صدي الوطن
ادم ابكر عيسي
حق التعاطي بالشأن العام ،يقابله حق النقد والاعتراض ،ولا يعني النقد الإدانة والوصم أو النفي والنبذ،علي ما يمارس النقد المثقفون العقائديون .وانما يعني النقد خلق بيئه فكرية ،تتيح الخروج من القوقعة ومغادرة خال العجز ،لاقامة علاقة راهنة مع الحاضر ،فاعلة في الواقع ،مثمرة في التعاطي مع الغير ،وهءا يتحقق بإقامة علاقة نقدية مع الذات والفكر ،وابتكار سياسة جديدة في التعامل مع الحقيقة بعيدا عن أوهام النخب ،فلم يعد يكفي أن ينطق أحدنا باسم الأمة ،او يعلن الدفاع عن القضية ما مقدسة ،او يقرر المحافظة علي الهوية المهددة ،حتي يكتسب مصداقية ويمارس فاعلية واثره ،خاصة وان تجارب شهدت بأن المثقف السوداني ،،والعربي ،تعامل مع قضاياه ،الامة ،الحرية،العداله ،الديمقراطية ،الهوبة ،والوحدة ،والمواطنة المتساوية ،وادارة التنوع وقضايا المرأة ،الخ بطريقة سلبية عقيمة ،دلت علي عجز وهشاشة أو أودت الي عزلته وهامشيتة،ولم يعد يكفي أن نرفع الصوت او نشهر القلم ,دفاعا عن حريات التعبير أو نحيازا الي صف المقهورين ،حتي تصبح أحرارا أو حتي نسهم في تحرير الأخريين ،كثير ا بل طالما مارسوا الاستبداد ،سواء في مواقفهم وتصرفاتهم ،او في طريقة تعاملهم مع مقولة الحرية ذاتها ،ولا عجب للفكر أبنية وقوالب ،وللادراة إكراهاتها ومشروطيتها ،وللمعرفة سياستها واستراتيجيتها،
لهذا فإن الكلام علي الحرية والمواطنة بلاتميز يبقي هشا أو يعطي مردودا عكسيا ،مالم يزدهر للفكر الحر،بقيام مفكرين يشتغلون دوما بالنقد والتحليل ،علي ذواتهم وأفكارهم وعلي تجاربهم وشروطهم ،بشكل يؤدي إلي تجاوز حدود الضرورة ،او الي تغيير شروط الممكن ،واعني بالمفكريين اولئك الذين يسهمون في إنتاج أفكار خلاقة ،او في توليد بيئات فكرية خصبة أو في استحداث فروع معرفية جديدة ،او في ابتداع ممارسات عملية مختلفة ،وانهم اللذين يسهمون في تسمية ماكانت تمنع تسميتة ،او في قول ما كان يمتنع قوله ،او فعله مالم يكن بالمستطاع فعله
ردرد على الكلإعادة توجيه
|