دعا رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور، القوى السياسية إلى بداية جديدة في ما تبقى من السودان الشمالي بعد انفصال الجنوب وإلى عقد تحالف جديد لتحقيق السلام الحقيقي بتوفير الأمن على الأرض ووقف الإبادة وعمليات الاغتصاب، مناشدا السودانيين في الشمال والجنوب أن يوقفوا الانشطار الأميبي للبلاد.
وقال نور (لـ«الشرق الأوسط») إنه يهنئ شعب الجنوب لنجاحهم في الاستفتاء لتقرير المصير ونسبة المشاركة العالية التي تدل على إرادتهم الحقيقية ولنضالهم الطويل ضد الظلم والقهر والاسترقاق منذ عام 1955 ومواجهة الإبادة، وأضاف: «أهنئ الحركة الشعبية بقيادة سيلفا كير ميارديت الذين ناضلوا للوصول إلى هذا اليوم، وأن حركة تحرير السودان ستعترف بالنتيجة مسبقا وأي نتيجة يقررها الجنوبيون نحن معها»، مشيرا إلى أن هدف حركته أن تتعايش الدولتان بسلام في الشمال والجنوب وأن يحدث استقرار وحسن جوار وفق المصلحة المتبادلة بين البلدين، وقال إن استراتيجية حركة تحرير السودان كيفية المحافظة على وحدة ما تبقى من دولة السودان في الشمال، وتابع: «هذا لا يمكن أن يحدث إلا وفق رؤية حركتنا بوقف الإبادة الجماعية في كل السودان وتحقيق دولة المواطنة المتساوية في دولة الشمال والفصل الواضح بين الدين والدولة وتأسيسها على أسس علمانية فيدرالية ديمقراطية».
وقال نور إنه موجود في إحدى الدول الأفريقية – دون أن يفصح عنها – يجري مشاورات مع قيادات دارفور والأحزاب السياسية بغية تحقيق السلام الشامل في السودان، وأضاف أن مشاوراته سيختتمها في باريس باجتماع موسع، مناشدا المجتمع الدولي والإقليمي والدول المحبة للسلام أن تعمل على إيقاف الإبادة والمساعدة في التوصل إلى سلام حقيقي يقوم على الأمن، وقال: «أن نعمل جميعا لإنهاء الفكر الطالباني الذي يعمل على تشطير السودان إلى انشطار أميبي»، وأضاف أن الجنوب ظل يعاني ظلما واستعبادا واسترقاقا، وتابع: «هذه هي مشكلة السودان المسكوت عنها في تغيير هوية الجنوبيين وأسمائهم ودينهم بعد اختطافهم واستخدامهم بالشكل العبودي وتفويت فرص التعليم عن أبنائهم»، وقال إن على السودانيين أن يخاطبوا هذه القضايا التي تتكرر في دارفور بإبادة مواطنيها واغتصاب نسائها. وأشار نور الذي ظل يرفض التفاوض مع الحكومة طيلة الفترة الماضية إلى أن حركته وحدوية، غير أنه استدرك قائلا: «لكن إذا طرحنا حق تقرير المصير، فإن أهل دارفور سيصوتون لصالح الانفصال، وما ظلت تفعله ألمانيا بمحارق اليهود في أوروبا انطبق الآن على دارفور بعد قرن من الزمان»، وأضاف أنه يدعو إلى تحالف عريض مع كل القوى السياسية لتحقيق احترام الثقافات والعرقيات والسلام الشامل لضمان وحدة الأراضي التي تبقت من السودان في الشمال، وتابع: «ما نراه غريبا اليوم سنراه صحيحا في الغد، خاصة أن هناك من لم يكن يتوقع استقلال جنوب السودان»، وقال إن وجود الدولة الإسلامية الحالية لا يمكن أن يتحقق دولة المواطنة.
جوبا: مصطفى سري
الشرق الاوسط