عاجل وهام فى هذا الخطاب : توضيح وجه نظرنا حول مستقبل الانتخابات
ردنا على علماء الظاهر حول بيعة البشير
أنقسام المجتمع الدولى حول قيام الانتخابات بهذا الشكل .
ملاحظاتنا حول عدم تغطية أجهزة الاعلام للوسائل التى يتحرك بها مرشح المؤتمر الوطنى لرئاسة الجمهورية وباقى المرشحين عن حزبهم
بعض الوسائل التى يمكن أن تستخدم لتزوير الاقتراع .
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى (( قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير أنك على كل شىء قدير )) صدق الله العظيم
والله الموفق .
السادة زعماء قوى الاجماع الوطنى ( قوى اعلان جوبا )
السيد زعيم حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان( النائب الاول لرئيس الجمهورية )
السيد زعيم حزب الامة القومى ( امام الانصار )
السيد زعيم الحزب الاتحادى الديمقراطى (الاصل)
السيد زعيم حزب الامة الاصلاح والتجديد
السيد زعيم حزب المؤتمر الشعبى
السيد رئيس حزب الوطنى الاتحادى
السيد السكرتير العام للحزب الشيوعى السودانى
السادة قادة احزاب التجمع الوطنى
السادة قادة الاحزاب المعارضة فى حكومة الوحدة الوطنية
السيد زعيم حزب حركة تحرير السودان
السيد رئيس حزب جبهة الشرق
السيد رئيس حزب المؤتمر السودانى
السيد رئيس حزب البعث العربى الاشتراكى
السي رئيس حزب العدالة
السادة قاددة الحركات المسلحة فى دارفور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،،
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
لقد تابعت بأهتمام تام التطورات التى حدثت فى الساحة السياسية طيلة الفترة السابقة ومنذ آخر خطاب لى لكم بتاريخ 27 / 1 / 2010 تحت عنوان قادة الاحزاب أما انكم قد وقعتم فى الشرك فخذوها منى قبل فوات الآوان ، فى ذلك الخطاب ورغم قناعتى بصدقكم ووطنيتكم وتضحياتكم الا ان ذلك الخطاب كان مليئا بالكثير من العتاب لقراركم الدخول فى أنتخابات تم تفصيلها على مقاس الشريكين حسب الدستور الانتقالى ( نيفاشا ) ، بها تم وضع قانون الانتخابات وتكوين مفوضية الانتخابات وتكوين دوائر جغرافية على أساس تعداد سكانى مختلف على نتائجه ، كل ذلك تم والقوى السياسية فى موقف المتفرج . بالرغم من كل ذلك قبلنا الدخول فى هذه الانتخابات لأن أتفاقية نيفاشا جاءت بعد عقود من الحروب المستعرة ، ولكن ما لا يمكن السكوت عليه هو أستمرار أنفراد الشريكين بمصائر أمة بأكملها ، ومفوضية الانتخابات ماهى الا أداة فى يد الشريكين ، فالحركة الشعبية بالرغم من وقوفها مع قوى الاجماع الوطنى فى أغلب الاحيان الا أنها تغلب مصالحها المكتسبة فى نيفاشا وأهمها تقرير المصير ، أما الانتخابات فى زاهدة فيها تماما وهنا أوجه سؤالى للسيد / ياسر عرمان مرشح الرئاسة عن الحركة الشعبية هل يثق فى دعم الاخوة الجنوبين له كمرشح للرئاسة فغالبية أهل الجنوب زاهدون فى الانتخابات ؟؟
لقد حققت الحركة الشعبية هذه المكاسب المحسوبة لها من خلال نضال مرير ورغم أننا نختلف معهم فى الوسائل التى أستعملت للوصول الى اهدافهم الا أننا نثبت على أنهم قد أنتزعوا مكاسبهم وأجبروا المؤتمر الوطنى والمجتمع الدولى للأعتراف بحقوقهم ، أما ان تغييب باقى القوى السياسية والسواد الاعظم من الشعب السودانى فهذا ما لا يمكن السكوت عليه فعلينا أن نفرض حقوقنا على الواقع السياسى داخليا كما يجب فرض نفس الواقع على المجتمع الدولى بحسبان أن هذه القوى السياسية شريك أصيل فى اللعبة السياسية ولا يمكن تمرير أى قضايا وأنتخابات مصيرية تهم البلاد الا بمشاركتها ، كما أن المجتمع الدولى منقسم حول أستفراد الشريكين بالقضايا المصيرية ولو وجد صلابة فى موقف أجماع القوى السياسية الذى أعد نفسى واحدا منه ، لما تغاضى عن قيام الانتخابات بهذا الشكل الهزيل .
لقد تابعت بأهتمام خطابكم الذى قمتم بتسليمه لمفوضية الانتخابات ، كما تابعت خطاب مرشحى الرئاسة للسيد رئيس الجمهورية ولقد قرأتهما بعين المتفحص وخلصت الى انكم واثقون من أستحالة تحقيق هذه المطالب من المؤتمر الوطنى ومفوضية الانتخابات التى لا يختلف أثنان انها منحازة انحياز تام للمؤتمر الوطنى بل ويؤسفنى ان أقول أن غالبية أعضاءها اعتادوا فى الماضى ان يمرروا مقررات الانظمة الشمولية فغالبيتهم قد تقلدوا أعلى المناصب فى ظل حكم مايو . أذا أختيارهم لأمر ديمقراطى كان غير موفقا ، ونحسب أن الخيار المتاح الآن من وجة نظرنا أمام القوى السياسية ليس بالمشاركة الجزئية فى الانتخابات متمثلة فى الانتخابات البرلمانية والولاة والمجالس التشريعية والانسحاب من الانتخابات الرئاسية ولكن بالانسحاب من الانتخابات برمتها وحجب الثقة عن هذه المفوضية حيث ان الاقتراع قد تبقى له أقل من 28 يوما ولا سبيل لتلبية أى مطالب فى هذا الوقت ونحسب أن رد المؤتمر الوطنى أكد أنهم غير جادين فى قيام أنتخابات حرة ونزيهة وكان أشبه برد الاحتلال فى الاراضى المحتلة حول المستوطنات والمفاوضات . ولكم أعجب من قول بعض مرشحى الرئاسة بأنهم سيدخلون الانتخابات حتى أن تمت بهذا الشكل ، وانه لا يهمهم الفوز بقدر ما يهمهم المشاركة ؟ بالله عليكم هل هذا كلام يعقل ؟ صحيح أنه قد توجد بعض المبررات لدخولكم الانتخابات بصورة جزئية حتى لا تتركوا الملعب برمته للمؤتمر الوطنى كما فعلتم طيلة العشرين سنة الماضية ، وتريدون أن تشاركوه فى السلطة التنفيذية والتشريعية بحسبان أنكم واثقون من فوزكم بعدد لابأس به من مقاعد البرلمان ، كما انكم تطمحون للفوز بعدد لا بأس به من مقاعد الولاة حسب الولاء الموجود فى بعض الولايات ولكن ماذا يفيد كل ذلك ومقعد رئيس الجمهورية الذى لديه صلاحيات مطلقة فى يد المؤتمر الوطنى وحكومته لن تعدو أن تكون صورة أخرى لما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية وان كانت منتخبة ؟ . الشىء الثانى كيف تطمئنون لقيام الانتخابات الجزئية والحال كما هو مفوضية منحازة وسجل انتخابى ودوائر جغرافية مزورة ؟ وكيف تطمئنون لأدخال البيانات وتسجيل الاصوات ونشر الارقام وتأشير الصناديق وضبط الحملات الدعاية داخل المراكز وأبطال الصناديق المشبوهه ؟ وكيف تتحكمون فى مراقبة التلاعب بالنتائج والعد والفرز ونشر النتائج لكل مرشح على حدى والاصوات فى القوائم الموحدة ؟ وكيف تتحكمون فى مراقبة الانتخابات فى كل الولايات ومتابع الاعلام ومنظمات المجتمع المدنى والمراقبين وهذه هى مفوضية الانتخابات التى ستشرف على كل ذلك ؟ وأكبر دليل خروقات هذه المفوضية المتعددة للقانون آخرها ما قاله مرشح الرئاسة السيد / مبارك الفاضل بأن المفوضية قد باشرت طباعة أوراق الاقتراع فى مطابع تابعة للمؤتمر الوطنى بدلا عن طباعتها فى مطابع دولية مما يزيد الامعان فى التزوير . أن عدم مشاركتكم فى هذه الانتخابات على كل المستويات سيسحب الاعتراف الدولى بها وان دخلها الشريكين وتمت مباركتها من بعض مراكز القرار الدولية ، كما أنه سينهى الشرعية من الحكومة المنتخبة .
أن المواطن السودانى قد عرف كلما يتعلق بهذه الانتخابات الهزلية فبالرغم من أنسحابى منها الا أننى قد فوجئت بالتزايد الملاحظ لقاعدتى الشعبية التى يباشرها فريق عمل مختص بواسطة الانترنت فقط فى الوقت الحالى ، ويقوم هذا الفريق بشرح البرنامج الانتخابى والمستجدات على الساحة السياسية للقاعدة الشعبية وأعلامهم بالخبايا التى لا يجدونها فى الصحف والتلفاز ، ونحمد الله أن غالبية قاعدتنا الشعبية من وسط الصفوة والمتعلمين والمثقفين وطلبة الجامعات فبرغم قناعتنا أن الصوت الانتخابى يتساوى ان كان صاحبه متعلما او جاهلا الا أن الامم تصنع بعلمائها ولقد قال البارىء سبحانه وتعالى (( هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) صدق الله العظيم ، فيمكن للمرء ان يجد سهولة فى أقناع الجاهل اما بالترغيب أو بالترهيب ولكن من الصعب أن يقنع أصحاب العقول التى هى مستقبل الوطن من العلماء والمفكريين ، بل لا أفاخر ان قلت ان بعض مجموعاتى فى الموقع الشهير فيس بوك قد وصل عدد المنضمين بشكل شبه يومى الى الف مشترك .
أن السجل الانتخابى الحالى قد حدث فيه تزويرا كبيرا فبرغم أن عدد المسجلين فيه قد وصل الى 16 مليون من حوالى 22 مليون العدد المستهدف الا أن تزويرا كبيرا قد وقع فى هذا العدد فالاغلبية الصامتة لم تسجل فى هذا السجل ، ويكفى أن نقول ان مافعل بالسجل الانتخابى فى الشمال حدث مثله فى الجنوب ، ولتوضيح الصورة نقول ان هنالك مراكز ودوائر قد سجلت 200 فى المائة ليس من العدد المستهدف فقط ولكن من العدد الكلى للسكان ، هذا اذا افترضنا ان التعداد السكانى الذى دار حوله غموض وخلاف كان صحيحا ، حدث كل ذلك فى تغييب لكل القوى السياسية والمفوضية الذى كان دورها ضعيفا ، كما تم تغييب الاعلام ومنظمات المجتمع المدنى .
كما أن المجتمع الدولى الذى يبارك هذه الانتخابات بشكلها الحالى سيجد الزريعة آنذاك للتدخل فى السودان لوقف العنف الذى سيقوم ويمكن أن يحرك قرار الجنايات الدولية اذا شككت المعارضة فى نتائج الانتخابات . فمباركة المجتمع الدولى أنما هى أستدراج كما حدث فى العراق حينما أعطت السفيرة الامريكية الضوء الاخضر لغزو الكويت .
وفى الختام أتمنى أن تصلوا للقرار الذى يحفظ هذه البلاد ويعيد مجد القوى السياسية ، كما أتمنى من الاخوة فى السلطة الرابعة نقل الصورة الحقيقية لقرار قوى الاجماع الوطنى بحياد وأمانة صحفية فلقد أوشكنا أن نستيئس من صحافتنا ، خصوصا أن بعض الصحفيين قد رشحوا أنفسهم لدخول السلطة التشريعية وبما أن تحمل العمل العام تكليف وليس تشريف فيجب عليهم الالمام بالقضايا وطرحها بعمق دون المرور عليها ظاهريا حيث أننى الحظ بعض المقالات عل سبيل المثال ترى فى قيام مستشفى خاص سيقود لحل مشاكل الاخطاء الطبية وردنا فى ذلك بأختصار أن حل مشكلة الاخطاء لن يحل بقيام مستشفى خاص يعالج شريحة رمزية من المجتمع السودانى ولكن بأستراتيجية مدروسة تعالج كل المشاكل من مستشفيات وبنية تحتية وظروف العمل للكادر وتدريبه وتقييمه ماديا و تأسيس نظام دقيق يراقب و يحاسب الكل مهما بلغت درجة الكادر فكم من مؤهلاتنا أبدعت خارج السودان ولكنها بمجرد ان عادت الى السودان أجبرها غياب النظام الى التخلى عن أغلب ما كانت تحمله فبدل ان تكون مؤثرة فى واقعنا أصبحت منقادة لواقعنا . ونظن أن قضايا الاطباء الآخيرة قضايا عادلة جاءت للأهمال المريع لهذه الشريحة ونظن أن كل الداء فى أغلب قضايا الاطباء تأتى من أطباء مثلهم ولكنهم يدافعون عن مصالحهم التى وفرها لهم الحكم وأن أغلب هذه المستشفيات الخاصة هى واجه لنافذيين فى العمل التنفيذى وأغلب الاجهزة الموجودة فى هذه المستشفيات الخاصة كانت قد أستفادت من أعفاء جمركى لكونها قد أستجلبت للقطاع العام ولكن سرعان ماتم تحويلها للقطاع الخاص ، ويمكنكم الاطلاع على أستراتيجيتنا للتنمية الصحية لمعرفة التفاصيل حول أزمات الوضع الصحى .
كما ننبه المواطنيين أن المؤتمر الوطنى يستغل قلة علم بعض علماء الدين والطرق الصوفية بأمور السياسية ويقوم بأستغلال فتاوى منهم وتحريف بعضها لصالح مرشح المؤتمر الوطنى للرئاسة ، معللين بأن مرشحهم أقرب المرشحين للشريعة الاسلامية وان البيعة مازالت منعقدة له ، وهذا تنبيه منا نحن الدارسين بالازهر الشريف بأن مرشحهم لم يولى من قبل المسلمين ولم نبايعه ، وحتى اذا بايعه البعض فهم فى حل عن بيعته لأنحرافه عن منهج الدين الذى لا نكاد نسمع به الا فى الخطب السياسية ، كما انه قد وصل الى السلطة بالقوة ولم يشاور المسلمين والاهم من ذلك أنه لا يمثل خليفة المسلمين ، والسؤال ما الذى يوجد فى البشير يجعله أكثر أسلاما من باقى مرشحين الرئاسة ؟
والله الموفق .
د/ عثمان الريح عمر حسب الله
مرشح رئاسة جمهورية السودان الدائم بأى أنتخابات حقيقية
14 مارس 2010 ميلادية