صَرخ المُتهم – عُمر البشير قائِلاً
حمّاد وادى سند الكرتى
محامى وباحث قانونى
[email protected]
صَرخ المواطن السّودانى/ عُمر حسن أحمد البشير , والمُتهم من قبل الدائرة التمهيديّة للمحكمة الجنائيّة الدوليّة , بإرتكاب جرائِمْ الإبادة الجماعيّة , جرائِمْ ضد الإنسانيّة , فضلاَ عن جرائِمْ الحرب, ضد المدنيين العُزّل فى إقليم دارفُور المنكُوب الذى يشهد أسوأ أزمة إنسانيّة على مستوى العالم فِى الوقت الراهن .
لقدْ صًرخ المتهم أمام جمع من النّاس قائلاً لهُم: ( إنّ البلاد تتعرض لهجمة عدوانيّة شرسة , لذا من الواجبْ فتح معسكرات الدفاع الشعبى للتدريب العسكرى , وذلك من أجل الدفاع عن مقدسات الوطن , وأردف المتهم قائلاً: إنّ الأرواح رخيصةً من أجل الجنات العُلى التى أعدت للمتقين , والشهادة فِى سبيل الله هِى الغاية والهدف …).
إنّ الشعب السّودانى لايرغب , فى تلكم الجنّات بالمفهُوم التى يتحدّث عنها المُتهم , فلماذا لايذهب هو إلى الجنّات , ويترك هذا الشعب السُّودانى يعيش فِى الدنيا, نعم فليذهب هو واعوانه لكى يعيشواْ مع , بلال إبن رباح وعبدالله بن مسعود!!! فبمثل تلكُم الخطابات الجوفاء الرعناء , بل والممزوجة بالنفاق والكذب والخداع , مات ألالاف من خيرة شباب هذا الوطن , وهم يحملُون أمال الدخُول الى الجنة , فى التسعينات كان الخطاب فى الجامعات والمعاهد العليا السّودانيّة , بأنّ داعى الجهاد يجب أن يستجاب لهُ , ويجب على الشباب أنْ يتورع عن الدنيا الفانيّة ويعمل من أجل القاهرة , نعم يجب أن تغلق أبواب الجامعات , ويضع النّاس القلم ويحملُواْ البنادق من أجل جنة عرضها السموات والأرض أُعدت لِلمتقين .
فمن هُنا فإننا نوجه نداء عاماً لِعمُوم الشعب السّودانى , وشباب السّودان بصورة خاصّة : يجب عليكم أنْ لا تنخدعُوا لتلكم الخطابات الرعناء الجوفاء التى هدفها الأساسى هو المحافظة على السُلطة على حساب دماء الأبرياء من هذا الشعب , و لا أعتقد ان هُناك من يستجب لِكلام المتهم , فمن يستجب لِكلام هذا المتهم إلاّ مختلا عقلياً , وسوف يكون مصيره الموت أو العاهة المستديمة وضياع لِمستقبل مشرق.
إنّ شعبا جبال النوبة , والنيل الأزرق يتعرضان لِلإبادة الجماعيّة , حيث يتم قتل النّاس بطريقة عشوائيّة , وليس هناك فرق يذكر بين الإبادة الجماعيّة التى أرتكبت فى دارفور وما تزال ترتكب وما يجرى الأن فى النيل الأزرق وجبال النُوبة , فمن يشارك فى معسكرات الدافاع الشعب , سوف يتم الزج به فى مناطق جبال النُوبة والنيل الأزرق , لِلمشاركة فى الإبادة الجماعيّة.
حماد وادى سند الكرتى
محامى وباحث قانونى
[email protected]