؤتمر الذي ستشارك في رئاسته تركيا وتسانده منظمة المؤتمر الإسلامي.
ومنظمة المؤتمر الإسلامي التي مقرها في جدة بالسعودية ليس لها سلطة سياسية مباشرة ولكنها تمثل أكثر من مليار مسلم.