لاجئ سوداني ثالث يموت بالقاهرة خلال اسبوع واحد
فيما ينتهي اللاجئون السودانيون من مراسم هادئة لدفن اللاجئ موسى ابراهيم يفاجئون بحادثة اللاجئ عوض سليمان هجانة على نحو صادم كان لاجئا سودانيا اخر يغادر الدنيا بهدؤ من عنابر مستشفى القصر العيني الذي قضى فيه ثلاث ايام في صمت مؤلم . ويسجل اللاجئ ضو البيت ابكر احمد يوسف نفسه ثالث سوداني يموت خلال الاسبوع الثالث من شهر اكتوبر الجاري وبطريقة مشابهة لاخويه الراحلين موسى وعوض .
وذكرت تقرير الوفاة ان ضو البيت ابكر (43 سنة) توفي بسبب نزيف بالمخ وارتفاع في ضغط الدم .
وذكر المقربون اليه ان السيد ابكر عان لفترة طويلة من امراض متعددة ومتراكمة دون ان يجد العلاج لكونه عاجز عن تغطية النفقات؛ ولم يجد جهة انسانية تتمكن من مساعدته وهم ايضا يصرحون بتميز ضدهم.
وكانت عائلته و اصدقائه قد نقلوه في 13 اكتوبر 2010 ف الى مستشفى القصر العيني بعد ان رفضت استقباله مستشفى الهرم ثم مستشفى حسام الخاص قبل يومين . وذكروا انه كان يعاني الاما حادة في بطنه وراسه ؛ ولم يعاينه الطبيب الا بعد مرور 12 ساعة على دخوله مستشفى القصر العيني ؛ وهكذا قضى مهملا.
بينما يتهم اصدقائه وعائلته المستشفيات في تجاهله واهمال حالته ذكرت زوجته (ام امير) ان بعض اداري المستشفى الاخير صرخوا بحدة في وجهها ” ان المستشفيات للمرضى وليست للاموات ” وذلك اقرار بكونه اوصل الى المستشفى وهو في وضع متاخر بعد تدهور مريع في صحته . الا انه كان يمكن ان يدرك حالته لو تمكن من ايجاد عناية في اول مستشفى ذُهب به اليه ؛حيث المستشفيات مهامها تلقى الحالات مهما تكن حرجها كما تقول العائلة.
وضو البيت ابكر متزوج واب لطفلين ( امير ) و (اميرة) قدم من قريته (ديسة) قرب بلدة كتم بالشطر الشمالي من اقليم درافور منذ عام 1995 ف ؛ وفي عام 2003 ف بداية الحرب الاهلية في الاقليم لم تعد ديسة موجودة وهاجر الاحياء من اهله الى مخيمات النازحين بعد تدميرها و قرى اخرى على يد مليشيات النظام الحاكم في السودان و حرقت حقول الدخن ايضا كما تقول عائلته واصدقائه ؛ غير ان المفوضية السامية لشئون اللاجئين بمصر رفضت طلب حمايته بحجة انه تواجد بمصر قبل وقوع الاحدث التي ذكرها ببلدته على حد قول الاصدقاء.
انتهى اصدقاء السيد ضو البيت من دفنه بمقابر ابوروش بحي فيصل ؛ لكن القيادي والناشط السوداني عوض هجانة الذي اغتيل قبل ثلاث ايام بالقاهرة لا تزال جثته بمشرحة زينهم بالقاهرة بعد نقلها صباح اليوم . وكانت احتجاجات واسعة قادها بعض لاجئون سودانيون صباح اليوم تضامنا مع منظمات وجمعيات جبال النوبة التي حشدت صباح اليوم محتجة على مقتل عوض هجانة و بتلك الطريقة المستفزة . وتمكنت السلطات المصرية من القاء القبض على بعض الجناة نهار اليوم ؛ ووعدت النيابة العامة بتحقيق العدالة ؛ غير ان الظروف المهددة لحياة اللاجئين لا تزال قائمة .
و يمثل لاجئي الاقاليم الغربية ( كردفان واقليم دارفور والاقليم الاوسط) بالسودان – الدولة الافريقية المقبلة على التفكك – اكبر مجتمع للاجئين الافريقيين بالقاهرة من بين اربعة دولة افريقية اخرى؛ يصنف غالب هؤلاء اللاجئون تحت قائمة حالات (مجهولة المصير ) في المفوضية ؛ وتزيد حالاتهم الامنية والمعيشية تعقيدا كل يوم .
وخاصة بعد سبعين يوما ستقرر ثلاث مقاطعات سودانية تمثل الشطر الجنوبي للبلاد مصيرها بموجب اتفاق سلام وقع قبل خمس سنوات ؛ وكانت تلك المقاطعات في السابق تضم اكبر تجمع اعداد للاجئين الافريقيين بمصر . وترجح تقديرات الراي العام الى احتمال قيام دولة مستقلة في الجنوب تحفظ حياة السكان وتصون حقوقه ؛ وهي حالة ستعالج احوال جزء كبير من ثماني مليون تعداد لاجئي السودان في العالم ؛ لكن يبقى احوال لاجئي الاقاليم الغربية داخل ظرفي انساني حارق عنونه ماساة حقيقية.
مركز دراسات السودان المعاصر
قسم الرصد الصحفي
20اكتوبر 2010 ف