قيادي بالحركة الشعبية لتحرير السودان يؤكد فشل اجتماعي واشنطن والخرطوم
القاهرة: زين العابدين أحمد
أكد ياسر عرمان، نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان ورئيس الهيئة البرلمانية للحركة، أن هناك توجها لدى المؤتمر الوطني بتأخير قانون الاستفتاء، وقال معلقا «إن هذا التوجه يؤذي الوحدة»، وأشار إلى أن اجتماع واشنطن الذي شاركت فيه دول الإقليم وأطراف عديدة من المجتمع الدولي لبحث المشكلات التي تعترض تطبيق اتفاق السلام بحضور الشريكين؛ الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني، وكذلك اجتماع الخرطوم الذي عُقِد في الخرطوم أخيرا، لم يحققا أي تقدم خاصة بعد الحديث عن اتفاق إطاري لقضايا أصلا مفصلة ولها جداول زمنية ولم تنفذ.
وقال عرمان في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» خلال زيارته القصيرة للقاهرة إن الأطراف لديها مصاعب حقيقية خاصة فيما يتعلق بالتحول الديمقراطي والاستفتاء على حق تقرير المصير والمشورة الشعبية لجبال النوبة والنيل الأزرق.
وأشار إلى أن هناك توجهات لمحاولة تأخير قانون الاستفتاء وفي الوقت نفسه تصعيب القانون في مجافاة للتجارب التي من حولنا والبعيدة عنا في موضوع الاستفتاء.
وكأن الاستفتاء يتم لأول مرة في تاريخ الإنسان، مشيرا إلى أن هذا التوجه مؤذ لقضية السلام والوحدة ولا سيما التصريحات التي صدرت من أحمد إبراهيم الطاهر القيادي بالمؤتمر الوطني، والتي جاءت سلبية تجاه قضية تقرير المصير، وكذلك تصريح القيادية بالمؤتمر الوطني بدرية سليمان، حيث وصفه عرمان بأنه أسوأ تصريح في تاريخ السياسة السودانية على حد تعبيره، موضحا أن بدرية سليمان صرحت بأنها ستصمم قانونا من شأنه أن يجعل الوحدة جاذبة عبر القانون ووصفها بأنها «مصممة قوانين بديعة»، كما وصف تصريحها بأنه «تفكير قهري وشمولي لا علاقة له بالوحدة بل له علاقة بالقمع».
وأكد عرمان أن وحدة السودان القديم ماتت وشبعت موتا، مشيرا إلى أن الوحدة القادمة هي وحدة الشعوب السودانية بإرادتها الحرة وبيدها لا بيد بدرية سليمان، بل هي وحدة على أسس جديدة ينظمها القانون ولا تفرض بالقانون، وقال إن تصريح بدرية ينبئ عن العقلية التي تدار بها الأمور في موضوع يقع في منطقة شديدة الحساسية بالنسبة للسودان، وهو موضوع أن يكون السودان أولا، وأضاف معلقا «على الذين أفسدوا ماضي وحاضر السودان أن لا يفسدوا مستقبله».
وقال عرمان «إن أنظمة الخرطوم جميعها عملت على دعم الانفصاليين» وأضاف: ليس بغريب ما يقدمه حزب المؤتمر الوطني للدكتور لام أكول، حيث ذهب إلى حد أن يكون له حزب ويسعى لتكوين أحزاب أخرى باسم الحركة الشعبية تمتلك صحفا معادية للحركة الشعبية وتستثمر في الكراهية والفتن وتسيء إلى الناس، أفرادا وقبائل.
وحذر عرمان من أن السودان يحتاج إلى معجزة ليحافظ على وحدته ويعزز سلامه حيث يتبقى حوالي 500 يوم على حق تقرير المصير في الجنوب. وقال إن هذا زمن ضيق، مؤكدا ضرورة الالتفات لهذا الأمر من جيران السودان وأصدقائه حتى تقوم وحدة السودان على أسس جديدة. وقال عرمان: إذا لم يحدث تحول ديمقراطي كامل فلن تكون هناك انتخابات حرة نزيهة، مشيرا إلى أن الانتخابات بدأت بتزوير الإحصاء وهذا مؤشر سيئ للمستقبل، وأشار إلى أن هناك فرقا بين ما تتمتع به الحركة الشعبية من شعبية كبيرة والمناخ الحالي للانتخابات، مؤكدا ضرورة أن يتغير هذا المناخ ليختار الشعب من يريد اختياره بمحض إرادته الحرة والطوعية.