بقلم : أحمد عبدالرحمن ويتشي
[email protected]
يبدو ان الدولة السودانية سيظل ينزف الي حين ياتي (مهدي حقيقي) ليوقف المأسي الجارية حاليا بحق البعض من ابناء السودان التي بداءت منذ استقلال السودان التي كانت ابطالها النخبة المنتمية لاثنيات لا تذيد عن ثلاثة وظلوا مسيطرين علي المشهد و توارثوها (ابا عن جد) سياسيا واقتصاديا وعسكريا واجتماعية واعلاميا كذلك ونتجت عن هذه السيطرة حروب بلا نهاية وثورات وانفصالات وابادات جماعية مستمرة بحق القوميات الرافضة لهذه السيطرة وهذا معلوم للقاصي والداني والمجرمين مازالوا هاربين من الاستحقاق العدلي ولا يستطيعون حتي مجرد السفر الي الكثير من الاماكن وهنا لا جديد لاضيفه لان العديد من الشرفاء الحادبين علي مصلحة الوطن الواحد الكبير قد كتبوا عنها وبالكاد اجد شيئا ليكون اضافة ولكن قد اضطر لاضافة بعض الاشياء التي بداءت تطفو علي السطح منذ (انفصال جنوب السودان) وهي ظاهرة الصحفيين العنصريين بعنصريتهم الضاربة في الجذور الذين يحالون الظهور ب(نيو لوك) بلبسهم جلباب المعارضة لتضليل البسطاء من ضحايا الانظمة الخرطومية العنصرية التي ورثها النظام الحالي واستمر علي منوال اسلافه الذين لم يعيرو او يضعوا ادني اعتبار لانسان الهامش المشرد
والمباد والمفقر والمجوع دوما!!!! لقد كتب هولاء الصحفيين من قبل عن قصة فيديو (واتساب )وعن حادثة (اب حمد) وعن قصص كثيرة لايستحق كل تلك المداد و الجعجعة وتناوبوا علي كتابة الخزعبلات كثيرا..!! ولم نري شيئا من كتاباتهم يتأسف مجرد اسف عن لجريمة (زالنجي)التي تمت بحق اطفال عزل تم قتلهم رميا برصاص (الدوشكا) وتغاضوا البصر عن حادثة اغتصاب فتاة الدارفورية التي تم اغتصابها وقطعت يداها في احدي معسكرات النزوح… علي اي حال هذا المقال ليس لنبش المأسي القديمة -التي يجب نسيانها ولا اريد تقديم شخصي كاكاتب عنصري بل فقط اريد التذكير بان العنصرية ماتزال خافيا في صدور وادمخة الكثيرين الذين يدعون الانسانية وقد اظهر البعض عنصريتهم مبكرا ولكن الذي يخفي عنصريته ويظهر علي العامة وكانه (نبي الله الخضر) فهذا هو الخطر الحقيقي وما اكثرهم وحدث في الاسبوع الماضي وانا اراجع بعض المقالات التي كتبها احد الصحفيين الذي تحول الي (شريف)بين ليلة وضحاها و اصبح يكتب عن الفساد وسوء الاخلاق وانا عندما ذهبت لارشيف هذا الصحفي العنصري القديم وبوق البشير !! فقط ذهبت للتاكد من انه هل تخلي عن قديمه ام انه مازال يمارس هوايته المفضلة علي وهي اخفاء سموم عنصريته وفعلا لم يغيب ظني واذا بهذا الصحفي والكاتب (ابو جضيمات ) يسطر مقالا دس فيه السم في الدسم كاتبا عن تذايد الجرائم في الخرطوم وخاصة جرائم خطف حقائب اليد التي يحملها الفتيات لقد كتب هذا الصحفي و في لب مقاله اشارات عنصرية واضحة متهما مشردي الخرطوم عامة علي اساس انهم جاءوا من اتجاهات بعينها لزرع الرعب والجرأئم في الخرطوم وتعكير صفوة اهله وذهب مطالبا( الحكومة) بالالتفات لهذه الظاهرة الدخيلة علي المجتمع الخرطومي و اضاف : يجب تنمية المناطق التي جاء منها هؤلاء (الشماسة)لكي يجدوا ما يريدونه هناك بدلا عن التسكع و شم السليسون في شوارع العاصمة لان المستثمر الأجنبي الذي يريد الاستثمار في السودان قد لا يغامر بامواله اذا ما راي مظاهر كهذه ودلف هذا الصحفي الي قصة مضحكة وكتب عن مستثمر أجنبي من احدي الدول الخليجية جاء ليستثمر في السودان وتفاجأ منذ يومه الاول بسرقة مقتنياته الشخصية من داخل سيارته بعد كسر زجاجه وهي(كميرا -هاتف محمول-ونقود) بالاضافة الي (صقر صيد) وتحول هذه الصحفي الي قاضي وبداء بالاتهام المباشر لمشردي الخرطوم من فئة الاطفال خصوصا …والمعروف ان هؤلاء الاطفال المشردين من قوميات بعينها قدموا من الفيافي بحثا عن الامان التي استعصي و استحالت في ديارهم بسبب الواقع المفروض منذ الازمان الغابرة والتي امتد الي يومنا و سبب هروب هؤلاء من ديارهم هو الابادة بالاسلحة الكيميائية بطائرات (السيخوي-والانتنوف والميج) وقد يكابر البعض بعدم وجود هكذا الجرائم بحق هؤلاء ولكن القناة العربية السعودية المحترمة لم يقصر وقام بعرض فيلم وثائقي عن مأساة هؤلاء في ديارهم وانا اسأل هذا الصحفي لماذا لم تنزعج من ذاك الفيلم الذي تم عرضه وشاهده الملايين في مختلف انحاء المعمورة ولا استبعد انك تكون اول من شاهد هذا الفيلم المأساوي؟؟ولماذا تنزعج من هؤلاء الهاربين من جحيم الانتنوفات ولم تنزعج من الفاعل وهو معروف ؟؟وللمعلومة هنالك دراسه بحث اجراه طالب جامعي حديث التخرج عن ظاهرة التشرد في الخرطوم قبل شهرين من الان ونتائج هذه الدراسه كانت ليست بغربية بحيث اظهرت بان (96%)من مشردي الخرطوم هم من مناطق بعينها وهي مناطق ملتهبة و مشتعلة بالحروب وكذلك اظهرت بان (52%)من هؤلاء المشردين بانهم من خمسة اثنيات وهذه الاثنيات الخمسة هي التي ظلت تقاتل الحكومات الخرطومية المتعاقبة منذ ما سمية بالاستقلال وانا اذكر هذا ليس دفاعا عن المجرمين الذين يقومون بخطف وسرقة حقائب الفتيات ولكن كما ذكرت سلفا ان الصحفي الذي يكتب مثل مقال كهذا من المؤكد بانه يكتب عن رضي من جهاز امن النظام العنصري المتوارث ..والوقائع تثبت ذلك بحيث هناك مقالات مثل هذه كتبت من قبل اذا كانت لاظهار الحقيقة وتمليك المعلومة والشفافية لقد كتبها استاذي القدير الصحفي (محفوظ البشري)وتم ايقافه عن الكتابة من من سمح لهذا الصحفي بالكتابة منزعجا من اطفال وضحايا العنصرية والفرق هنا ان الاستاذ محفوظ البشري كشف عن المستور ونبه الي مكمن المشكلة الحقيقي لهذا البلد التي ظلت تحت صراعات خافية وظاهرة بين من يريد استعباد الاخرين وفرض رؤاه قسريا وبين من يريد الانعتاق ولكن الوضع الان اصبح لا يطاق للجميع لاسباب كثيرة اولها تساوي موازين القوي بين الضددين و اصبح هنالك شبه مساواة في الجوع والفقر وهي نتيجة طبيعية وحتمية للسكوت المزري عن هذا الظلم وكل مانتمناه هو ان يشعر الجميع باوجاع الجميع وعدم الانزعاج من هؤلاء الضحايا الذين انتهت بهم السبل مشردين في شوارع الخرطوم (النظيفة) والمؤسف هو ان بذرة التفيت المزروعة فوق الجثة الباقية من السودان قد بداء ينمو