غرايشن يستأنف وساطته لإنقاذ الانتخابات السودانية
عواصم – وكالات – عاد الموفد الاميركي الى السودان سكوت غرايشن صباح أمس الاثنين الى الخرطوم للقاء عدد من المسؤولين السياسيين من بينهم نائب الرئيس علي عثمان طه، كما افاد مراسل فرانس برس، وذلك قبل اقل من اسبوع على اجراء الانتخابات. في وقت يعتبر فيه مراقبون ان جهود الوساطة التي يقوم بها المبعوث الاميركي، للتقريب بين وجهتي نظر الحكومة والمعارضة، تهدف بالأساس الى انقاذ الانتخابات السودانية بعد التوتر الذي شهدته الساحة السياسية في الخرطوم بسبب انسحاب عدد من المرشحين للانتخابات الرئاسية.
ووصل غرايشن الى الخرطوم آتيا من الدوحة حيث عقدت محادثات السلام بين الحكومة السودانية وفصائل متمردة في دارفور. وهي الزيارة الثانية له الى السودان في اقل من اسبوع. ومن المقرر ان يلتقي غرايشن نائب الرئيس علي عثمان طه، وأحد مستشاري الرئيس عمر البشير، وقياديا في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم، كما اعلن متحدث باسم الخارجية السودانية. ولم يصدر أي بيان رسمي بعد. في تطور آخر دعت الولايات المتحدة أمس الاثنين الحكومة السودانية الى «رفع القيود عن الاحزاب السياسية». وصرح المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي «اننا قلقون من الاحداث التي تثير المخاوف، ولا سيما القيود الخطيرة على الحريات السياسية». وتابع امام الصحفيين «من المهم ان ترفع الحكومة السودانية فورا القيود المفروضة على الاحزاب السياسية والمجتمع المدني». وقال كراولي ان بلاده «ستقيم الانتخابات من حيث قدرتها على عكس ارادة الشعب السوداني واحترامها المعايير الدولية»، مضيفا «اننا نرى حاليا توجهات مقلقة في هذين المجالين». من جهة اخرى قال مفوض السلم والامن في الاتحاد الافريقي رمضان لعمامرة لفرانس برس امس ان الاتحاد الافريقي يرغب في افضل مشاركة لجميع الاحزاب في الانتخابات المرتقبة في السودان. في غضون ذلك، اعلن ميخائيل مارغيلوف مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى السودان أمس أن بلاده تدعو إلى إجراء الانتخابات العامة في السودان في موعدها المقرر يوم الأحد المقبل. وجاءت تصريحات المبعوث الروسي على خلفية اقتراح مركز الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر لمراقبة الانتخابات العامة في السودان وبعضُ المنظمات الحقوقية الذي ورد فيه أنه ربما يتعين على السودان تأجيل أول انتخابات تعددية منذ أكثر من عشرين عاما، مبررين ذلك باحتمال حدوث عمليات تزوير في الظروف التي تعيشها البلاد. في هذه الأثناء، وصف ياسر عرمان القيادي بالحركة الشعبية لتحرير السودان، والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية في السودان (الأحد) الانتخابات المقبلة بأنها استعراض لرجل واحد هو الرئيس السوداني عمر حسن البشير. وقال عرمان لتليفزيون رويترز «انه استعراض لرجل واحد هدفه حماية هذا الشخص – وهو الفريق البشير – من المحكمة الجنائية الدولية. ليست من اجل الديمقراطية». وحذر من ان السودان سيواجه المزيد من التحديات اكثر من اي وقت مضى منذ الاستقلال عام 1956. وقال عرمان «السودان لديه اربع قضايا كبرى للتعامل معها – انتخابات مزورة وأزمة دارفور والمحكمة الجنائية الدولية والاستفتاء وجميعها في وقت واحد وهي قضايا كبرى والدولة السودانية دولة ضعيفة». في الوقت ذاته اتهمت حركة العدل والمساواة أمس الجيش السوداني بتنفيذ قصف عشوائي على مواقعها في شمال وغرب دارفور اوقع عشرة جرحى، لكن الجيش السوداني نفى هذه الاتهامات. وقال الناطق باسم الحركة احمد حسين آدم في اتصال مع فرانس برس من الدوحة «ندين بشدة عمليات القصف العشوائي الثقيل الذي بدا أمس الاول الأحد وهو مستمر حتى الآن ضد مواقع حركة العدل والمساواة ومناطق تواجد المدنيين في غرب دارفور في جبل مون (القريبة من تشاد) ومنطقة فوراوية ومنطقة ابو قمرة» في اقصى شمال دارفور. واضاف الناطق «نجم عن القصف جرح عشرة مدنيين ونفوق الكثير من المواشي». وقال «ان القصف يعطي دليلا واضحا على أن الحكومة غير جادة في السلام والعمل السياسي وهي تقوم بهذا العمل في الوقت الذي نتفاوض به عبر الوساطة لوضع اتفاق وقف اطلاق النار.. لقد سلمنا الوساطة القطرية والاممية احتجاجا رسميا لان هذا خرق لوقف النار الذي نص عليه الاتفاق الاطاري الموقع مع الحكومة» في فبراير في الدوحة. واضاف «سندرس جميع الخيارات». ولكن المتحدث باسم الجيش السوداني نفى ذلك نفيا قاطعا مؤكدا لفرانس برس ان «هذا الحديث غير صحيح نهائيا ونحن لم نشن هجوما على حركة العدل والمساواة او غيرها».