“غرابة تحت راية واحدة سوا“
لا تتناطح عنزتان في أن مؤتمر الطغيان الإنقاذي الحاكم والمستبد هو من هزم السلام وسعى لتقويض إتفاقيته الشامل وتنكر لإستحقاقاته فبتر الجنوب الحبيب ويسعى بأفق مسدود وعقلية متغطرسة مسخراً الوسائل والوسائط الإعلامية وأدوات السلطة لدفع الدارفوريين بشكل تعسفي لقبول إعلان المصير هروباً من المساءلة الجنائية لجرائم الحرب والإبادة الجماعية والتطهير والتهجير والإغتصاب والإفساد المالي والإداري وإستقطاع الأراضي وأخيراً للتخلص من الغرابة لتصبح دولة مثلث حمدي العروبية تدار بإسلاموفوبيا خالصة بعد أن نالت النصيب الأوحد من التمكين الإقتصادي بحسبان الأيدلوجية الجبهوية. عمدت قيادة الإنقاذ وقبولها بحق ممارسة تقرير المصير في الاتفاقيتين اللتين وقعتا مع الحركة الشعبية لتحرير السودان لاتفاقيتي السلام من الداخل أو نيفاشا بعد فشل تطوير العلاقات الأممية أي الشعوب الجنوبية والشمالية وإثارة النعرات والتوترات الإثنية القبلية منها والجهوية والعقائدية والثقافية وممارسة سياسة التمكين الإقتصادي السياسي ياستخدام الدين في السياسة وطمس الهوية المنسجمة فقضت على مرتكزات إحترام مبدأ الحقوق المدنية والعدلية المتساوية في المواطنة لشعوب البلاد القارة بمحمدة التنوع الإندماجي المنسجم.
بالأمس في دارفور خرج إلينا نائب الرئيس بذهنية الإستعلاء الشمالي والفكر الإنكفائي مطالباً بتكرار الشهادتين عشراً لإدخالنا في دين الله، وليته صمت بل تمادى في إستحقار الناس بعقليته المريضة “في رهيد البردي، عد الفرسان لأكثر من مرة، جنوب كردفان ومحلية السلام و… المطالبة بإعتذار رسمي لهذه الشائنة” فكأنه لم يفرق بين شندي ودنقلا! والله لو أتينا بالسيد جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي لفرق بين كردفان ودارفور ولا ينسى البتة بؤرة الإحتراب ولأحسن وضع عد الغنم حاضرة البني هلبة بعيدة عن أي أستقطاب جهوي، “لا يا أهلي الحنان دا معناهو كردفان ودارفور كلنا غرابة تحت راية واحدة سوا”. وهذا ما يفسر عقلية الكيزان المريضة وتسارع وزير الخزانة السيد علي محمود “جرجرة” نائب الرئيس السفاح لمعقل رأسه الرهيد تفضح المكاسب الشخصية والقبلية والنية المبيتة للزيارة الرئاسية. وحيث لا توجد مسؤولية أخلاقية وإنسانية أكبر من وقف الإقتتال وإعادة ترميم النسيج الإجتماعي القبلي والتعايش الأمني السلمي في هامش إقتصادي وسياسي وإجتماعي مشترك دون غطرسة أو تعالي عرقي لشركاء الأرض والضرع. فحذار السيد نائب المطلوب للجنائية الدولية اللعب بالناس والبحث عن مظلة سياسية بصكوك وزير الخزانة وليتها تغطي عهدة الطريق الولائي الموعود. فتعاملنا معكم معشر النخبة كأخوان في الدين والسياسة فلا داعي للتعالي العرقي، فعلينا تدبر أمور قضية السودان في دارفور ليس بتقسيم إنسان وجغرافية الأرض إلى وحدات زرقة وعرب والإقليم في تشظي قبلي وإستقطاب مالي وإداري وولائي! فدارفور أساس السودان وصانعة الحركة الوطنية القومية ولها خصوصيات وأدبيات النفير والتكافل والفكر الجمعي فلا تجزئة ولا إنفصال ولا حكم ذاتي إلا في إطار الفدرالية هكذا فهمنا للأخوة الوطن الواحد والتعايش بكرامة في ظل حكومة مدنية ديمقراطية بلا دغمسة شريعة سياسية بفقه السترة المالي للسوار.
سيادة النائب كأنك تؤكد وصفنا مسيرة سلام الدوحة العرجاء والإستراتيجية الغازية المطمورة لبدء الإستفتاء حول الإقليم “كشاكلة المشورة الشعبية وترفيعها لحق المصير” بالتزامن مع إستمرار القصف الجوي الإبادي وأعلان الحكومة السودانية عن معارك دامية بين متمردي دارفور وقوات من الجيش والشرطة الأمنية والعشائرية والإحتياطي المركزي بالإقليم المضطرب! متناسياً أنك تمثل نظاماً فقد الشرعية وشرذمة إنتهازية برؤية شعب الله المختار ليس فقط عن جهل ثقافي إجتماعي وعقائدي بل بإستعلاء سياسي لمن يتحدث عن الدين الإسلامي والقوميات والقبلية للدفاع عن شخصنة الثروة ومد عمر السلطة وتحصين السلطان. نعم الآن لا يمكن إستبعاد إتخاذ قرارات حظر جوي لكسر شوكة الطغيان من جهات دولية كثيرة وعديدة بعد تكرار حوادث تقتيل طلاب العلم وحملة القرآن وخروج الشباب والنساء والطلاب ومطالباتهم المتناسقة مع أحزاب وحركات مسلحة لإزالة النظام وما حادثتي طالب جامعة الفاشر والقوني مع حرس الحدود ببعيد “تمثل هذه الحادثة المدبرة ظاهرة خطيرة ونقلة نوعية لضرب الصف العربي الدارفوري وتأجيج الفتنة بين أكبر قبيلتين”.
تفكيك الوحدة الوطنية وتقسيم السودان وتعمد إستحقار الناس وقتل العشم في أي وئام أو لسلاسة التحول الديمقراطي السلمي والإيفاء بالعهود بل هي لله هي للجبهة القومية الإسلامية هي الصفقة للعنصر للعقيدة واللون. فهل من إصلاحات جارية لوقف تدفق الشباب الثائر الى الشوارع؟ أم تستطيع أحزاب الطائفية الجهوية ترميم وإصلاح ما أفسدته حكومة الخرطوم في السياسة السودانية والكوادر البشرية والتردي الهائل في جميع أوجه الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية وإستباحة نهب المال العام بسياسة التمكين وأمر الفساد والإفساد الفكري والأخلاقي المالي والإداري وفقه السترة؟ أم يترك الأمر للشباب المناضل والثوار الأشاوس وحتمية وحدة التهميش والإقصاء السياسي والإجتماعي والإقتصادي في الجبهة الوطنية العريضة لتصنع ثورة التغيير وتؤمن المطالبة بالحقوق المتساوية المدنية والعدلية في دولة المدنية الديمقراطية والفدرالية.
الجنوبيون وجميع الشعوب الشمالية يحلمون ببلد يعيش وينعم بسلام على أهله وجيرانه، ويهنأ شعبه بالأمن والأمان وكرامة شراكة حياة العيش الإجتماعي والإندماج العرقي والثقافي.
المهندس/ علي سليمان البرجو
عد الفرسان/ نيالا
971506521662+
[email protected]