قال الفريق أول صلاح عبد الله قوش مستشار الرئيس السوداني لشؤون الأمن القومي، أمين شؤون العاملين بحزب المؤتمر الوطني، إن الانتفاضة المحمية أو غيرها مستحيلة الحدوث في الخرطوم،، وشدد على أن حزبه سيكون أكثر حسما لـ«العبث»، في ندوة لحزبه في مدينة أم درمان.
وفي ندوة مغايرة للمعارضة والحركة الشعبية، شن ياسر عرمان نائب الأمين العام للحركة الشعبية قطاع الشمال هجوما عنيفا على حزب المؤتمر الوطني، وقال إن الأخير يستولي على أجهزة الدولة، وإنهم بصدد فطمه من ثدي السلطة.
وكشف عرمان أن الحركة الشعبية دربت 1000 من عناصرها، في دار الحزب بحي المقرن وسط الخرطوم، على المسيرات السلمية وأن يمنعوا حدوث أي عنف، وقال عرمان في ندوة سياسية لتحالف «أحزاب إعلان جوبا»، الذي يضم أحزاب المعارضة والحركة الشعبية، إن كوادر الحركة الشعبية نجحت تماما في مهمتها في المسيرات الاحتجاجية خرجت في الأيام الماضية ضد حزب الرئيس البشير، بشأن القضايا العالقة في اتفاق السلام بين الشمال والجنوب، ودعا إلى الاستمرار «على هذا النهج وعدم الاعتداء على الشرطة، أو على الممتلكات العامة والخاصة».
ووصف عرمان في الندوة التي عقدت في الميدان الغربي لجامعة الخرطوم، كبرى الجامعات السودانية وأعرقها، الاتفاق الذي جرى بين حزبه وحزب المؤتمر الوطني حول قوانين الاستفتاء لجنوب السودان، والاستفتاء في منطقة أبيي، وقانون المشورة الشعبية في جنوب كردفان وجبال النوبة استحقاق عادي، قائلا إن هذه القوانين والأخرى التي لم يتوصل الشريكان إلى اتفاق حولها سبق أن رفعتها الحركة الشعبية قبل أربع سنوات، لذلك فإن إجازتها لا تستحق «كل هذه الجلبة»، في إشارة إلى التوتر الذي جرى في الأيام الماضية بسبب هذه القوانين.
وكشف عرمان أنهم عازمون على فطم حزب المؤتمر الوطني من «الرضاعة من ثدي السلطة، خصوصا أنه الآن يستولى على مفاصلها بشكل كامل ويديرها وفق ما يريد»، وقال إن ذلك تكشف لهم «عندما خرجت الحركة الشعبية الأسبوع الماضي مع قوى المعارضة في مسيرة سلمية، حيث تأكد أن كل أجهزة الدولة تدين له بالولاء التام، لذلك يجب أن يتم فطامه».
وقال عرمان إن ما حدث من تصدٍّ للمسيرة يوضح أن «الانتخابات ستجري في ظروف صعبة، إلا أنه رغم ذلك فإن ما نفذه تحالف أحزاب جوبا حتى الآن من عمل سلمي أكد أنه يتمتع بقوة كبيرة تمكنه من النضال حتى تنظم انتخابات حرة نزيهة، وهو ما يجب أن يستمر».
وفي ندوة لحزب المؤتمر الوطني في ضاحية الفتيحاب جنوب مدينة أم درمان، قال صلاح قوش إن أعداء السودان يدعمون ولاءات قديمة وكأن السودان لم يتطوّر بعد، وأضاف أن تلك الولاءات انتهت وماتت هي وأصحابها، وقال إن الضرب في الميت حرام، ومضى: «سيذهبون إلى مزبلة التاريخ عبر صناديق الاقتراع، وسيلقّنهم الشعب درسا قاسيا». واستهجن قوش دعوة الحركة للأحزاب لإقامة الشغب الذي وصفه بالفاشل، وقال إن الانتفاضة المحمية أو غيرها مستحيلة الحدوث في الخرطوم، وأضاف أن حزبه المؤتمر الوطني أعد العدة لإيقاف ما سماه عبث الأحزاب.
وتحدى أن درجة الأمن والقوة المتوفرة بولاية الخرطوم والجاهزية على مستوى القطر لا تستطيع معها أية قوة داخلية أو إقليمية مدعومة اختراقها وإحداث أي نوع من أنواع الفوضى بالبلاد، حسب تعبيره، وشدد على أنهم لن يسمحوا في ظل هذه الظروف وفي أثناء تداول القوانين الخلافية في البرلمان بتنظيم أي تظاهرات، وقال إن «القوى المعارضة إذا كانت حريصة على زعزعة الأمن فإن المسؤولية تحتم علينا أن نكون أكثر حسما للعبث وإيقافه عند حده، كما تم ذلك». وحذر: «لن نسمح أن يتعرض أي مواطن للخطر». وقال قوش إن القوى السياسية «فشلت في تنظيم مظاهرة واحدة لإسقاط النظام طوال عقدين من الزمان، وتعمل الآن على التقوّي بالحركة الشعبية لإثارة الفوضى».
من ناحية أخرى، قال سكوت غرايشن المبعوث الأميركي للسودان، إن إدارته تعكف على إرسال فريق فني قريبا يبقى في السودان لأطول مدة لدعم عملية التحول الديمقراطي في البلاد، في تصريحات له في عاصمة جنوب السودان، جوبا، بعد لقاء مع سلفا كير النائب للرئيس السوداني رئيس الحركة الشعبية، وجدد حرص واشنطن على تحقيق سلام شامل بالسودان.
وتناول اللقاء آخر التطورات السياسية في السودان في ضوء الاتفاق الذي تم بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وحزب المؤتمر الوطني بشأن قوانين الاستفتاء على تقرير جنوب السودان ومنطقة أبيي والمشورة الشعبية حول منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. وأشاد غرايشن «بنجاح عمليات تسجيل الناخبين في السجل الانتخابي بجنوب السودان في إطار الإعداد للانتخابات القادمة»، وعبر عن أمله في أن يتم إنفاذ القوانين، كما أشادا بدور الشريكين في التوصل إلى هذا الاتفاق.
وفي السياق نقل عن مصادر مطلعة في الخرطوم أن قيادات نافذة في الحكومة السودانية يدرسون ما يعتبرونه دعما فرنسيا لتحالف المعارضة السودانية وممارستها ضغوطا على مصر لعدم دعوة البشير إلى القمة الفرانكفونية، مما اضطرها إلى الاعتذار عن استضافتها بعدما تمسكت بموقفها بدعوة البشير، ولم تستبعد تلك المصادر أن يصل رد الحكومة إلى طرد السفير الفرنسي من الخرطوم. وكانت الرئاسة الفرنسية قالت إن القمة ستعقد في فرنسا، دون مزيد من التوضيح.
في اتجاه آخر أعلنت المعارضة التشادية أن قواتها تتعرض حاليا لقصف جوي متواصل من الجيش التشادي في كل المواقع التي توجد فيها بشرق وجنوب شرقي تشاد، وبشكل تسبب في حالة عدم استقرار، وتوقعت أن تسفر الأيام القادمة عن مواجهة شاملة بين قوات المعارضة والجيش التشادي. وأكدت المعارضة في بيان صحافي أن السبب المباشر للتصعيد هو محاولة جديدة لتصفيتها بالاستعانة بالطيران الفرنسي، وأشار إلى أن الأمر سيدخل قريبا مرحلة المواجهة الميدانية، وهذا يجب أن يعلمه الرأي العام العالمي
الخرطوم: إسماعيل آدم
الشرق الاوسط