تقرير – عاين
٢٦اغسطس٢٠١٤
كشف مصدر موثوق في القوات المسلحة السودانية عن تورط الجيش الحكومي والمليشيات التابعة له من الجنجويد ( قوات الدعم السريع ) والمجاهدين ( الدفاع الشعبي ) في سرقة سقوف المنازل ( الزنك ) وبيعها في سوق دلالة ( العمدة عبد الله ) في كاوقلي ، ويؤكد المصدر ان هذه السرقة التي تمت في قرى ( كاريكة ) في منطقة العتمور تمت بتعليمات من قائد الفرقة ( 14) مشاه في كادوقلي والذي اصدر اوامره بطرد السكان وحرق منازلهم ونهب سقوفها (الزمك ) وبيعها في الاسواق باعتبارها ( غنائم ) من الحركة الشعبية – شمال – التي تقاتل الحكومة لاكثر من ثلاث سنوات في جبال النوبة والنيل الازرق .
في الحادي والعشرين من يونيو الماضي دخلت القوات المسلحة منطقة العتمور ، ولعدة ايام قامت بقذف مدفعي الى جانب القصف الجوي لعدد من القرى المجاورة ، وكانت قرية كاركاريا كاين واحدة من القرى التي تم قذفها بالمدفعية ، وفر المواطنون الى الجبال تاركين منازلهم التي تم احتلالها من قبل القوات الحكومية ، وكشفت مصادر من الجيش السوداني لشبكة ( عاين ) ان جنوداً من القوات المسلحة ومليشيات الدعم السريع والمجاهدين وبتعليمات من ضباط كبار قاموا بنهب ( الزنك ) من اسقف المنازل بعد طرد المواطنين منها ، واكدت ان الزنك المنهوب تم بيعه في سوق ودلالة كادوقلي .
ومن منطقة العتمور دخلت القوات المسلحة قادمة الى القرية من الناحية الغربية وذلك في السادس والعشرين من الشهر، وبدأت في احراق وتدمير المنازل ، ونزع الواح الزنك من على اسقف المنازل بقصد سرقتها وبيعها في الاسواق المحلية في المناطق المجاورة بما فيها كادوقلي ، وشاهد عدد من جنود الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية في شمال السودان صعود الدخان من القرية ، وذهبوا للاطلاع على ما يجري ، غير ان جنود القوات المسلحة قاموا بنهب ( الزنك ) وبعض الممتلكات من المنازل وعادوا بها الى العتمور .العلامات الحمراء تشير الي مناطق سرقة الزنك
وتضم القرية التي يسكنها (3) الف شخص نحو (250 ) منزلاً ، وقد دمرت القوات المسلحة معظم هذه المنازل ، ويقدر عدد المنازل التي دمرت في القرية خلال المعارك التي دارت حول منطقة العتمور في العام الماضي بنحو (100 ) منزل ، فيما التي تم تدميرها في الحادي والعشرين من يونيو الماضي تصل نحو (90 ) منزلاً ، ونهب الزنك منها
ويقول مراسل شبكة ( عاين ) في المنطقة ان المنازل التي تم احراقها في يونيو الماضي تقدر بحوالي (50 ) منزلاً ، والتي تم تدميرها تقدر بحوالي (40 ) منزلاً
وقد تمت سرقة الممتلكات من هذه المنازل والزنك من سقوفها بواسطة القوات المسلحة وسيقومون ببيعها في سوق كادوقلي والاسواق الاخرى في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة ، وحتى في فترة السلام كان من الصعب لاي شخص من جبال النوبة ان يبني منزلاً من الزنك واذا حدث ان بني شخص منزلاً سقفه من الزنك فانها علامة على ثراءه .
ومن جهته قال شيخ القرية موسى محمد توتو لشبكة ( عاين ) ان القوات المسلحة دخلت من العتمور الى قرية وان اهل القرية فروا منها ، ويضيف ( تركنا ممتلكاتنا وقد دخل العرب – القوات المسلحة والمليشيات- وقاموا بتكسير ونهب البيوت ثم قام بحرق بقية المنازل ) ، ويشير الى ان عدد المنازل في القرية تصل ما بين (300 الى 350 ) منزلاً .
وافادت مواطنة من القرية ان ما اسمتهم بالعرب جاءوا الى قرية (كاركاريا كاين ) وقتلوا الصغار الذين كانوا يقومون بحراسة الابقار ، وتقول ان المهاجمين قاموا بنهب الابقار والغذاء الذي تم تخزينه وان المواطنين اصبحوا بدون طعام ، وتضيف ان المهاجمين قدموا من كادوقلي والعتمور وان القصف الجوي ما زال مستمراً وبشكل يومي على المنطقة ويبدأ في الصباح الباكر ، واكدت ان المواطنين يعانون بشدة من القصف الجوي وانعدام الماء والطعام ، وتقول ( نشرب مياه الامطار ولا نستطيع ان نذهب بعيداً لجلب المياه لان الطيران فوق رؤوسنا يومياً ونخاف ان نذهب مسافة بعيدة من منازلنا ) .
وقال العميد داوود عيسى وهو الذي قاد مجموعة من الجنود للتحقق من حريق القرية ( اذا اعطيت لقوات الحكومة السودانية مزيداً من الوقت كانوا سيفعلون دماراً اكبر في القرية ) .
ويقول مراقبون ان ما حدث من نهب (سقوف المنازل من النزك والابواب والنوافذ ) من منازل المواطنين شبيه ما حدث في ابيي في مايو 2008 عندما هاجمتها القوات المسلحة السودانية حيث تم نهب ( الزنك ) وبيعه في جنوب كردفان ، وقد حدثت في قرى ( داندور ، التيس ، طورجي ، انقولو ، العتمور ، ام بارتومبو ، سارافي ) وقد تم نهبها .
وقد اعلنت الحركة الشعبية وفقاً للمتحدث باسمها ارنو لودي انها افشلت ما تطلق عليه الحكومة السودانية عمليات ( الصيف الحاسم ) والتي بدأت في نوفمبر الماضي على مناطق الحركة الشعبية في جبال النوبة والنيل الازرق ، مؤكداً ان الحملة العسكرية للقوات الحكومية والمليشيات التابعة لها استهدفت المواطنين وممتلكاتهم الى جانب منع وصول الطعام اليهم .
وكشف مصدر فضل حجب اسمه لشبكة ( عاين ) عن تلقيه معلومات من احد المصادر في قيادة الفرقة (14 ) التابعة للقوات المسلحة في كادوقلي ان قوة عسكرية تضم الجيش الحكومي ، قوات الدعم السريع والمجاهدين من الدفاع الشعبي قوامها (90 ) فرداً بقيادة ملازم دخلت منطقة ( العتمور ) ، ويضيف ان ذلك الاجراء بعد دخول هذه القوات مقاطعة ام دورين منطقة كركراية بعد72 ساعة في منطقة العتمور ، ويشير الى ان المنطقة اصبحت خالية من السكان ، وتتابع ( بعدها اصدر قائد القوة وهو برتبة ملازم بخلع الزنك والابواب والشبابيك والمحركات الزراعية التي تعمل بواسطة الثيران ومن ثم حرق المنازل ) ، ويقول ان المسروقات تم نقلها بواسطة القوة الموجودة في منطقة كراكية الى خور جور في منطقة العتمور ، ويضيف ان هذه القوة اعتبرت ما تم سرقته غنائم تخص الحركة الشعبية قطاع الشمال .
صورة :الجيش السوداني يحرق قرى جبال النوبه – يونيو 2014
واوضح المصدر ان عدد من السيارات ومعها قوة تضم (60 ) فرداً يقودها ذات الملازم الذي قاد عمليات النهب والحرق الى قيادة الفرقة (14 ) في كادوقلي ، ويقول ( بعد حصر الممتلكات التي تمت سرقتها وهي 280 لوح زنك سقف منازل ، 15 محركات زراعية ، 105 سرير ، 100 برميل مياه ، 80 دراجة بحالة جيدة ، 35 هيكل دراجة ، 40 كامر عرش منازل ، 67 شباك ، 60 من ابواب الحديد ) ، ويضيف ان جزء من الممتلكات تم تحويلها الى ولاية شمال كردفان في حي حجر المك ، وجزء آخر الى مدينة الابيض وان كل ذلك كان بتعليمات من قائد الفرقة (14 ) مشاه ، ويقول ان سعر السرير الواحد بلغ 120 جنيها ، وبرميل المياه الفارغ 160 جنيها ، وكامر سقف المنازل 150 حنيهاً ، والدراجة 100 جنيه ، وهيكل الدراجة 60 جنيهاً ، وسعر حراكة زراعية 200 جنيهاً ) ، ويشير الى ان عملية البيع تمت في دلالة العمدة عبد الله الشهيرة في السوق الكبير في مدينة كادوقلي ، ويضيف ( بعد ان تمت عملية البيع قام قائد الفرقة 14 مشاه برتبة لواء قام بهز الاموال وظل يردد انها غنائم من مناطق الحركة الشعبية وهي تحفيز للقوة الموجودة في العتمور لصمودها ) ، ويقول المصدر ( لم تكن هذه هي المرة الاولى التي تستقبل فيها دلالة العمدة عبد الله ممتلكات المواطنين التي تسرقها قوات الجيش السوداني والمجاهدين ) .