ثروت قاسم
1- خبر لا صدقية له ؟
تناقلت الوسائط الواتسابية خبراً ، ليس له مصدر ، مفاده ان الرئيس البشير قد استقال من جميع مناصبه الدستورية لصالح النائب الاول بكري حسن صالح ، كما فعل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في زمن غابر.
عندما تشطب محكمة الجنايات الدولية امر القبض الصادر في مارس 2009 ، والثاني الصادر في يوليو 2010 ، ضد الرئيس البشير ؛ وعندما يلج الجمل في سم الخياط ؛ يمكنك ان تصدق الخبر المذكور اعلاه .
2- الشكلة ؟
في يوم الجمعة 13 يناير 2017 ، قامت شكلة بجلاجل في بيت الضيا
فة ، وبحضور الرئيس البشير .
غضب النائب الاول بكري حسن صالح غضبة مضرية ، لان الفريق طه عثمان لم يخبره بتوعك الرئيس ، ليصاحبه للمستشفى ، ويشرف على علاجه . وتم اخطاره فقط بعد رجوع الرئيس لبيت الضيافة .
حسب موقع Intelligenceonline، صار النائب الاول رقماً يوازي في قوته الرئيس البشير ، وصارت القوات النظامية ، وبالاخص الجيش تدعمه في مقابل ( دلع ) الرئيس البشير لحميدتي وقواته المرتزقة الجنجويدية القبلية المتوحشة التي ليس لها من مرجعية غير ( القروش ) ، وفقط القروش . وللاسف ، وبتوصية من الفريق طه عثمان ، ضم الرئيس البشير حميدتي وجنجويده للقوات المسلحة ، رغم ( نقنقة ) الشرفاء في القوات المسلحة .
قال حكيم عنده علم من الكتاب :
المتصرف في السودان الآن هو النائب الاول . لا احد فوقه . هذا هو ترتيب أهل الأرض،والسماء لها ترتيب!! ولا يحيطون بشيء من علمه.
انفعل الملازم الاول للرئيس الفريق عبدالرحيم محمد حسين ، لانه عرف بالامر من بصاصينه ، ولم يصدق بادئ الامر ، إلا بعد ذهابه للمستشفى واخطاره بان الرئيس قد غادر الى بيت الضيافة بعد اجراء القسطرة .
اما الاستاذ علي عثمان والدكتور ناغع علي نافع فقد لاذا بصمت مريب ، وهم يهنئون يوم الجمعة 13 يناير ، الرئيس بنجاح العملية ، التي عرفوا بها من الوسائط الإعلامية .
ويمكنك مد الخط على استقامته بخصوص باقي متنفذي نظام البشير ، الذين كانوا كالزوج … آخر من يعلم .
صار المشروع الحضاري إلى الفريق طه عثمان يساعده حميدتي والفريق عطا … دولة أمنجية ؟
صار المشروع الحضاري الى البرقع والحجاب واللحية والمسبحة … مظهر بدون جوهر ؟
صار المشروع الحضاري الى ثالث افسد دولة في العالم ، ورابع افشل دولة في العالم ، وثالث دولة في العالم لا تطبق المقاصد الاسلامية .
إنكشف المستور ، وإتضح لكل من القى السمع وهو رشيد بان الدولة صارت امنجية بإمتياز ، يسيرها الفريق طه عثمان بمساعدة حميدتي والفريق امن عطا . هذا هو الثلاثي الذي يسبح في الدائرة الضيقة حول الرئيس البشير ، ويتخذ كل القرارات المصيرية .
صار الفريق طه عثمان الحاكم بامره في نظام البشير .
كيف لا ؟ وحسابات الرئيس البشير المليارية في بنوك بريطانيا ودبي وماليزيا باسم الفريق طه عثمان … وكذلك كل عقاراته الخارجية .
ويبقى سؤالان :
+ السؤال الاول :
إلى متى يستمر الحنق والغضب والحسد على الفريق طه عثمان ، خصوصاً من الثنائي بكري وعبداالرحيم ، قبل إزاحته من المشهد بطريقة او اخرى ، وإذا تعذر ذلك إزاحة السيد الوالد ؟
+ السؤال الثاني والاهم :
من هو المسيطر على الآخر :
الرئيس البشير على الفريق طه عثمان ، ام الفريق طه عثمان على الرئيس البشير ؟
هذا هو السؤال كما قال هاملت ذات يوم .
ولكن دعنا نبدأ القصة من طقطق .
3- موقع Intelligenceonline
بحسب موقع Intelligenceonline
المقرب من المخابرات الامريكية ، وفي يوم الاربعاء 11 يناير 2017 إستدعى الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد ، صديقه الفريق طه عثمان ، مدير مكاتب الرئيس البشير للرياض ليخبره بان الرئيس اوباما سوف يعلن يوم الجمعة 13 يناير تخفيف العقوبات التجارية الامريكية على السودان ، مع وعد الامير بانه سوف يعمل جاهداً لرفعها نهائياً بحلول يوم الاربعاء 12 يوليو 2017 .
رجع الفريق طه عثمان لاهله ، وهو نصف مسرور ، لانه كان يحلم بان يكون وراء الاستدعاء الاميري ، ( شرهة ) ، اي منحة سعودية مدنكلة ، يضيفها إلى ملياراته الدولارية ، التي سوف يتمكن من تحويلها ، بنكياً ، في رياح الدنيا الاربعة ، بعد يوم الجمعة 13 يناير ، يوم اعلان تخفيف العقوبات .
اسر الفريق طه الخبر السار لوالده الرئيس البشير، الذي كان ينتظر رجوعه بفارق الصبر ليعرف السر وراء الاستدعاء الاميري الفجائي .
لم تطل فرحة الوالد وولده طويلاً ، فقد شعر الوالد بضيق في التنفس واوجاع حادة في الصدر ، وكأن سكيناً حادة قد تم غرسها في صدره .
4- القسطرة ؟
اخطر الفريق طه اماته حرمتي الوالد المصونتين ، ويده اليمنى حميدتي ، وصديقه ورئيسه السابق الفريق عطا ، بآلام والده ، الذي نقله بعجل لمستشفى رويال كير . اجرى الاخصائي حيدر يوسف محمد ، الاخ الاصغر للمرحوم المحامي محمد يوسف محمد القطب الاخواني المشهور ، عملية قسطرة تشخيصية في القلب للسيد الوالد ، وطمان الجميع بانه ( لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) . فقط نصح الدكتور حيدر السيد الوالد بالراحة الكاملة ، وعدم بذل اي مجهود ، خصوصاً نفسي ، حتى لا تزداد ضربات القلب ، وترجع آلام الصدر ويشتد الضيق في التنفس .
هذه هي عملية القسطرة الخامسة للسيد الوالد نتيجة لضيق في شرايين القلب التاجية للسيد الوالد .
رجع الوالد ورهطه الكريم الى بيت الضيافة وهم مسرورين بنجاح العملية ، وسرعتها .
5- رفع العقوبات ؟
في يوم الجمعة إكتملت الفرحة بإعلان الرئيس اوباما ، رسمياً ، تخفيف العقوبات التجارية الامريكية على السودان ، والنظر في امر رفعها ، نهائياً ، بحلول يوم الاربعاء 12 يوليو 2017 ، تماماً كما تنبأ بذلك صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان يوم الاربعاء 11 يناير .
فرح الفريق طه عثمان بتخفيف العقوبات التجارية الامريكية ، التي سوف تشمل فك الحظر على تحويلات اموال الوالد ( باسم الفريق طه عثمان ) وبقية المواطنين السودانيين ، الذين كان مًحرماً عليهم الدخول في الشبكة الدولارية الدولية ، والتمتع بميزاتها البنكية .
اكد موقع Intelligenceonline
بأن ضغوط اسرائيل والسعودية والامارات على ادارة اوباما كانت وراء قرار اوباما تخفيف العقوبات التجارية الامريكية على السودان .
ولكن القشة التي قصمت ظهر التعنت الامريكي كانت المساعدة ( القيمة ؟ ) التي قدمها حميدتي لوفد امريكي من المتنفذين في وكالة الاستخبارات الامريكية ، بإصطحابهم على مرتين متباعدتين ، لمناطق محظورة على الحدود الليبية – السودانية . كانت وكالة الاستخبارات الامريكية تشك ، حسب معلومات استخبارية ملتقطة من القمر الاصطناعي ، بإختباء بعض قادة القاعدة الكبار ، وربما ابوبكر البغدادي زعيم داعش ، في مغارات على الحدود الليبية – السودانية ؟ ولكن تبين ان المختبئين هم من الجنود الدواعش الفارين من معركة سرت في ليبيا .
6- هل يعني رفع العقوبات التطبيع الامريكي مع نظام البشير ؟
يعني القرار الامريكي بتخفيف العقوبات الصادر يوم الجمعة 13 يناير امرين اثنين لا ثالث لهما :
+ الامر الاول إلغاء الأمر الرئاسي التنفيذي رقم (13067) ، الذ اصدره الرئيس كلينتون في 5 نوفمبر 1997 ، ببدء تفعيل العقوبات التجارية على السودان ، نتيجة اتهامه بالارهاب .
+ الأمر الثاني إلغاء الأمر الرئاسي التنفيذي رقم (13412) ، الذي اصدره الرئيس بوش الابن في 17 أكتوبر 2006 ، بتغليظ العقوبات التجارية الامريكية ، بعد تأكد ولوغ نظام البشير في سلخانات ومجازر دارفور .
يعني القرار الامريكي بتخفيف العقوبات على السودان ، السماح للسودان بدخول الشبكة الدولارية الدولية ، وفتح المعاملات التجارية بين امريكا والسودان ، والسماح للشركات الامريكية بالاستثمار في السودان ، خصوصاً شركات النفط .
ولكن لا يعني قرار الجمعة 13 يناير 2017 بتخفيف العقوبات الامور التالية :
+ لا يشمل القرار رفع اسم نظام الانقاذ من قائمة وزارة الخارجية الامريكية الني تحتوي على ثلاث دول داعمة للارهاب هي السودان وايران وسوريا .
تمت إضافة السودان للقائمة الارهابية يوم 12 اغسطس 1993 .
+ يستمر الحظر الامريكي على توريد السلاح لنظام الانقاذ .
+ يستمر الحظر الامريكي على عدم تعامل الموظفيين الامريكيين مع الرئيس البشير ، او حتى مقابلته .
+ يستمر دعم الولايات المتحدة لمحكمة الجنايات الدولية في تفعيل امر القبض الصادر ضد الرئيس البشير في مارس 2009 ويوليو 2010 .
+ هذا القرار لا يشمل اكثر من 63 قرار صدرت من مجلس الامن ضد نظام الانقاذ ، ومعظمها تحت الفصل السابع ، الذي يسمح بالتدخل العسكري .
في المحصلة ، لا يعني قرار الجمعة 13 يناير بتخفيف العقوبات على السودان ، التطبيع الامريكي مع نظام الانقاذ .
7 – موقف ترامب وكلابه المسعورة من القرار ؟
نورت ادارة اوباما بتفاصيل قرار الجمعة 13 يناير ادارة ترامب الانتقالية ، ولكن لم يصدر اي تصريح من ادارة ترامب بموقفها من هذا القرار . ولكن المتداول في واشنطون ان ترامب سوف يحاكي الفراعنة المصريين ، ويمسح بجرة قلم كل اوامر اوباما التنفيذية ، بما في ذلك قرار يوم الجمعة 13 يناير .
كيتن في اوباما … وعشان تاني !
سوف يبدأ تفعيل امر اوباما التنفيذي يوم الثلاثاء 17 يناير 2017 ، وبعد ثلاثة ايام وفي يوم الجمعة 20 يناير 2017 يدخل ترامب الى المكتب البيضاوي في البيت الابيض .
في هذا السياق ، وفي يوم الاحد 6 نوفمبر 2016 ، اكد السيد وليد فارس مستشار دونالد ترامب لشؤون افريقيا والشرق الاوسط لثلة من ابناء النوبة في واشنطون ، إن إدارة ترامب ، إذا تم انتخابه رئيساً ، سوف تعمل على تفعيل الاجراءات التالية :
• المساعدة في تفعيل امر القبض ، واقتياد الرئيس البشير مكبلاً بالاغلال إلى محكمة لاهاي .
• الابقاء على اسم سودان البشير في لائحة الدول الداعمة للارهاب ، وسوف يبقى فيها حتى إنتهاء ولاية ترامب الاولى في يناير 2021 ، ليكمل 28 سنة مستمرة منذ 1993 ، وسوف يتم رفع اسم السودان من القائمة الارهابية فقط في حالة التحول الديمقراطي .
• الإبقاء على العقوبات التجارية على سودان البشير ، وسوف تستمر العقوبات حتى يناير 2021 ، ليكمل السودان 24 سنة تحت العقوبات الامريكية ، وسوف يتم رفع العقوبات فقط في حالة التحول الديمقراطي .
• سوف تعمل ادارة ترامب مع المجتمع الدولي لوقف سلخانات ومجازر وكيماويات الرئيس البشير في دارفور والمنطقتين .
نعم … لا يمكن حتى لرامية ودع نجيضة التكهن بما سوف يفعله ترامب ، الذي يفعل الشئ وربما عكسه تماما .
انتظروا يوم الجمعة 20 يناير 2017 … إنا معكم منتظرون !
8- التهاني ؟
في مساء الجمعة 13 يناير ، تلفن خادم الحرمين الشريفين للسيد الوالد مهنئاً بنجاح عملية القسطرة ، وبتخفيف العقوبات التجارية الامريكية على السودان . كما وعد جلالته بان ابنه الامير محمد سوف يعمل على شطب هذه العقوبات كلياً بحلول يوليو 2017 .
كما تلفن الشيخ محمد بن زايد ، ولي عهد ابوظبي ورجل الامارات القوي ، مهنئاُ السيد الوالد بنجاح عملية القسطرة ، وبتخفيف العقوبات التجارية الامريكية على السودان .
ولكن لم يتلفن الرئيس السيسي ، ولا امير قطر ؟
نواصل …
Facebook page :
file:///C:/Users/hp/Desktop/1SkpgUir.htm
Email:
[email protected]