رداً على الدكتور عبد الله علي ابراهيم (كف عنا نرجسيتك عنصريتك وستنفض السيرة وتستقيم السريرة)
بقلم/ حسن إبراهيم فضل
يبدو ان معركة الجبهة الثورية وقوى الهامش السوداني العريض مع عقلية الاقصاء ستكون طويلة وحامية الوطيس , سيما ان كان غلاة المدافعين عن تلك العقلية باستماته وشراسة أولئك الذين تسبق أسماءهم (دال مغلظة) لكنها لا تزيل بلم ولا تسكن الم بل تؤجج للنار وتنكأ الجرح الدامي كلما حلم بالشفاء .
في مقاربة شتراء خرقاء , أعاد الدكتور عبد الله علي إبراهيم نشر مقال له قديم يعود للعام 2012 حسب افادته كان ينتقد فيها حركة العدل والمساواة السودانية في اوج نضالها ضد المخلوع وغواصات وسماسرة دماء الاحرار من ثوار وطني.
أعاد الدكتور عبد الله مقاله متعجبا فيه موقف الجبهة الثورية السودانية التي تنتقد المحاصصة التي انتهجتها قوى اعلان الحرية والتغيير في اختيار أعضاء المجلس السيادي وفي تنكرها للسلام ومتطلباته ’وهي خيانة ونكوص عن اعلان الحرية والتغيير واما اتفقت عليه من تفاهمات في اديس ابا ابا حول مطلوبات السلام كأولوية لاي استقرار منشود, وهو موقف يتفق مع الجبهة الثورية عليه قاعدة عريضة من الشعب السوداني الابي وحتى بعض مكونات قوى الحرية والتغيير’ ولعل موقف المؤتمر السوداني وزعيمها عمر الدقير ومن بعده احزاب اخرى حتى اولئك الذين ساهموا بشكل او باخر في الردة عن مقررات اعلان الحرية والتغيير , وحتى لو حسبنا انها محاولة لغسل عار مواقف مخزية داخل غرف التفاوض لكنها لا تنفي الحقيقة التي تؤكدها منطق الاشياء التي لا تحجبها اوهام المرجفين ,(علمتني الحقيقة ان اكرها فما استطعت ).
حاول الدكتور المبجل وبلغة لا تخلو من غرض جعل موقف الجبهة الثورية متماهي مع موقف ما سماه بالثورة المضادة , وان ما تقوم به الجبهة من نضال بانه في الاتجاه الخاطيء , فضلا عن كثير من المغالطات ومحاولة ذر الرماد في العيون وفي محاولة مفضوحة لستر سوءة بعض قوى الحرية والتغيير وتنسيقيتها الضرار التي سرقت مجهود ونضالات أبناء وبنات الثورة الشرفاء.
في هذه السطور أحاول الرد على الدكتور عبد الله علي إبراهيم رغم انني على قناعة ان العنصريين ونرجسي بلادي لا يفيقون من سكرتهم حتى لو سالت دماء الهامش اودية تناظر النيل .
**بعنوان ((لجبريل إبراهيم: أطلق سراح زريبة وخميس وآخرين وفض السيرة (2012)):كتب الدكتور عبد الله : (ما أعجب له زعم الجبهة الثورية مؤخراً أن قوى الحرية والتعبير اختطفت الثورة. فالقول من جهة مطابق لما تقوله قوى الثورة المضادة السقيمة في ليل متاهتها. وهو من جهة أخرى محاولة لتتملك الثورية الثورة الناهضة “بوضع السلاح”. فكثيراً ما سمعنا من رموزها أنهم ناضلوا لعقود فهزوا الشجرة ليلتقط الثمار “صبية قحت” في قول طائش للتوم هجو، ود المراتب. وهذا التلويح بالرصيد الثوري قول لا ينطلي على مثلي الذي لم يعتقد بفساد فكرة حرب العصابات فحسب بل ظل طوال العقود ينقد أخطاءه الكبيرة. وهي أخطاء اضعفت أطرافه بالتصفيات في كل حركة وبالحرب بين الحركات المختلفة.).
*** الدكتور عبد الله يتعجب من موقف الجبهة الثورية الواضح كالشمس في رابعة النهار, لأنه احد ضحايا وجناة العقلية الأحادية التي لا ترى ولا تفكر الا داخل هذا الصندوق الأحادي الموغل في العنصرية والاقصاء , تلك العقلية التي ترى في أي راي يخالف مخيلتها المريضة بالسفه واللاموضوعية..
أقول ضحية لأنه رضع من ثدي الاقصاء وتشرب بها حتى التضلع و, وبالتالي لا يمكن ان يتنكر الرضيع على من ارضعت. وفي المقابل الدكتور يعتبر احد الجناة لانه احد ما يسمون بمثقفي بلادي الذين كرسوا واسسوا لتلك العقلية الأحادية التي لم ولن تؤمن بالاخر مهما كانت الأسباب والمبررات حتى ولو افضى ذلك الى حروب وملايين من الضحايا وتفتيت تراب الوطن.
هذه القوى التي تصفها بالثورة المضادة, الجبهة الثورية و العدل والمساواة حاربتها بضراوة وبشجاعة ورباطة جاش وخلال تلك المعركة وصلت الى عقر دار ومعقل العنصرية والاقصاء وهي سابقة لم تعرف لها سبيل أي من ثورات الوطن على امتداد تاريخه , بل انها سابقة لم تسبقها اليه أي من ثورات التحرر في المحيط الإقليمي , ولو كان في القوم عاقل لنصبوا تمثالا لقوى الكفاح المسلح الذين اسسوا لهذا التغيير, واقسم مغلظا لولا قوى الكفاح ونضالاتها لجثم البشير ثلاث عقود أخرى رقصا فوق جماجم الأبرياء والدكتور عبد الله علي إبراهيم فيهم ينظر اليه بإعجاب لانه مهما بلغت من فظاعات لا تمس التابوه ولا تمس الشجرة المقدسة التي تحيط بمحيط مثلث حمدي النتن.
الحركات المسلحة وقوى الثورة تفاخر وترفع الأصوات عاليا لانها من تملك القدح المعلى في هذه الثورة ولا يستطيع احد ان يزايد علينا لأننا من الأوائل نعم من الأوائل وسنظل والعدل والمساواة عندما أخذت على عاتقها النضال لم تستشر احد لكنها برجاحة منطقها وقوة حجتها اقنعت قطاع عريض من أبناء الشعب السوداني فتلقت منهم الدعم والمساندة وهي سندها اليوم وغدا وبوصلة توجهها.
@@@@@
تابع الدكتور عبد الله مقاله : إذا فخرت الحركات بأنها ناضلت لعقود طويلة فيؤسفني القول إنه “نضال” على الجانب الخاطئ لإزاحة نظام الإنقاذ. ولا يجرمني أحد لقولي إن بعض النضال جانح. فقد خسرنا الحزب الشيوعي السوداني، الذي آوى إليه العمال والكادحون والمتيمون بالوطن من كل فج، لارتكابنا التكتيك الانقلابي. فرحنا شمار في مرقة. وليس كل بركة ولد (معتذراً). وربما كانت أوضح معايب التكتيك المسلح في دارفور أنه عبأ العسكرية في المركز لكسره تعبئة ألجأتها إلى “حرب العصابات المضادة”. ومن أين هنا جاء حميدتي. ولم تقو الحركات عليه، وغالبته فغلبها، واستشرى، ولفح بذيله حراك النضال المدني في سبتمبر 2013 وفي هذه الثورة فضرجهما بالدم.
وأنشر هنا كلمة قديمة من 2012 أخذت فيها على حركة العدل والمساواة ضرباً من ضروب النضال الخاطئ الذي لابد أنه هد حيل كثيراً ورمي بسقطه في أحضان النظام. وأنشره لا تأثيما للحركة من جديد بل لأقرع العصا لها عشماً من أن تعود من خصومة الثورة التي جدت فيها بإعلانها الحرب على قيادتها عوج عديل). انتهى.
@@@@@@@
وأقول للدكتور عبد الله :
**ان الرصيد الثوري نملكه وقدمنا في سبيله المهج والارواح وهو ايمان راسخ بعدالة قضيتنا ولا يستطيع من يعانون الصراع النفسي مع الذات ان ينالوا من هذا الرصيد الثر الذي نهديه لشعبنا الذي جنى ثمار زرعناه وبفخر نيابة عنهم بلا من ولا اذى .
لماذ لا نفاخر وشعبنا في ربوع الوطن بل في الإقليم والعالم يشهد بذلك الحصاد وبذلك الجهد حتى أولئك الذين كانوا يصطفون مع القتلة مهللين او متفرجين وانت احدهم با دكتور.
بعضهم لم يستطيع مقارعة نفسه اللوامة فذرف الدموع ورفع الصوت عاليا انه كان مغيب عما يجري في الهوامش من قصف واغتصاب وتدمير حتى رأى ذلك بأم عينه تلك الفظائع التي عان منها شعبنا والدكتور عبد الله علي إبراهيم وقوى المركز الاقصائي لا يخفي اعجابه , رأوا ذلك تهارا جهارا في شوارع الخرطوم وامام مؤسسة تعتبر عزة وشرف الامة السودانية ( القيادة العامة للجيش ) وهي جريمة تعتبر إهانة لشرف الامة السودانية في شخصية احد اهم مؤسساتها رغم ما نحمل عليه من زلات في انه لم يحارب خارج الوطن منذ تاسيسه.
المركز العنصري لم تعبئها ثورة الهامش بل هي معبئة بمخيلتها المريضة وارتهانها للانا النكرة والتوهان في اصل لا يملكه وواقع يرفض التعامل معه.
اذا كان بعض النضال جانح فنضالنا وثورتنا ليست جانحة, والتفسير الفقهي لقوله تعالى (ان بعض الظن اثم) ان هناك ظنا لا اثم عليه او فيه.
وخسرانك للحزب الشيوعي لا اعتقد مرده الى جنوح في نضالات و مشروع الحزب الشيوعي ولكنني اجزم ان العلة فيك , ببساطة من يتقدم ناصية منتدى غلاة الغابة والصحراء ومن ثم يعود ليقول كلاما مشاترا كهذا فلا يحتاج لكثير عنت حتى نخلص للحقيقة المرة.
المسألة الأخيرة والرسالة التي نقولها في ختام هذا الرد المقتضب ان امسك عليك عشمك, بل كف عنا نرجسيتك وعنصريتك وستنفض السيرة الى انتزاع حقوقنا المشروعة وتنصلح السريرة بان نتوجه جميعا لبناء وطن يسعنا جميعا بعيدا عن الاقصاء .
* عرفت من احد الشيوعيين الخلص ان الدكتور عبد الله علي إبراهيم كان يتقلد امر الثقافة في الحزب الشيوعي , وصديقا عزيزا ومقربا من اسرة الشاعر الفذ/ محمد عبدالحي , صاحب “العودة إلى سنار”والتي جسدت هذا التوهان الذي يعاني منه الدكتور المبجل وكثيرون من أبناء وطني.
ومن سخرية الاقدار ان نتحدث اليوم عن هذا الداء وارملة احد أعمدة الغابة والصحراء تتسنم مقعدا في المجلس السيادي التي قسمت مقاعده محاصصة بين بعض مكونات قوى الحرية والتغيير.
فلنعد الى سنار
“العودة إلى سنار” – الشاعر محمد عبدالحي
– “بدويٌ أنتَ؟”
– “لا”
– “من بلاد الزَّنج؟”
– “لا”
أنا منكم. تائهٌ ..عاد يغنِّي بلسانٍ
ويصلَّي بلسانٍ
*********
*********
***********
سأعودُ اليوم، يا سنّارُ، حيث الرمزُ خيطٌ،
من بريقٍ أسود، بين الذرى والسّفح،
والغابةِ والصحراء، والثمر النّاضج والجذر القديمْ.
لغتي أنتِ وينبوعي الذي يؤوي نجومي،
وعرق الذَّهب المبرق في صخرتيَ الزرقاء،
والنّار التي فيها تجاسرت على الحبِّ العظيمْ
فافتحوا، حرَّاسَ سنّارَ، افتحوا للعائد الليلة أبواب المدينة
افتحوا للعائد الليلة أبوابَ المدينة
افتحوا الليلة أبواب المدينة.
حسن إبراهيم فضل
–