عن مأساة السودانيين وأشقاءنا الأفارقة في السجون الليبية أكتب
دخل أكثر من ألف وخمسمائة سوداني من المهاجرين والآلاف من دول أريتريا والصومال وإثيوبيا وغيرهم من الجنسيات الإفريقية محبوسين بسجن تاجوراء بليبيا لأكثر من عام في إضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم الجمعة الموافق ٦ يوليو ٢٠١٨م إحتجاجا على إستمرار إحتجازهم القسري دون تهمة أو محاكمة منذ أن جري توقيفهم في البحر وهم يحاولون العبور إلي أوروبا .
يقيم داخل سجن تاجوراء في هنكر واحد نحو أربعمائة سوداني لنحو سنة وشهرين بعد أن تعرضوا للضرب والتعذيب والإبتزاز وسوء المعاملة والعشرات منهم قضوا نحبهم تحت التعذيب والمرض ، وتفيد التقارير بأن هنالك آلاف السودانيين وأشقاءهم من الدول الإفريقية مسجونين لأوقات طويلة في سجون ليبية أخري في وضع إنساني سيء للغاية ويعانون من الامراض ورداءة الطعام وسؤء المعاملة لا سيما الأطفال والنساء وكبار السن ، إلى جانب إختفاء المئات بعد أن جري تحويلهم لزنازين تحت الأرض .
نناشد الأمم المتحدة ومنظمة الهجرة الدولية والمنظمات الدولية والحقوقية العاملة في مجال حقوق الانسان بالتحرك الفوري لإنقاذ هؤلاء الضحايا ووضع حد لمأساتهم الإنسانية.
إن حكومة طرابلس والإتحاد الأوربي شركاء في هذه الجريمة التى تمت بحق المهاجرين السودانيين وإخوانهم الأفارقة في السجون الليبية الذين سجنوا ظلما لا لسبب سوي هروبهم من جحيم بلدانهم بحثا عن حرية مفقودة وعيش كريم وفرص عمل شريفة ، فالإتحاد الأوربي والدول الغربية تدعم الأنظمة الدكتاتورية وتغض الطرف عن الجرائم التى لحقت بهؤلاء المواطنين الأبرياء الذين هربوا من أوطانهم طلبا للنجاة والمؤسف بدلا عن مساعدتهم ومد العون لهم تمت مكافأتهم بالسجون والتعذيب في معتقلات تحت الأرض !!.
إن قيم الدول الغربية في إمتحان أخلاقي حقيقي ، فالحرية والديمقراطية التى يتمشدقون بها أضحت مجرد أكاذيب لا وجود لها إلا في تصريحاتهم الجوفاء.
نرجو من كل أحرار العالم التحرك العاجل لإنقاذ أرواح الآلاف من المهاجرين الأفارقة في السجون الليبية والضغط علي الأنظمة الدكتاتورية وحلفائها من الدول الغربية التى تدعم هذه الأنظمة الفاسدة لوقف هذه الإنتهاكات الجسيمة بحق المهاجرين التى تتنافي وقيم الليبرالية والديموقراطية وكافة الأعراف والمواثيق الدولية ومحاسبة الحكومات والرؤساء الدكتاتوريين وأولهم المجرم السوداني عمر البشير الهارب من العدالة الدولية والذي إرتكب أفظع المجازر والجرائم في العصر الحديث بحق الشعب السوداني الأعزل في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وأزهق ما يربو عن الخمسمائة ألف نفس من المدنيين الأبرياء في إقليم دارفور وحده ، وأضحي تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية ضرورة ملحة لأن عدم محاكمته يعني إعطاءه الضوء الأخضر للمضي قدما في جرائمه وإرتكاب المزيد من الفظائع بحق المدنيين العزل فضلا عن إزدياد حجم الهاربين من لظى حروبه العبثية بحثا عن الأمن والأمان.
نؤكد لإخواننا السودانيين المهاجرين وكافة أشقاءنا الأفارقة في سجون حكومة طرابلس بأننا لم ننساهم ولن ننساهم وسنظل نطرق كل الأبواب الممكنة حتى يكونوا أحرارا ، وسنبذل كل ما بوسعنا حتى يكون الحلم ممكنا ، وسنتواصل مع كل الأخيار في العالم ليكون صوتهم مسموعا رغم أنف الظالمين ومنتهكي كرامة الإنسان وإنسانيته.عليكم بالصبر والمصابرة لتجاوز هذا البلاء والإبتلاء فانتم الخالدون فأما الدكتاتوريون ومن يقف معهم فإلي مزابل التأريخ ، فالشعوب والقضايا العادلة لن تموت.
محمد عبد الرحمن الناير
١٣ يوليو ٢٠١٨م