قناة الجزيرة الفضائية وسياسة دفن الرؤوس فى الرمال

قناة الجزيرة الفضائية التى تملكها دولة قطر والتى تمت تأسيسها فى ابريل من العام 1996 فى عاصمتها الدوحة ولدت بأسنانها وجاءت للعالم كخدمة إخبارية متميزة بعد ان إلتحق بها كوكبة نيرة من متميزى محطة البى بى سى العربية بعد أن تم تسريحهم من الخدمة فى تلك المحطة المشار إليها.
تعاطت الجزيرة وتعاطفت مع قضايا عديدة وتغاضت وتجاهلت  أخري لابسبب النسيان أو عدم وصول الطاقم الإعلامى لمناطق التغطية او شئ من هذا او ذاك القبيل ولكن عن قصد وباسلوب ممنهج وذلك لحاجة فى نفس يعقوب قضاها,, نظرا لأن بعض القضايا لاتتماشى وسياستها التحريرية ومنهج دولة قطر صاحبة المؤسسة والمشرفة والممولة لبرامجها والتى تسعى هذه الايام سعيا حثيثا لتقديم قربان للمجتمع الدولى ممثلة فى الولايات المتحدة الامريكية والأمم المتحدة مرة بتقديم صفقات سلام باسم وثيقة سلام دارفور,ومرة أخرى بدعم الناتو فى ليبيا,ومرة باسم حماس و تارة أخرى باستضافة كاس العالم 2022 وتدعم من تشاء من تجار الحرب والقتلة من اجل خلق نفوذ سياسى لها فى المنطقة او على الأقل لكى تسير جنبا الى جنب مع مصر التى تشغل حيز ونفوذ واسع فى المنطقة  وكل هذة التكتيكات محصلتها فى النهاية هى الحصول على مقعد دائم فى مجلس الأمن الدولى بالأمم المتحدة ولكنها تناست تماما ان الأقلام قد رفعت وجفت الصحف و ان الأعضاء الدائمين هم خمسة + عشرة أعضاء غير دائمين لتصبح العضوية الأساسية لمجلس الأمن الدولى خمسة عشر عضوا حسب ميثاق المجلس نفسة اى مجلس الأمن وسوف لن تقبل اى مزايدات  اخرى فى هذا الأمر لامن قطر ولامن غيرها مهما فعلت وقدمت من الهدايا والتنازلات.
يلاحظ أن الدور الذى تقوم بة قناة الجزيرة تجاة أزمة إقليم دارفور المضطرب منذ العام 2003 وحتى تاريخ كتابة المقال لايتسق وحجم الامكانيات التى تحظى بها الجزيرة قياسا بالتعاطى مع مثيلاتها من القضايا فى الشرق الأوسط وعلى سبيل المثال لا الحصر قضية غزة فى فلسطين وما ادراك ما غزة والتى جعلت اذهاننا يترسخ فيها معرفة المدن الفلسطينية اكثر من المدن السودانية ومدن الإقليم نفسة.
إن الالم الذى يعانية أهل دارفور من القتل والدمار,التشريد,النزوح واللجؤ لهو اكبر من الذى وقع باهل غزة بعشرات المرات وحتى طبيعة واهداف وأسباب القتال بين أهل غزة وابناء عمومتهم من الأسرائليين يختلف عن الذى فى دارفور ولكن الجزيرة لا تحرك ساكن فى كل الذى يجرى من أحداث تقع بين الحينة والأخرى فى حين أن صحراء دارفور وجبالها ليست كجبال التورا بورا فى أفغانستان الوعرة التى حظيت بتغطية إعلامية واسعة النطاق إبان فترة طالبان والامريكان والتى كلفت الجزيرة إعتقال مراسلها فى الجبال انذاك/ تيسير علونى و التى إستمرت لاثناعشر سنه تقريبا وجاء ذلك نتيجة للمقابلة التلفزيونية الشهيرة التى اجراها المراسل/ تيسير علونى مع أسامة بن لادن , وجغرافيا دارفور ليست كجغرافيا ليبيا ايام الإقتتال بين العقيد الراحل/ معمر القذافى وبين الفريق الثانى من أبناء جلدتة زائدا الناتو ولاهى مثيلة بسوريا ولابالعراق او تونس او مصر ولكن ما يؤسف له حقا هو أن الجزيرة وضعت قضية دارفور فى سلة مهملاتها وإعتبرتها قضية من الدرجة الثالثة وليست من اولوياتها وإهتماماتها ويتم تسليط الضؤ فيها عند الضرورة فقط لاشئ غيرة,,,, فى الوقت الذى تدعى فية الجزيرة الدفاع عن إنتهاكات حقوق الأنسان وتحرير قيود الشعوب من حكومات الإستبداد والظلم وغيرة من الشعارات البراقة التى نسمعها ونشاهدها يوميا عبر شاشاتها العريقة ولكنها تعتبر قضية إنتهاك حقوق الإنسان فى قطر وإستغلال العمالة الأجنبية خط أحمر لايمكن لاى احد التحدث حولة اوتناولة عبر الإعلام و لايمكن نقاشة البتة فكيف يستقيم الظل والعود أعوج؟؟
متى تكف قناة الجزيرة عن وقف سياسة الكيل بمكيالين هذة؟؟
ومتى تصل الجزيرة لمستوى المهنية والشفافية والحيادية؟؟
أليس فى الأمر عجب؟؟
 
لكى ترتقى هذة القناة لمستوى المهنية الإعلامية فى تقديرى الشخصى عليها عمل الأتى:-
 
1- عدم إستغلال الأمكانيات الإعلامية المسخرة هذة لصالح طرف ضد طرف اخر.
2- عليها الخروج من عنق الزجاجة أى التأقلم والتكيف والتعاطى مع القضايا كافة بعين فاحصة ومجردة.
3-عليها أن تعلم ان دارفور ليست خارج كوكب الكرة الأرضية وجغرافيا دارفور اكبر حتى من دولة قطر نفسها بعشرات المرات ان لم تكن بالمئات وبالمقابل تساوى فى الجانب الأخر مساحة غزة مرات ومرات وسكانها يعانون اكثر من سكان غزة ولاحول ولاقوة  لهم سوى أنهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء الطاهرة ويرجون رحمتها.
4- سياسة دفن الرؤوس فى الرمال هذة لا تخدم قناة الجزيرة بل ستزيد من عزلة مشاهديها وتراجع مستوى المشاهدة والإهتمام بها.
5- عملية الكيل بمكيالين هذة اضرت بشعوب العالم كثيرا وسكان الإقليم مثلهم ومثل غيرهم يتأثرون بكل ما يجرى حولهم من عصريات فيزياء نيوتن والفضائيات المفتوحة.
 
ولكم العتبى حتى ترضو
 
بقلم/موسى بشرى محمود
[email protected]
كاتب مستقل بالصحف العنكبوتيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *