ثروت قاسم
1- محاكمة زوما ؟
في فبراير 2018 ، صار سيريل رامافوزا ، رئيساً لجنوب افريقيا في مكان يعقوب زوما .
تتم محاكمة زوما في جنوب افريقيا هذه الايام ، في عدة تهم تتعلق بالفساد ، وبتهريب الرئيس البشير من مطار وتركلووف العسكري خارج برتوريا ، في يوم الاثنين 15 يونيو 2015 ، ليتجنب امر قبض صادر ضده من المحكمة العليا في برتوريا .
لمزيد من التفاصيل حول تهريب الرئيس البشير من جنوب افريقيا ، يمكنك الرجوع لتقرير صحيفة القارديان البريطانية في الرابط ادناه :
https://www.theguardian.com/world/2015/jun/15/south-africa-to-fight-omar-al-bashirs-arrest-warrant-sudan
اعترف زوما بانه تلقى هدية قيمة من الرئيس البشير عبارة عن طقم شاي كركدي ، يقال انه من الذهب الخالص .
لمزيد من التفاصيل يمكنك الرجوع للتقرير في الرابط ادناه :
2- زوما والبشير ؟
يحاكي زوما صديقه الرئيس البشير في عدة خصائل ، نختزل ادناه بعضا منها :
واحد :
يعمل الرئيس البشير والرئيس زوما وفق سياسة التمكين ، التي يمكن اعتبارها العمود الفقري لسياسة الرجلين .
تعني سياسة التمكين احتكار مؤسسات الدولة والتجارة والصناعة والسوق لاهل الولاء وال ( نعم ) نجية ، على حساب الكفاءة والمؤهلات والخبرة والنزاهة . قادت سياسة التمكين في البلدين للتخريب البنيوي والمؤسسي لمؤسسات الدولة ، واصبحتا من افسد وافشل البلاد ، خصوصا دولة السودان التي صارت سادس افسد وافشل دولة في العالم .
في يوم الخميس 10مايو 2018 أطلقت الإسكوا ، اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا التابعة للامم المتحدة من مقرّها في بيروت التقرير الثاني للتنمية الاجتماعية حول اللامساواة والاستقلالية والتغيير في المنطقة العربية ، الذي يعالج كيف يؤثّر انعدام المساواة الناتجة عن سياسة التمكين على التسوية السياسية السائدة في المنطقة العربية ، بما في ذلك السودان . ويدعو التقرير الى نبذ سياسة التمكين ، و تأمين فرص عمل على اساس المواطنة حصرياً ، لضمان نجاح اي تسوية سياسية في البلد المعني .
من بين النتائج الكارثية لسياسة التمكين في السودان تراكم اللامساواة فى فرص العمل ، وفرص الخدمات الصحية والتعليم، ، الامر الذي قاد الى بطالة بمعدلات خرافية خصوصاً بين الشباب . وقادت البطالة الى الفقر ، والامراض المرتبطة بالفقر . كما قادت اللامساوة في الفرص الى هجرة العقول والايدي العامله المهنية الى خارج السودان ، فخسر السودان ثروة بشرية لا تقدر بثمن .
ولكن رب ضارة للوطن ، نافعة لنظام الانقاذ . فبهجرة هذه العقول خارج الوطن ، خف الضغط والتظاهر ضد النظام من الشباب والطبقة الوسطى الواعية التي هاجرت . وعطلت تلك الهجرة تفجير الانتفاضة الثالثة الشعبية ، لوجود حوالي 10 مليون مهاجر سوداني مفتح ، ومستعد للتظاهر ، في مقابل الآخرين الباقين الذي تلفهم اللامبالاة ، ويتملكهم الخوف .
في السودان طبقة وسطى متعلمة تطمح للتوظيف في مؤوسسات الدولة ، والعمل التجاري في السوق ؛ ولكن لا تملك القدرة عليه بسبب سياسة التمكين ، وفي الجانب المقابل سلطة تمكينية تمتلك القدرة على تبديل المسار، ولكنها لا ترغب فى ذلك .
وكانت النتيجة ان صار السودان البرنجي بين دول العالم في ظاهرة الهجرة نتيجة سياسة التمكين الطاردة للعقول والايدي الماهرة .
اتنين :
يحتكر الرئيس البشير والرئيس زوما اتخاذ كل القرارات حتى الروتينية منها . مؤخراً قنن الرئيس البشير احتكارية اصداره القرارات بتكوينه لخمس مجالس سيادية ، يرأس كل مجلس منها ويتحكم في قراراته ، وإبطالها فيما بعد ، كما هي السياسة المتبعة .
في يوم الاثنين 11 يونيو 2018 ، رفضت احزاب الحوار الوطني مسودة قانون الانتخابات التي اجازها مجلس الوزراء دون مشاورة احزاب الحوار ، والتي تخول الرئيس البشير تعيين رئيس واعضاء مفوضية الانتخابات ، وتعتمد تعديلات في قانون الانتحابات تجيز للرئيس البشير الترشح لفترة رئاسية ثامنة في انتخابات 2020 .
تلاتة :
تتسم قرارات الرئيس البشير والرئيس زوما بالعشوائية ، والانطباعية ، والنزواتية ، والمزاجية ، وردود الافعال النزقة ، والانفعالية ، والعصبية ، والقرارات المجتزأة ، والمشاهدات المبتسرة دون بذل اي جهد للتحقق من الوقائع .
كما تفوح من قرارات الرئيس البشير والرئيس زوما الرغبة في الثأر والانتقام .
نشير مثالاً وليس حصراً لفتح الرئيس البشير بلاغاً جنائيا ضد السيد الامام في تهم مفبركة عقوبتها الاعدام ، فقط لان السيد الامام اجتمع مع الحركات المسلحة التي يعترف بها مجلس الامن ، والاتحاد الافريقي ، والايقاد ، والترويكا ، وحتى نظام البشير نفسه ؟
ولكن ماذا تقول عن النزواتية والرغبة في الثار والانتقام ؟
اربعة :
بعد عزله من السلطة ، اشتكى زوما من انه مفلس لا يملك شروى نقير ، ولا يستطيع دفع اتعاب محاميه في قضايا الفساد المرفوعة ضده . في هذا السياق ، هل يقبل الرئيس البشير بترك السلطة تحت الضغط كما فعل زوما قبله ، ويجابه نفس مصير زوما في الفلس والملاحقة داخلياً في قضايا الفساد والابادات الجماعية لشعبه ، هذا اذا لم يتم تسليمه لمحكمة الجنايات الدولية بواسطة الحكومة الديمقراطية التي تحل مكانه ، نتيجة مباشرة لإنفاذ خارطة طريق مبيكي المعدلة .
نعم … السؤال وجيه .
هل يقبل الرئيس البشير بحوار جاد بمستحقاته ، وهو يرى راي العين ما حل بصديقه زوما من فلس وهوان وذلة بعد تفرق الصحاب من حوله ، خصوصاً وقد كشفت صحيفة القارديان البريطانية ان الرئيس البشير يخزن 9 مليار دولار في بنوك لندن من الدولارات المنهوبة من افواه جياع السودان ، كما هو موضح بالابيض والاسود في الرابط ادناه :
https://www.theguardian.com/world/2010/dec/17/wikileaks-sudanese-president-cash-london
خمسة :
لا يوجد سفير امريكي في بريتوريا ولا في الخرطوم . جنوب افريقيا تعمل على إنفاذ سياسة المقاطعة وعدم الاستثمار والعقوبات ضد اسرائيل لعدوانها المتواصل ضد الفلسطينيين ، والمعروفة ب
Boycott , Disinvestment and Sanctions BDS
ومن ثم عدم تعيين سفير لامريكا في برتوريا . وعندما عرف ترامب ان نامبيا تقاطع اسرائيل دعما للقضية الفلسطينية ، صرح بان هناك بلد غير موجود اسمه نامبيا ، وان الدول الافريقية عبارة عن حفر براز .
صارت اسرائيل الولاية 51 في الولايات المتحدة الامريكية ، بل اصبحت الكلب ، الذي يهز ذيله الامريكي . يقرر نتن يا هو ، فينفذ ترمب عمياناً ؟
وربما لا يكون ترامب قد سمع بدولة السودان ، ويترك القرارات بشانها لنائب وزير الخارجية جون سوليفان ، الذي رفض مقابلة الرئيس البشير عند زيارته الخرطوم في نوفمبر 2017 . الامر الذي دفع الرئيس البشير ليستجير من الامريكان ببوتين الرحيم .