لماذا شركة شريان الشمال لتنفيذ طريق الانقاذ الغربي ومشاريع اخري بدارفور؟؟!!
جميع الديانات السماوية وكل الدساتير في جميع دول العالم التي يسودها شيئ يسير من العدل واحترام المواطن والحرص علي مصلحة الوطن, هذه الديانات والدساتير تجمع علي ان من اكثر مظاهر الفساد اضرارا بالامة واشدها وضوحا للعيان هو ان يُوكل تنفيذ مهام ذات عائد مادي يتم الصرف عليها من خزينة الدولة الي اشخاص لا يزالون يشغلون وظائف في مرافق حكومية مختلفة ذات صلة او بدونها بما يتم تنفيذه. حتي انه في البلاد المتقدمة يمنع منعا باتا تولي اي شخص منصبا او مهاما اذا كان لديه عمل خاص او شركة تعمل في نفس مجال المؤسسة التي سيتولاها. لذلك تقدمت هذه الدول وصارت متقدمة.
اما في عهد حكومة المؤتمر الوطني الذي لايملك من الحكومية الا الاسم ولا عهد له بالوطنية الا ما الصقته باسم حزبها الاكثر فسادا من الفساد نفسه , فاننا راينا وسمعنا صنوفا من الفساد والافساد فاق حد التصور .حتي اذا ما وضعنا الفساد الاخلاقي الذي اشتهرت به من نصب كمائن فاضحة وتسجيلها ومن ثم ابتزاز الضحية بها لاجباره علي اطلاق التصريحات واتخاذ المواقف الداعمة للحزب الحاكم مثل التطبيل لبطلان المحكمة الجنائية , او اغداق المال والعقار للبعض الاخر واهلاكهم ابتزازا لتنفيذ كل الاعمال القذرة كما هو الحال مع والي شمال دارفور وبعض زعماء الجنجويد , نقول اذا وضعنا هذا جانبا , فان استشراء الفساد الاداري والمالي وسط قيادات هذا الحزب لاتخطئه العين. فكل عطاءات بناء الجسور والكباري مثلا لا تقع الا لشركات مملوكة لاقطاب الحزب وكلنا يعلم كيف كان الوالي السابق لولاية الخرطوم عندما ساله المذيع في لقاء تلفزيوني ” يقولون سيادة الوالي بان شكرة الطرق والجسور التي تنفذ طرق الولاية هي ملك لك” اجاب الوالي وعلي وجهه الابتسامة البلهاء المشهور بها والتي لاتفارقه حتي وهو يتحدث عن المصائب كمصيبة ضحايا كشة الجنوبيين في عشوائي سوبا ابان ولايته, اجاب “هيهي ..احم احم .. في الحقيقة هي لاخي!!” هكذا دون حياء ولا وجل . اما جلس اخوه هذا في بيت امه وابيه لينظر هل ياتيه عطاء بناء حوض حمام دعك عن شبكة طرق وكباري .
ثم ناتي لموضوع هذا المقال. فكيف بالله تصل درجة اللامبالاة والاستهتار والجشع ,والحقارة بلغة اهلنا الطيبين , بهؤلاء الي الدرجة التي بها يتم الامعان في مواصلة سرقة ما جمعه اهل دارفور من مال سكٌرهم التي بلغت المليارات لانشاء طريق الانقاذ الغربي ليُوكل تنفيذها الي شركة شريان الشمال التي في ظاهرها شركة امنية حكومية ولكنها في الواقع يملكها حفنة من اقطاب المؤتمر الوطني بادارة واشراف والي جنوب دارفور الاسبق عطا المنان الذي ذهب بالامس لتفقد سير العمل الذي بدا الان فقط في طريق الفاشر نيالا لا حبا وجدية في تنفيذ الطريق وانما لاغراض سياسية ودعائية لاقناع مواطن دارفور بان التنمية ها قد اتت ولا داعي لمواصلة حمل السلاح ولابد من حل مشكلة دارفور داخليا بدل الدوحة حيث ادخل ممثلو دارفور الحكومة في موقف حرج ومازق ضيق ما كانت تتوقعه وهي التي ظنت انه يمكن شراء ذمم المفاوضين فاصدمت بانفس لايمكن ترويضها ولا تريد دون تطبيق كل مطالبها بديلا بما في ذلك محكمة الجنايات الدولية.
نصف مال طريق الانقاذ الغربي هذا ذهب الي جيوب الرئيس واخرين كما ذكر علي الحاج الذي يعرفهم جيدا والذي لاندري لماذا يصر علي ان يبقيها مستورة رغم الحاح الكثيرين عليه بكشف هذا المستور , اللهم الا ان كان هذا الستر يغطي نصيبه هو ايضا . ونناشده بكشف المستور قبل ان تخطفه يد المنون ويذهب الي حيث لاتخفي منهم خافية امام الجبار القهار. والنصف الاخر من مال هذا الطريق الذي تأبي حكومة المؤتمر الوطني انفاذه وانجازه , ذهب لانشاء هذه الشركة المعروفة بشريان الشمال حيث الاليات كلها هي اليات طريق الانقاذ الغربي . وما تبقي من هذا النصف في الشيك المفتوح الشهير الذي قدمه مسؤول الطريق الهارب الحسيني هدية تاسيس لمنظمة الزبير الخيرية التي ما قدمت خيرا قط لدارفور ولا للنازحين بسبب قصف طائرات الحكومة وبطش جنجويدها ومليشياتها , وهي , اي منظمة الزبير هذه , مدت يدها بالمؤن والمعونات الي زيمبابوي وغزة وكل اطراف الدنيا! منتهي الصلف واللامبالاة !
ولماذا شركة شريان الشمال؟ الايوجد في دارفور او في السودان شركات مستقلة لا صلة لها بالمؤتمر الوطني او بكبرائه لتنفيذ هذا الطريق المتعثر؟ اذكر هنا بانه في بريطانيا وفي دول الغرب عموما يُعتبر غير قانوني ارساء اي عطاء لتنفيذ مشروع كبير الي شركة واحدة , اذ لابد ان تتشارك اكثر من شركة في التنفيذ درءا للفساد وقفل الطريق امام المحسوبية . لذلك تقدموا وتاخرنا وسبقوا وتقهقرنا .
واخيرا , لو سلمنا جدلا بان شركة شريان الشمال هذه ليس منها بد لتنفيذ الطريق ,فعلي الاقل يُترك تنفيذ المشاريع الاخري الصغيرة نسبيا ,مثل بناء المساكن الشعبية التي ايضا هي الاخري تنفذها هذه الشركة الاخطبوطية ,والتي حجم الغرفة منها كالحمام من حيث الضيق كما بدت في التلفاز السوداني وقت اذاعة الخبر حتي ان رئيس الشركة ووالي جنوب دارفور انحنيا ليدخلوها من فرط قصر سقفها وعتبة ابوابها . ولكنه الجشع والطمع والحسد والحقد هي التي تمنع هؤلاء بالاستحواذ علي كل ما يدر مالا حتي وان كان ذلك مخلفات الانسان .
محمد احمد معاذ