قصص وحكاوي ومشاهد من ثورة الغضب المصرية !..وهل يحق لك ان تثور وتغضب من الرئيس البشير لسرقة 9 مليار دولار من اموال الشعب السوداني ؟
دكتور محمد ابراهيم الشوش يغمي عليه في القاهرة ! دكتور الجزولي دفع الله يقابل الرئيس مبارك , ورئيس وزراء جمهورية مصر العربية ملطوع خارج باب مكتب الرئيس مبارك ! جهاز الامن والمخابرات المصري يكسر شقة , ويلقي القبض في القاهرة علي , سياسي سوداني رفيع المستوي ! صراف الشيخ زايد يسلم الرئيس مبارك شنطة تحوي علي مليون دولار امريكي ! الامن المصري يسجن طفلة دارفورية !
مشاهد من ثورة الغضب المصرية !
ثروت قاسم
مقدمة :
بلاد شمال السودان مربوطة بمصر ربطا محكما … ثقافيا , واجتماعيأ , واقتصاديأ , وسياسيأ ! الفرعون الاسود بعانخي ( الاسرة ال 25 – 700 سنة ونيف قبل ميلاد المسيح ) , أمتد ملكه الي مصر وبلاد الشام ! محمد علي باشا الكبير كون في عام 1821 السودان الحديث , بحدوده الحالية ( قبل يوم السبت 9 يوليو 2011 ) ! شاركت مصر في احتلال السودان في عام 1898 , وصارت تحكمه , مع بريطانيا , حتي عام 1956 ! هل سمعت بالملك فاروق , ملك مصر والسودان ! غواصات عبدالناصر قلبت نظام الحكم الديمقراطي في السودان في نوفمبر 1958 , وفي مايو 1969 !
وارسل عبدالناصر اللواء محمد حسني مبارك , في 29 فبراير من عام 1970 , ليضرب الجزيرة ابا بالمقاتلات الروسية , فهلك الالاف من الانصار العزل , بقنابل اللواء مبارك الحارقة !
الله يمهل , ولا يهمل !
التاريخ يربط مصر مع السودان منذ بداية التاريخ المدون انسانيأ ! والجغرافيا تربط مصر مع السودان في حوض نهر النيل العظيم !
اذن ثورة الغضب الي اجتاحت مصر في 25 يناير 2011 , سوف يكون لها انعكاساتها علي دولة شمال السودان !
دعنا نستعرض بعضأ من هذه الانعكاسات في 6 مشاهد كم يلي :
المشهد الاول :
يحكي دكتور الشوش بأنه في اولي زياراته للقاهرة , سكن في شقة في الطابق الاخير في عمارة في منطقة شعبية ! وفجأة سمع جلبة وصراخ في الشارع تحت العمارة ! فتح الشباك فراي , ويا هول ما راي ! اثنان من المصريين , يتطاير الشررمن اعينهما , والماء من خياشيمهما , وهما في حالة شجار وثورة عارمة ! هدد احدهما الاخر بانه سوف يشرب من دمه … يا ابن ( الش … ؟ ) ! رد الثاني بانه سوف يبقر بطن الاول , وياكل كبدته … يا أبن ( الم … ؟ ) !
خاف دكتور الشوش من وقوع ما لا يحمد عقباه بينهما , خصوصأ والسيارة ينظرون اليهما دون ان يتطوع حجاز للحجز بينهما , وفك الاشتباك اللفظي !
ترك دكتور الشوش كل شئ في اياديه , وأكل السلالم الي الشارع في لمح البصر ! وصل الي الشارع وهو منقطع الانفاس , والعرق يتصبب من كل جسمه … من الخوف اولا علي المتشاجرين , ومن الجهد البدني الذي بذله , في النزول الصاروخي !
وكم كانت دهشة دكتور الشوش كبيرة , عندما راي , وهو لا يصدق عيناه , المتشاجرين الاثنين , يبوسان بعضهما البعض , ويردد كل منهما , للاخر :
معلهش … حقك علي … حقك علي !
أغمي علي دكتور الشوش من هول المفاجاة !
وانت تحاكي دكتور الشوش , وانت تشاهد اللواء عمر سليمان يفاوض ممثلي ( ثورة الغضب ) , وهو علي كرسي , اعلي شيئأ من كراسي الثوار , والرئيس مبارك ينظر اليهم , باسمأ من صورة علي الحائط فوق راس اللواء عمر سليمان ! والقوم تحت صورة الرئيس مبارك يتبادلون , بدورهم , البسمات !
وهذا المشهد السيريالي بعد اسبوعين من تفجير ( ثورة الغضب ) ضد الرئيس مبارك ونظامه !
يقول :
أمرني سيادة الرئيس أن أقول لكم …
وتضرب اخماسك في اسداسك , وانت تردد :
هذه ثورة علي الطريقة المصرية ؟
هذا غضب علي الطريقة المصرية !
هذه شكلة علي طريقة شكلة الدكتور الشوش !
المشهد الثاني :
يحكي الدكتور الجزولي دفع الله , رئيس وزراء الانتفاضة , بانه زار القاهرة في محاولة لتطبيع العلاقات بعد حادثة احراق العلم المصري في شوارع الخرطوم . أصطحبه قرينه الدكتور عاطف صدقي , رئيس وزراء مصر , لمقابلة الرئيس مبارك . وكم كانت دهشة الدكتور الجزولي دفع الله كبيرة , عندما احضر الحاجب كرسيأ للدكتور عاطف , وضعه أمام الباب المؤدي الي مكتب الرئيس مبارك .
دعي الدكتور عاطف ضيفه الدكتور الجزولي للدخول منفردأ لمقابلة الرئيس مبارك ؟ مشي الدكتور الجزولي لوحده الي داخل مكتب الرئيس مبارك , تاركا الدكتور عاطف صدقي , رئيس وزراء جمهورية مصر العربية , جالسأ علي كرسي خارج باب مكتب الرئيس مبارك ؟ جاهزأ للدخول اذا طلب منه الرئيس مبارك ذلك ؟ والا فسوف يبقي جالسأ الي ان ينتهي الدكتور الجزولي دفع الله من محادثاته مع الرئيس مبارك ؟
لن يستطيع مبارحة كرسيه حتي الي بيت الراحة ؟
فتأمل ؟؟؟
هذه هي ثقافة القوم !
في مقابلته مع الدكتور الجزولي , ركز الرئيس مبارك علي أنه لن يسمح بقيام ديمقراطية وستمنستر في السودان , تحت أي ظرف من الظروف !
خوف العدوي !
كان ذلك في عام 1985 !
الان الرئيس مبارك جالس علي كرسي العرش , المكون من اربعة ارجل عسكرية :
الرجل الاولي اللواء عمر سليمان , نائب الرئيس ,
الرجل الثانية اللواء احمد شفيق ,رئيس الوزراء ,
الرجل الثالثة المشير محمد حسين طنطاوي , وزير الدفاع والقائد العام ,
الرجل الرابعة اللواء سامي عنان , رئيس هيئة الاركان المشتركة !
كل واحدة من هذه الارجل الاربعة , تخاف من الارجل الثلاثة الاخري ! ولا تثق فيها ! ولا تسمح لاي رجل بان تاخذ موقع الرئيس مبارك , اذا غادر الرئيس مبارك الكرسي ! كل رجل من هذه الارجل الاربعة تؤمن بانها احق بخلافة الرئيس مبارك , من الارجل الثلاثة الاخري ! وكل رجل من هذه الرجل , وصلت الي موقعها الحالي بفضل الرئيس مبارك ! فهو ولي نعمة كل رجل من هذه الارجل الاربعة !
كل رجل من هذه الارجل الاربعة تزايد علي الرئيس مبارك , وتحاول اظهار الطاعة والوفاء لولي نعمتها !
حاول نتن يا هو اقناع اللواء عمر سليمان بالاستيلاء علي السلطة , والتضحية بالرئيس مبارك , علي محراب مصر والنظام المصري ! ولكن اللواء عمر يعرف حدوده جيدأ , ولا يأمن , ولا يمكنه ان يتكهن بردة فعل الثلاثة الاخرين !
واقل عترة , سوف تقذف بعه الي التوج !
يمكن ان تطلق علي هذا الوضع السيريالي … توازن الرعب والخوف ! الذي يبقي الرئيس مبارك فرعونأ , بكامل سلطاته , رغم انف ثوار الغضب !
وتستمر المسرحية السيريالية في العرض علي مسرح ال لا معقول المصري !
ويشتري ثوار الغضب ترماجات اللواء عمر سليمان , ويشاهدون افلام اوباما الهندية ! ويسمعون كلام الحكماء من امثال سوريس , ذوي المصالح الشخصية !
ويترك ثوار الغضب ميدان التحرير الي منازلهم ! وبعدها , وفي فجر الرحمن وقبل صياح الديكة , يتم اقتيادهم الي زنازين جهاز الامن والاستخبارات !
ولكن هذه قصة أخري ؟
المشهد الثالث :
يحكي سياسي سوداني معارض كان يقيم في القاهرة في عقد التسعينيات , أنه اعطي بواب العمارة التي يسكن فيها بقشيشأ قيمته خمسين جنيه مرة واحدة , حتي لا يضطر للدفع اليومي ! سمع السياسي طرقأ شديدأ علي باب شقته , قبل الفجر ! وراي رجال ملثمون يدخلون عليه في غرفته , بعد ان فتحوا باب الشقة عنوة ! وصاروا يعبثون بمحتويات الشقة , يفتشون عن المخبأ والمدسوس ! ثم اقتادوا السياسي , وهو بجلابية النوم , خارج الشقة , لمكاتب الامن , للاستجواب !
لحسن حظه , كان تلفونه المحمول في جيب جلابيته ! فتلفن ل اللواء عمر قناوي , مسئول ملف السودان في جهاز الامن , وقتها ! طلب اللواء عمر من السياسي تمرير تلفونه المحمول لاي ضابط او عسكري في العربة التي تقله !
وبعد دقائق , انقلب المشهد رأسأ علي عقب !
وأنقلبت الذئاب والكلاب الامنية , بقدرة قادر , الي كدايس وديعة ! واعتذروا للسياسي السوداني بأن حارس العمارة قد وشي به , لانه شك في رجل يدفع 50 جنيه بقشيش ( حتة واحدة ) ! واعتبروه من تجار المخدرات !
وعند رجوع الموكب الي شقة السياسي , بدات الذئاب الامنية في ضرب بواب العمارة ( المخبر الامني ؟ ) , وساقوه معهم لمزيد من القزقزة !
وتلفن السياسي مرة اخري لينقذ المخبر بواب العمارة من مصير بئيس !
يعمل في وزارة الداخلية المصرية كمخبرين وامنجية اكثر من مليون و700 الف عنصر من الذئاب البشرية ! وبفضل قانون الطوارئ الذي جاء مع الرئيس مبارك , واستمر معه , حوالي 3 عقود , يمكن لهؤلاء الذئاب البشرية ترويع المواطنين المصريين , وخصوصأ ( البدون ضهر ؟ ) , وأبتزازهم , دون مسالة !
هذا يفسر الغضب الشديد الذي تراه علي وجوه المشاركين في المظاهرات ؟ غضب تراكم طيلة 3 عقود من القمع , والذلة , واهدار الكرامة , والابتزاز الرخيص !
انفجر هذا الغضب في يوم الثلاثاء 25 يناير 2011 !
وهبت العجاجة !
ولكن ( عامل الشوش ) أخمد هيجان العجاجة , فصارت الي نسيم عليل !
ولكن ربما هاجت العجاجة مرة اخري عندما يستلمها الاخونجية !
انتظروا … أنا لمنتظرون !
المشهد الرابع :
مفهوم الشرهة او المناخ متأصل في الثقافة الخليجية . حيث يتكرم الملك او الامير أو الشيخ , او السلطان علي بعض كرام زواره , ببعض ما تجود به نفسه من هدايا , أظهارأ للمحبة والمودة ! ويتقبل الزوار هكذا شرهات ومناخات وهدايا بجزيل الشكر والامتنان , بدوام الصحة للهادي !
يحدثك صراف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان , بأن الشيخ زايد كان سخيأ , وكريما في الشرهات , مع جميع زواره , من المواطنين والاجانب ! وكان يتجلي في كرمه , مع زوراه المهنئين بدوام الصحة والعافية , عندما يكون في طور النقاهة , من علة طارئة , خصوصا اذا كان خارج الامارات , وفي بلد اجنبي !
وكان صراف الشيخ يجهز الشنط السامسونايت المحشوة بالدولارت الامريكية من فئة المائة دولار ! الشنط الخضراء تحوي كل واحدة منها علي مليون دولار ! الشنط الحمراء تحوي كل واحدة منها علي نصف مليون دولار ! الشنط الصفراء تحوي كل واحدة منها علي ربع مليون دولار ! الشنط السوداء تحوي كل واحدة منها علي مائة الف دولار ! وهكذا !
وكان الرئيس مبارك محبأ للشيخ زايد ! فكان اول من يقوم بزيارته , لكي يطمئن علي صحة الشيخ , و يهنئيه بدوام الصحة ! وفي كل مرة كان صراف الشيخ يضع شنطة خضراء امام كرسي الرئيس مبارك , وقبل دخول الرئيس مبارك لمقابلة الشيخ !
وفي كل مرة , كان الرئيس مبارك يحمل الشنطة بيديه , ويسلمها لمساعده , المنتظر خارج الغرفة !
تكرر ذلك الحدث عشرات المرات !
ذلك كرم من الشيخ زايد في تقديم الشرهة ! وكرم من الرئيس مبارك في قبول الشرهة !
لكن يصاب المرء بالدهشة عندما يقرأ , في جرائد مرموقة , كالقارديان البريطانية , ودير اشبيجل الالمانية , بأن ثروة الرئيس مبارك وعائلته المباشرة ( زوجته وولديه ) تقدر بما بين 40 الي 70 مليار دولار !
الكترابة ؟
لا يمكن ان تكون هذه الثروة المهولة من شرهات الشيخ زايد ! لان الشيخ نفسه , ربما لم يكن يملك علي هذه الثروة الشخصية الضخمة ؟
سبب اخر , يا هذا , لثورة غضب الشباب المصري ! وهو يري اموال 82 مليون مصري تصب في 4 جيوب فقط ؟
ولكن لا يحق لك ان تثور وتغضب من الرئيس البشير لسرقة 9 مليار دولار من اموال الشعب السوداني , وانت تري غيره من الرؤساء يسرقون 70 مليار دولار حتة واحدة !
الشفقة والرحمة علي الرئيس البشير , يا هذا !
المشهد الخامس :
وزير الاسكان السابق , المغربي متهم بانه سجل اراضي حكومية باسمه , وباسماء افراد من عائلته , وباسماء متنفذين اخرين في الحزب الوطني ! اراضي تقدر قيمتها بمليارات الجنيهات في السوق المصري !
تم فتح بلاغ من النائب العام ضد الوزير المغربي , مما يؤكد وجود بينة قوية , استند عليها البلاغ !
وحضر الوزير المغربي الي مكتب النيابة العامة دون حرس , ودون محامين ! بل شاهد الناس الوزير في التلفزيون يوزع البسمات ذات اليمين , وذات الشمال ! وهو متهم في جريمة عقوبتها قد تصل الي الاعدام , في الجو الثوري الذي يغمر مصر حاليأ , خصوصأ بعد ان رماه الرئيس مبارك , ظاهريأ , لقمة سائغة لكلاب ثوار الغضب !
هذا المشهد يؤكد اننا بصدد مشاهدة فيلم هندي سئ الاخراج ؟
ويؤكد ان جيل الانترنيت علي حق في تفجير ثورتهم , بعد ان بلغ الفساد في مصر الركب , دون مسالة ؟
المشهد السادس :
عائلة دارفورية تعبر الحدود المصرية في سيناء الي اسرائيل , بطريقة غير مشروعة ! هربا من جحيم العيش في مصر ! يطلق بوليس الحدود المصري النار علي العائلة , بقصد قتلها , حسب التعليمات الرسمية ! ينجح الرجل وزوجته وابنه في الاختباء في حفرة في الصحراء ! تتعثر خطي طفلتهم ( 5 سنوات ) , فيلحق بها الجنود المصريون , ويقبضون عليها ! يتمكن الرجل وزوجته وابنه من الوصول الي اسرائيل , وطلب اللجؤ السياسي ! يتم سجن الطفلة في مخافر جهاز الامن والاستخبارات في القاهرة ! تقوم منظمات حقوق الانسان في اسرائيل بطلب استعادة الطفلة لعائلتها , ولم شمل العائلة !
يصل الطلب , بعد عدة شهور من المناكفات , حتي الرئيس مبارك , الذي يرفض الافراج عن الطفلة ! تتصل زوجة الرئيس بيرس , رئيس دولة اسرائيل بالسيدة سوزان مبارك , التي تصدر اوامرها لوزير الداخلية المصري , بالافراج عن الطفلة , التي يتم ترحيلها علي حساب دولة اسرائيل الي داخل اسرائيل !
هذه القصة تختزل صلابة قلب الرئيس مبارك ! واحتكاره لاصدار كل القرارات , حتي التافهة منها !
الدستور المصري يركز كل السلطات في يد الرئيس مبارك ! هو الحاكم بامره ! ولا يتهور احد بمراجعته ! والا …
نعم … الرئيس مبارك يملك سلطاتأ وسلطاناً ونفوذاً وطاعة عمياء , تعادل ما كان يملكه اجداده الفراعنة الالهة . الوزراء مجرد موظفين ينفذون التعليمات . وكذلك اعضاء مجلس الشعب ومجلس الشوري . وكذلك كتبة الصحف , ومقدموا البرامج التلفزيونية .
الكل في مصر يسبّح بحمد الرئيس مبارك , ولايعصي له امراً .
وتجد تبجح فرعون موسي ( رمسيس الثاني ) مسجلا في محكم التنزيل :
أليس لي ملك مصر؟ وهذه الانهار تجري من تحتي؟ افلا تبصرون؟
( 51 – الزخرف )
وتجد ان الحق قد ارسل رسله الي اقوامهم كافة . وأستثني المصريين من هذه القاعدة .
فتجد في الاية 103 من سورة الاعراف :
ثم بعثنا من بعدهم موسي باياتنا الي فرعون …….
لم يبعث الحق نبيه موسي الي المصريين , وانما الي فرعون المصريين ؟
والاية 104 من سورة الاعراف :
وقال موسي يا فرعون اني رسول من الله رب العالمين .
لم يخاطب موسي المصريين . وانما خاطب فرعون المصريين ؟
أرسل الحق نبيه الكليم الي الفرعون . ولم يرسله الي المصريين . لان المصريين علي دين ملوكهم . ان امن الفرعون , امنوا . وان كفر الفرعون كفروا .
وهكذا … رجل واحد يقرر , والملأ من قومه يتبعه صما وعمياناً .
أتذكر عزيز مصر ؟
دعني أذكرك . راجع الاية 54 من سورة يوسف :
وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي …
أستأثر ملك مصر بيوسف . فملك مصر هو المصريون . واذا امن الملك بيوسف , امن به المصريون .
المصريون علي دين ملوكهم .
ودائمأ ً ما يستخف الرئيس مبارك قومه فيطيعوه ، انهم كانوا قوماً طائعين .
الفرعون لا يستمع لاراء الاخرين , ولا يأخذ رايهم في الاعتبار ؟
الفرعون يأمر فيطاع .
اذن الدولة المصرية بقضها وقضيضها , سوف تزايد علي الفرعون , ولن تسمح للشيطان الرجيم , دعك من الاولاد ثوار الغضب , ان يمس الفرعون !
في هذا السياق , أكد اللواء عمر سليمان ( الثلاثاء 8 فبراير 2011 ) أن الرئيس مبارك باق , ولن يرحل , كما يطالب بذلك الثوار ! وان الحكومة سوف تضطر لاخلاء ميدان التحرير بالقوة , اذا استمر الاعتصام !
يبدو ان معركة عض الاصابع بين الثوار وطغمة الرئيس مبارك قد بدأت ! وليتذكر الثوار انما النصر صبر ساعة !
ولكن , بعد الضغوط المتتالية علي الفرعون , من ادارة اوباما اساسأ , وبدرجة اقل , من ثوار الغضب , وافق الفرعون علي بعض التغييرات الديكورية ! شملت بعض الاشخاص والاجراءات , ودون المساس بالسياسات ! وحتي هذه التغييرات الهوائية كانت بالقطاعي ( واحمد في محل حاج احمد ) ! ولكسب مزيدأ من الوقت , في الخد والهات مع الثوار , الذين لن يستطيعوا الاستمرار , معسكرين في ميدان التحرير , بدون دعم لوجيستي , من أكل , وشرب , الي ما لا نهاية ! كما قدم الفرعون رشاوي لموظفي الدولة بزيادة مرتباتهم 15 % !
هذا الوضع المتازم سوف يضطر الراي العام المصري , للانقلاب ضد , او علي الاقل , عدم التعاطف مع , الثوار ! فيذهب ريحهم , ويقعوا لقمة سائغة تحت اسنان ذئاب ومليشيات الامن المصري !
99.99% من المتنفذين في النظام لا يزالون في مواقعهم , بعد حوالي ثلاثة اسابيع من بداية الثورة !
رئيس مجلس الشعب , رئيس مجلس الشوري , كل قادة الاعلام الحكومي ( المرئ , والمكتوب والمسموع ) … كل هؤلاء ومثلهم معهم , لا يزالون في مواقعهم ! حتي الجدع هاني رسلان لا يزال في مكتبه الثاني في مؤسسة الاهرام , ولم يرجع لمكتبه الاول في الجهاز !
هذا المشهد دعي عنقالية انترنيتية لان تصف ثورة الغضب المصرية بثورة السرور والبرور !
ثروت قاسم
[email protected]