الي روح الدكتور جون قرنق الخالدة التي ستبقى مشعلا للخير ومنارة للأجيال الطالعة مابقي الزمان
قلة من الناس لا تزال تماشي الزمان منذ فجر التاريخ حتي اليوم دون ان يعتيرها سئام اوملل، فلاهي تعبت من مرافقة الزمان ولا للزمان مليء رفقتها وقلة نادرة من الناس تنتسب الي هذه القافلة في كل قرن، واحد من هؤلاء منذ ربع قرن خلت كان المناضل الوطني السوداني الفذ الانسان الدكتور جون قرنق اتيم الذي يفتقده الشعب السوداني كله في هذ الظرف التاريخي الدقيق الحرج التي نعيشها اليوم.
في وسط الأجواء الافريقية والدولية المشحونه بالثورات والتحولات الإجتماعية شب جون قرنق وادرك بفكره الثاقب مدى ما تعاني البشريه من عسف وجور ومدى ما يتعرض له الانسان من ظلم وحرمان، رأى بثاقب بصيرته ان البلاد مقبلة على كوارث ومجاعات، فعقد العزم على نصرة كل مظلوم سوداني بغض النظر عن الجهه واللون والعرق فجاء بمشروع وطني رائع الذي فيه كل من يوسف كوه مكي ،منصور خالد ، عبدالعزيزالحلو مالك عقار ادورلينو، سلفاكير ياسر عرمان ،رياك مشار باقان اموم كل اشكال والوان السودان. وسمي مشروعه العادل بالسودان الجديد الذي فيه كل الخلائق البشرية سواسية ووطنهم السودان.
إن مطالعات البطل الراحل الدكتور جون قرنق الواسعة جعلتة يقف على الاخلاق و التقاليد والعادات السودانية الحميدة فتشبعت روحه وغدت فيه روح الانسانية والثورة على كل ماهو فاسد فكان وكانه طارد اللصوص من الهيكل .اطلع على مفاسد الانظمة العنصرية في السودان فقرر النضال من أجل وطن يسع للجميع بلا تميز مع رفاق كرام.
جمهورية جنوب السودان في ذكراها التاسع لاستشهاد المعلم الدكتور جون قرنق تعيش في أزمة إنسانية حقيقية قبل ان تكون في إمتحان سياسي معقد ولكن عندما تصاب الشعوب والامم بالنكبات والمحن تشخص انظارها الى عظمائها كي تستلهم الراى وتستوحى مأثرهم في النضال للتغلب على هذه المحن والنكبات ولا نظن ان شعباً فى العصر الحديث تعرض لمحن ونكبات مثلما تتعرض الشعب الجنوبيى الشقيق في تاريخها المعاصر الامر الذى يستوجب ان تشخص انظار بنيها الي عظمائها ، ومنهم ان لم يكن في طليعتهم الدكتور جون قرن تستلهم الراى وتستوحى ماثرهم في مسيرة نضالهم الصعب . كل الاسئلة الحرجة تم الاحابة عليها في دستور الحركة الشعببة لتحرير السودان .
جنوب السودان يمر بحزن مرير على الدماء الغزيرة التي اريقت نتيجة لخلاف الرفاق سلفاكير ورياك مشار ، ويمتزج بها أسف شديد على اثار معاهد ومدن القرى المدمرة وعلى تعطيل دولاب العمل التقدمي زمنا طويلا نتيجه الصراع الدائر الآن. ان شعبكم لشعب صابر وشجاع وليس شعب معتد انجب دكتور جون قرنق والشهداء وفي وسعها ان تنجب من معاهدها الوطنية كتابا وشعراء ورسامين وموسيقيين ومؤلفين ومثقفيين وزراعين وصناعيين سياسيين وطنيين وانسانيين فشمرو عن سواعدكم وانكبو على السلام وايقاف نزيف الدم جميعآ بلاإستثناء لتجنوا لشعبكم ووطنكم نجاحآ لامثيل له في السابق وإياكم محاربة الفكرة والرأئ والاجتماع لان من يشنق صاحب الفكرة الصحيحة تشنقه الفكرة فيما بعد ومن يحفر القبور للاراء الصائبه يدفن فيها وقيل لاتنكب بلاد وهي فى بدء نهضتها أن غار ماؤها او هدم بناؤهه انما تنكب بموت ابنائنها البررة المخلصين لانها تخسر المزيد من اعمالهم وخدماتهم، وبالحقيقة لاتحيا شعب الا بما خلف ابطالها بعدهم من أعمال جليلة تبقى منعكسة فى ذاكرتها وفى مناهجها وأعمالها كمايبقى ضوء الشمس منعكسآ على وجه القمر بعد احتجابها فى الفضاء الدكتور الانسان والمناضل الوطني والمنافع عن السلم العالمي الشهيد د/جون قرنق ديمبيور اتيم ذهب والحال أحوج اليه ماتكون طابت ذكراه…….!!!.
[email protected]