لو إنتبه العتباني…
صناديد / خالد تارس
الدكتورغازي صلاح الدين العتباني يتسلم ملف دارفور في هدوءٍ تام.. ثم يذهب الي تلك الديار بذات الهدوء وعلى كتفي الرجل شيئاً اثقل عند اهل دارفور من (رحَل الكُحل).. والعتباني على يقين انه مسئول عن الإنجاز الفوري لمعضلة الوقت المستنفد واصلاح (العُطب) الذي حرم قاطرة سلام دارفور ان تعبر.! ويعلم رعاة الماعز ان العتباني هو الشخص الذي رسم الإبتسامه الأولي للاخوه الجنوبيين من خلال (مشاكوس)..وهو بذلك مؤهل فنياً للتفاهم (السياسي) مع القوي التي ابرمت اتفاق نهاية الحرب بدارفور.. وفوق ذلك لايتوفر الحد الأدني من المزايدات (الغبية).! وفي شخص غازي ربما يعتقد اهل دارفور ان تدورعربه السلام ماكناتها ويتسامى الظن فوق الشبوهات بان يحقق الرجل تقدماً منقطع النظير في التفاهم مع موقعي اتفاق سلام دارفور اولاً وابتكار اداره طيبة للملف الموضوع علي الرف بعد نفضة عن غبار الثلاثه سنوات..! السؤال الفضولي هنا لماذا يتفائل اهل دارفور بتولي غازي امر هذا الملف الخطير وهو لايختلف عن سابقه بالمعيار (التنظيمي) .. فصلاح الدين ايضاً مؤتمر وطني قح ويحمل من ادبيات (الإنقاذ) وفلسفتها بمايكفي لضطراب الحال ولكن.. ربما في عبقرية غازي تسمو الوطنية عن (الوطني) وفي ذلك لايخبيء دبلماسية الحقائق و لايخشى الرجل ان يلومه لائم ..؟ وقد يفكر المسئول الجديد عن ملف دارفور بطريقه مختلفه عن سابقه ولكن بذات النواميس و(القواميس) المُحكمه في استراتيجية حزبة إلا انه ربما يشعر بقليل من الذنب حال تجاوزه السبل الكفيلة بازاحة الضرر عن كاهل الوطن العريض بشطب سياسة التفريض واللآمسؤليه في اغلاق ملفٍ في غايه من الخطوره. وترفض نفس الدكتور غازي انقصام ظهر البلاد افقياً بسوء تدابير سياسيه لاتسمن ولاتغني من جوع وفي المنطق ذاته لا نظن السيد العتباني يترك العمامه وشال البرلمان يسقط عن رأسه..! تفائل النخبه المثقفة من ابناء دارفور بستلام صلاح الدين لملف التسويه محفز جيد لتثبيت خطوات الرجل بتحمل مسؤلية التكليف المتأخر.. فالعتباني من الجيل المبكر من الاسلاميين الذين عرفهم الرأي العام بجرئة التدابير والحِنكه وسياقة المبادرات و(المذكرات) كذلك..! وبين هذا وذاك لايستقيم الحديث ان يتكلم منصور خالد عن ادمان فشل النخبة السودانية نقصد نجاح دكتور غازي في ادارة ملف دارفور مستمدة من جرءة الرجل ونفوذه المحترم من خلال الجهازين الرئاسي والتشريعي وبالدلالات كلها يستحيل الطباق بين رصيفه المسؤل السابق عن هذا الملف علي اعتبارات كثيره من بينها ان الاخير هو دبلماسي (حصيف) ومن صناع مبادرة سلام الجنوب فكيف لايستطيع تثبيت اقدام السلام في الغرب الحبيب ..ان كان يريد غازي اقامة سلام حقيقي في دارفور يحتاج ان يذاكر الفصول الاربعه لاتفاق الخامس من مايو في ابوجا اولاً ثم استكمال منقوصاته لتعميم التسويه اسوةً بمصداقية الميثاق الذي كتب بين الحكومه وحركه جيش تحرير السودان في خريف 2006م تحت مظلة المجتمع الدولي وبقية الإخوة الكبار .. قراءه غازي لصفحات اتفاق سلام دارفور يعينه دون شك في رسم المسار القويم وخلق معينات صالحه للإنفاذ مع العلم بان الوقت المناسب لإحلال السلام في دارفور قد اهدر بفعل تصرفات التعامل مع الاتفاق الموقع علي انة اتفاقاً قد لا ينهي ضراوة الحرب الدائره في الاقليم ..! وذات التصرف افسح المجال للوقت بان تولد في اليوم الواحد عشرة حركات مسلحة بدلاً من لملمة الشظايا لتسهيل مهمة حوار بناء..فالوقت الذي استلم فيه العتباني هذا الملف يظهر انة الوقت (الحرج) ومابقي يسمي بالزمن الاضافي .. اذا ما قورن بمسلمات الأحداث التي تدور بخلد الراي العام الوطني ويتضخم في ذهن كل موطن يشعر بالامن عفرين غريب يسمي (الانتخابات) فكيف تكون الانتخابات عامة اذا ما حزفت منها دوائر الاقتراع في دارفور.. قد يجيب العتباني نفسه علي هذا الافتراض قبل لجنه الانتخابات والمراقب الدولي.. فضئالة الصوره تبدو غريبة اذا لم تكون دارفور جذءً اصيلاً من هذا المارثون وياترى كيف يكون النجاح..؟ ومبتكرات الدعاية القادمه لن تلآمس افئدة المواطنين في دارفور وتغض القوي السياسية طرفها عن محاولة تحول ديمقراطي تغيب فية معايير التوزان وتبحث هذه القوى لذاتها حالة مبيت شتوي او تستيقظ عن كأهل الكهف من المنام بينما ظلت تمارس نبيح الكلب حينما كانت دارفور تتلاشى من (اللهب).. الموقف الذي يعين دكتورغازي انه لايستطيع بين ليلة وضحاها ان يضع خاتم الشمع الاحمر لاغلاق دائرة السلام الدائم هناك بيد ان دعاوي الانتخابات تدخل دهالييز الصحافة والتعاطي الموجب في ادارة ملف لتوه وجد شخصاً مناسب .. ولايستقيم الفهم ان يسعي المؤتمر الوطني كلباً يمارس الصيد يوم القنيص..! وياترى كيف تدور عقارب الساعة الي الامام وفي ثانى ولايه من حيث كثافة السكان في بلدي نيران النزاع القبلي تشوي جلود الحبايب والكرماء..! نعم قد ينجح مسئول ملف دارفور في الامتحان العسير اذا وجد وقتً يعنيه في تصميم كتاب يمكنة من التفاهم الجيد مع الطرف الرئيسي لاتفاق سلام دارفور قبيل الهروله الي الدوحه.. فالعتباني لايستطيع اخلاقياً قض الطرف عن مستلزامات التسوية السياسيه واطلاق صافرة التعمير للارض (الهشيم) قبل الخروج ببرنامج انتخابي يتواضع عنده اهل دارفور لان البرانامج الانتخابي لحزب المؤتمر الوطني الذي يتواجد العتباني في صفوفه الاماميه. لن يجد الحد الادني من الداعيه الكافيه مالم يعلن تصوراته النزيهه لاغلاق ملف دارفور.