نشط مجاهدي النظام الالكترونيون, والمعروفون ب”الجداد الالكتروني”, نشطوا مذعورين وخائفين من بداية التكتيك الجماهيري المتلاحم والناجح لاسقاطهم بالعصيان المدني يعقبه الثورة العارمة المدمرة التي تكتسح مفسدي النظام الكثر بطشا وفسادا علي مر التاريخ, نشط هؤلاء في بث مقولات وشعارات وهطرقات علي جميع وسائل الاتصال المرئي والمسموع والمقروء وخاصة وسائط التواصل الاجتماعي وبالاخص الواتساب, مقولات وشعارات تركز في محاولة تخويف الناس بانه اذا ذهب نظام الاسلامويين الكيزان فان البديل سيكون اما حرب اهلية واسعة تاتي علي الاخضر واليابس , ومن مروجي هذه الفرية خال الرئيس الذي طبل وصفق كثيرا لفصل الجنوب وسماه السرطان , وقد نحر الذبائح لذلك والمسكين لايدري بان بذهاب الجنوب ذهب مصدر الدخل الوحيد لحكومة ابن اخته بعد ان دمروا مشاريع كالجزيرة وباعوا كل ما هو مفيد للبلاد وخصخصوا شركات ومؤسسات كانت ذات كفاءة عالية وتدر دخلا محترما للخزينة العامة مثل سودانير وغيره.
ويستزيد الخال الرئاسي في محاولاته اليائسة تخويف السودانيين من الحرب الاهلية بان البلد مليانة سلاح وتناسي بانهم هم من ملاوها سلاحا من كل نوع وجيشوا مليشياتهم الجهادية والتي بدل محاربة ومضاربة امريكا وروسيا ابادوا الشعب السوداني المسكين بالرصاص والقنابل البرميلية والكيميائية والنفايات الذرية ومن نجي اغرقوهم بمياه السدود الفاشلة والتي انشؤوها بقروض يعلم الله متي يسددها الاجيال القادمة ان قدموا اصلا.
واخرين من هؤلاء الجداد الالكتروني بثوا مقاطع فيديو ومقاطع صوتية باصوات ظاهر عليها الارتجاف من الرعب يحسبون كل صيحة عليهم , بثوا هذه المقاطع يطرقون فيها بشدة علي وتر العنصرية البغيضة بان البديل اذا همو ذهبوا الي مزبلة التاريخ فساتي الهلافيت , كما قال احدهم في شريط مسجل , الهلافيت من الحركات المسلحة ليحكموا السودان . انظر بالله الي الدرك الاسفل من الانحطاط اللااخلاقي الذي وصل اليه سفهاء هذا النظام !!واخر قال بان البديل يا اهل السودان ستكون الجبهة الثورية وعرمان او مالك عقار ! وكان هؤلاء في الجبهة الثورية او في دارفور ليسوا بسودانيين.
وطبعا لم يتركوا الجنجويد الا وان يشركوهم في اشاعة هذه المخاوف فكان ان خرج منهم من قالوا بانه زعيمهم اللواء الركن ” يا للهول !!” حميدتي بشريط مسجل (سماه البعض شريط فنقس فنقس, لتكراره هذه العبارة مرارا في شريطه) متداول بين قروبات الواتساب يقول فيه بركاكة بان النظام مثل القطر التعبان ولابد للركاب الذي يقصد بهم المواطنين ان يصبروا علي هذا القطر حتي يصلوا الي المحطة ,ولايدري بان قطر النظام هذا لم يغادر المحطة منذ مجيئه بل رجع الي الوراء الالف السنين.
كل هذه المحاولات اليائسة لتخويف الناس من البديل لن يحول دون سقوط النظام الاكثر ظلما وبطشا وفسادا في التاريخ . وقد سمع الشعب الواعي هذه الاسطوانة من قبل ايام احتضار نظام النميري وبث رجال امنه بان البديل للنميري هو الموت والدمار والفوضي وسقط نظام النميري في انتفاضة لايزال يشهد لها العالم بالحضارية والتلاحم والوعي الفريد كسابقتها من ثورة في اكتوبر في منتصف الستينات من القرن الماضي.
وباذن الواحد القهار المنتقم الجبار سيذهب هذا النظام غير ماسوف عليه وسيذهب مجرموه الي ساحات القضاء المحلي والدولي وسبيقي الشعب متماسكا وسيعود الي السودان نسيجه الاجتماعي الجميل الذي كان متماسكا قبل ان يفتته النظام العنصري البغيض باحيائه للقبيلية والعصبية منذ قدومهم بابتداع بيعة القبائل لنظامهم وبثوا الكراهية بين القبائل والاحزاب واشعلوا الحروب حتي يتسني لهم الاستمرار في السلطة الي ان يسلموها لعيسي كما قال ذو اللسان السليط غير المؤدب الذي عليه لحس كوعه ان كان حيا ساعة انهيار نظامهم.
د محمد علي سيد طه الكوستاوي