فصائل دارفور المتنازعة تفشل في التوصل إلى "موقف موحد" في القاهرة

الكشف عن عقد عدة لقاءات عقدت بين قيادات العدل والمساواة ومسوؤلين مصريين
القاهرة- مصطفى سليمان, عنتر السيد

أخفقت فصائل دارفور اليوم الاثنين 13-7-2009 في ختام الاجتماعات التي استضافتها القاهرة على مدار ثلاثة أيام في التوصل لاتفاق حول المبادرة المصرية الرامية لتوحيد مواقف تلك الفصائل وتشكيل وفد موحد للتفاوض مع الحكومة لحل مشكلة الإقليم, فيما ذكرت عناصر في حركة العدل والمساواة, حركة التمرد الرئيسة, في دارفور المشاركين في اجتماعات القاهرة بأنهم مجرد أفراد وسماسرة يتاجرون بالقضية.

وتعقيبا على الحوار ونتائجه, قال هاني رسلان رئيس وحدة الدراسات السودانية بمركز الأهرام للدراسات السياسية لـ”للعربية.نت” أن مصر تقوم بجهد طويل الأمد لحشد وتشجيع الحركات الدارفورية للتوصل الى حركة تفاوضية موحدة وتشكيل وفد تفاوضى مشترك وموحد بين جميع الفصائل”.

وقال رسلان “انه نتيجة للتشرذم الذى شهدته فصائل دارفور المسلحة فى الآونة الأخيرة جاء التحرك المصرى لتوحيدها، حيث أن هذا التشرذم هو الذى أدى الى عدم التوصل الى حل سلمى للقضية “.

وأكد رسلان “أن المشكلة الرئيسية التى تحاول مصر معالجتها أن هناك أكثر من تحرك على مستوى دولي لحل هذه القضية فهناك وساطة مشتركة تم تكوينها من الأمم المتحدة والاتحاد الافريقى والتى دشنت لمؤتمر الوحدة فى أكتوبر /تشرين 2007 ولم ينجح فى هدفه وهناك مفاوضات الدوحة والتى تستمع الى فصيل واحد فقط وهو حركة العدل والمساواة”.

واستطرد رسلان قائلا “أما الجهود المصرية فهى تتركز فى جمع كافة الفصائل وهذا ما نجحت فيه كمرحلة أولى حتى الآن، فاجتماع الفصائل فى مصر حقق هدفه حتى الآن وقد رحبت جميع الفصائل بالمبادرة المصرية واتفقوا على أهمية الهدف الذى جاءوا من أجله، ولكن كون الهدف ذاته لم يتحقق الى الآن فهذا لا يعنى فشل الجهود المصرية فى توحيد الفصائل, بل ان جميع الفصائل لديها استعداد للتوصل الى صيغة تفاوضية موحدة”.

وأكد رسلان “أن مشكلة هذه الفصائل أن معظمها قائم على الشخصى والذاتى والقبلى فهناك أبعاد اجتماعية تؤثر فى القضية، لكن الهدف الحقيقى لتوحيد الفصائل لا يتحقق فى جلسة واحدة، فهناك اجتماعات مقبلة وتواصل مستمر بين جميع الفصائل”.

سماسرة يتاجرون بالقضية

وفي تعقيبه على الحوار وصف محمد حسين شرف عضو المجلس التشريعي لحركة العدل والمساواة, كبرى حركات التمرد في دارفور, والتي تضم تحت لوائها 18 فصيلا سودانيا, الفصائل التي حضرت للقاهرة والتقت بوزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط بأنهم مجرد أفراد لفظتهم مؤسساتهم الثورية التي كانوا يتبعونها وانهم سماسرة يتاجرون بالقضية, كما انهم مجرد افراد يبحثون عن موضع قدم من أجل مصالحهم السياسية.

وأضاف شرف في تصريحات للـ”العربية.نت” أن هؤلاء كانوا أعضاء في حركات دارفورية بين عامي 2003 ـ 2005 ولكن كلهم طردوا من مؤسسات تنظيمية بسبب حركات وعلاقات مشبوهة مع النظام والحكومة وتحديدا مع المخابرات السودانية.

ودعا مدير مكتب الحركة هؤلاء للانضمام لحركة العدل والمساواة أو إلى الحكومة السودانية من أجل التفاوض, موضحا أن العدل والمساواة هي الوحيدة التي لديها فاعلية ووجود سياسي وعسكري في دارفور, وانه ليس هناك أي حركة اخرى بالمنطقة, وما يقال عنهم فصائل أخرى هم مجرد افراد.

وكشف شرف عن عقد عدة لقاءات عقدت بين قيادات العدل والمساواة ومسؤولين مصريين لتطوير العلاقة بين الحركة والحكومة المصرية, موضحا أن الحركة طلبت من مصر أن تلعب دورا في مسألة السلام بدار فور.

واضاف أن العدل والمساواة في حاجة لدعم سياسي من المجتمع الإقليمي, ومن الدول المجاورة وخاصة مصر التي تستطيع أن تتمكن من الوصول الى سلام شامل وعادل في قضية دارفور بالسودان.

من جانبه رفض عبد الله يحيى رئيس جيش تحرير السودان ـ قيادة الوحدة في تصريحات لـ”العربية.نت” الانضمام لحركة العدل والمساواة.

وقال إن كل حركة في دارفور تعرف قيمتها ومكانتها جيدا ونحن لا نريد أن تفرض علينا هذه الحركة أسلوبها وسيطرتها علينا أو على بقية الحركات, ولذلك لا يمكن الانضمام إلى العدل والمساواة إلا بعد المفاوضات والمشاورات وأن يكون لحركة جيش تحرير السودان مكانتها في الوحدة دون أن يكون مفروضا علينا كل الآراء.

وأضاف عبد الله يحيى أن هناك 6 فصائل في القاهرة في مرحلة تفاوض وتشاور مع بعضها البعض ومع وزارة الخارجية المصرية للتوصل لصيغة محددة للتفاوض مع الحكومة السودانية وأن اجتماعات الدوحة لن تبدأ قبل الوصول إلى وحدة بين الفصائل المختلفة خاصة بعد انتهاء اجتماعات الفصائل في الجماهيرية الليبية مؤخرا لأن وحدة الفصائل هي الهدف الأساسي الآن.

وأكد عبد الله يحيى في تصريحاته لـ”العربية.نت” أن الدور المصري لا يمكن الاستغناء عنه في تلك المرحلة لأنه دور هام ومحوري وقوي ويمكن لمصر أن تلعب الدور الفاعل في وحدة الفصائل المتمردة.

ورفض رئيس حركة تحرير السودان اتهام شرف لهم بأنهم سماسرة ويتاجرون بالقضية, وقال إن كل منا يعرف الآخر جيدا في دارفور ولسنا نحن الذين نتاجر بقضية أهلنا وأن أي فصيل لعب دورا لابد أن يكون ممثلا في التفاوض مع الحكومة السودانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *