حريات خاص ) تقدم ثلاثة من ضباط جهاز الأمن السوداني بطلب لجوء سياسي في النرويج )
والنقيب أمن / علي بانقا أحد هؤلاء الضباط الثلاثة . وقد قابله الأستاذ محمد الفاتح وأجرى معه حواراً قصيراً على وعد بحوار مطول وشامل .
وقال ضابط الأمن علي بانقا أن السبب الرئيسي لهروبه من السودان عبر كمبالا عدم رغبته في تنفيذ أوامر تصفية واغتيالات .
وأضاف انه كره العمل في جهاز الأمن ( داير اعيش حياة نظيفة) وقال انه عند وصوله النرويج (اغتسل) لأنه يريد (حياة جديدة) .
وقدم علي بانقا مثالاً عن الحياة التي يريد الإغتسال منها ، فتحدث عن استسهال القتل لدى الأجهزة الأمنية ، وروى أن أحد زملائه ويدعى محمد شاكر برتبة ملازم أول ، كان مسؤولاً عن إعتقال شباب من دارفور بشبهة انتمائهم لحركة العدل والمساواة والتعامل مع النظام التشادي ، وبعد تعذيب شديد وتحريات طويلة اتضح أن هؤلاء الشباب ليس لهم أي علاقة بالحركات أو العمل السياسي ، فقام المتحري المسؤول من القضية – ضابط برتبة مقدم – بالاتصال بمحمد شاكر وقال له مازحاً ( ربنا ريحك منهم الفي الزنزانة رقم كذا) ، فما كان من محمد شاكر إلا وقام بتصفية جميع المعتقلين من الشباب الدارفوريين ، وعددهم خمسة. وفي صباح اليوم التالي عند التسليم والتسلم بين محمد شاكر والضابط النوبتشي الجديد وجد في دفتر الأحوال تصفية الخمسة معتقلين ، وبعد الرجوع لدفتر الاشارات تبين ان الإشارة المرسلة تقضي بالافراج عنهم ، وهذا ما كان يشير اليه المقدم بعبارة ( ربنا ريحك منهم) ، أي ربنا ريحك من تعب تعذيبهم والتحري معهم ، ولكن محمد شاكر في تسرع لم ينتظر وصول الإشارة المكتوبة وإكتفى باشارة مازحة لخطف خمسة من الأرواح البريئة .
والمفاجأة الأكبر أن عقوبة الملازم محمد شاكر ( مجلس محاسبة أوصى بلفت نظر) فقط !! ويواصل محمد شاكر عمله الآن كالمعتاد كنقيب في جهاز الأمن !!
وأضاف بانقا بأنه عمل في السفارة السودانية بكمبالا ، وكان مسؤولاً عن المصادر الأمنية في ( يوغندا ، رواندا ، ودول أخرى في المنطقة) .
وكشف انه كان مسؤولاً عن تسليم مبالغ مالية ضخمة لعناصر جنوبية لزعزعة إستقرار دولة الجنوب .
وقال ان من مهامه ايضاً إيصال الأموال إلى قائد جيش الرب جوزيف كوني ، ولديه صورة معه وهو يسلمه مبالغ كدليل إثبات لقيادة جهاز الأمن ، بحكم ضخامة المبالغ .
وأضاف علي بانقا انه تلقى دورات تدريبية في روسيا في فك الشفرات واللغة العبرية ، كما تدرب في ايران على العمل المخابراتي . وعمل لأكثر من تسعة سنوات قام فيها بمهام خطيرة ، منها دفع الرشاوي للقيادات التشادية المعارضة لإدريس دبي أثناء عمله بالقنصلية السودانية في أبشي ، وانه سلم ملايين الدولارات لهؤلاء ، وان اجتماعاتهم تتم في الجنينة بحضور عبد الرحيم محمد حسين وأحمد هارون .
وأورد تفاصيل مقتل القنصل السوداني في أبشي ، وهو ضابط في جهاز الأمن ، وقتل في هجوم على القنصلية من قبل الجيش التشادي ، وأصيب علي بانقا برصاصات في أماكن متفرقة من جسده ( الإصابات واضحة – المحرر) ، وتم الاستيلاء على ملايين الدولارات كانت مخصصة لدعم المعارضة التشادية . وأفاد بان قيادات من الخرطوم كانت جاهزة للهبوط في مطار انجمينا عند إستيلاء المعارضة على السلطة .
وقال بانقا ساخراً بأن أموال الرشاوى التي قدمت للمعارضة التشادية كانت كافية لحل مشاكل السودان ( مش دارفور بس) ، نسبة لضخامتها ، وقال انها كانت تأتي (كاش) في صناديق وغالباً عبر الطائرة الرئاسية الى الجنينة .
وأكد ضابط الأمن علي بانقا أن جهاز الأمن مخترق من قبل المخابرات الاجنية ( من الساس للراس) .
وأضاف ان جهاز الأمن ( مقسم الولاء ما بين نافع وعلي عثمان ، وكل ضابط يدين بالولاء للقبيلة التي ينحدر منها كل منهما ) وانه أصبح جهازاً ( مهزوزاً) .