رد و تعقيب علي مقال الأخ الأستاذ جون سلفادور في ما قاله السراج
الذي نشر علي سودانيز اولاين..
لا أحد ينكر علي الأستاذ جون سلفادور الرد أو التعقيب علي أي مقال فيه شيء أو تجريح لا أحد ولكن أن يفسر الماء بالماء وان يؤجج نار الفتنة والوعيد ويطلق التهديد هذا ما لا يليق في الوقت الراهن والناس جميعا والعالم من حولهم يرفعون الأكف تضرعا بأن تمر الأيام والأسابيع والشهور القادمة بسلام بالنسبة لجميع الأطراف في السودان لينعم إخوتنا في الجنوب بميلاد دولتهم إذا كان هذا خيارهم أو أن يعم السودان السلام و الوحدة أيضا إذا كان ذلك خيارهم .. فهم أصحاب الكلمة.. ولا يجب أن تعلوا كلمات أخري تعكر صفو الجميع وتزيد نار الفتنة..
فالأخ السراج صحفي ويتحمل مسئوليته الصحفية عما ينشر ويحقق للجهة المتضررة أن تتحقق من صحة أوعدم صحة ما نشر وان تسلك الطرق المعهودة لمواجهة الصحافة..والسراج وعد بكشف مصادره بعد انتهاء الاستفتاء ولننتظر ذلك..ولا يجب أن يعطي الموضوع الذي تطرق له أهمية لتصل إلي حد السباب والشتم والإساءة لآخرين لا علاقة لهم بما جاء علي لسان السراج..
فقد كتب الأخ الأستاذ جون سلفادور في مجمل رده علي السراج بمداخلة أدبية طيبة تخللها شعر معلي..وان لم يخلو من الأخطاء الإملائية التي لم تفسد المعني لبساطتها..
لقد بدأ الاخ سلفادور مترفعا عن السب والشتم الذي كما يقول لجأ إليه السراج.. ولكن سرعان ما انجر وراء عواهن قلمه دونما لجم له..وإذا به يزج بنفسه في لجة السباب والشتم وإطلاق نابي القول علي أشخاص وأقوام آخرين لا علاقة لهم بما نسب إلي السراج.. وانجر في نفس السلوك الذي يدحضه بأن رمي به الرئيس سلفا كير والرفيق فاقان كما يقول.. وإذا به يرم به رؤساء ورفاق آخرين لا ناقة لهم ولا جمل فيما لحق لسلفا كير وفاقان من السراج.. وكما جاء في مقاله
ويعود الآن لارضاء سادته بمهاجمة ابطالنا العظماء القائد سلفا كير ميارديت والقائد فاقان اموم .
وقد هاجم هذا الكذاب هولاء القادة باوصاف لا تليق بهم وتنطبق كلياً على البشير وبكرى صالح ومصطفى عثمان وعبيد مثل السرقة والتخلف والجهل ونقص الرجولة وغيرها ،غير عالماً انه لن يرضى سادته فهو يجرحهم لانه يوصفهم وصفاً بكتاباته تلك.
وقد هاجمنى هذا المفترى الكذاب باوصاف تدل على وقاحته ونذالته وضعفه واستحقاقه اوسكار فى الكذب وقد تسآل متحيراً فى تاخرى من الرد عليه وارد عليه
نجد أن الاخ سلفادور الذي يتهم الآخرين بالكذب يطلق عنان لسانه ليصف البشير وبكري صالح ومصطفي عثمان وعبيد بأفظع ما وصف السراج قادته.. فزاد الطين بلة بدلا من أن يسجل نقاطا علي السراج وسجل علي نفسه أكثر مما يكون بإضافة ألفاظ نابية واتهامات بالسرقة والجهل وضعف الرجولة والخ.. ومهما كان الأمر فلا يملك أن يعطي لنفسه الحق ليرم الآخرين بما يحلوا له من قول.. فهذا عيب من رجل ينطق بالأدب ويشير ببنان الشعر في القول والرد فلا يليق به مثل هذا الأسلوب وان كان غضبان من أحد قد أخطأ فهناك أسلوب يمكن أن يجذب إليه القراء به وألا يرد القول بالقول ويزيد بالتهديد و الوعيد لبني دولة الشمال إخوان الأمس وجيران المستقبل.. بل متوعدا بنفي الجميع إلي الصحاري.. ويدعي الإيمان والاحتماء به هو و الرئيس سلفا والرفيق فاقان.. وقد أورد نصوصا إنجيلية عظيمة كانت يجب أن تكون حافزا له بأن تثنيه عن الشتم والسباب والذم بغليظ اللفظ والقول والمسبة..لأن نصوص وروح الآي الإنجيلي
كما عرف عن النبي المسيح عيسي عليه السلام يدعو التسامح والمودة والمحبة والسلام وليس للكراهية والوعيد بالطرد والتشريد.. فالمسيح عليه السلام من قال في مجمل ما أدب به الحواريين وعلمهم بأن إذا اعتدي عليك احد وضربك في خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر… هذا في منتهي معني التسامح وعدم الانجرار وراء الفتن ويدعو علي تحمل الآخرين وتحمل أذاهم والصبر علي الأذي .. لذلك ضحي المسيح عليه السلام وتحمل خطيئة الجميع عنهم.. فما ورد من مقاطع إنجيليه في مقاله مثل:-
حيث يقول لوقا 18:32 (( واحتمل رب المجد الشتم والضرب والبصق فى وجهه )) وايضاً رسالة بطرس الرسول 2 : 21- 23 (( ان تالم لاجلنا تاركاً لنا مثالاً لكى تتبعوا خطواته الذى اذ شتم لم يكن يشتم عوضاً واذ تالم لم لم يكن يهدد بل كان بصمت يسلم الامر لمن يقضى بالعدل ))
هذا جميل ذو معني قيم للمؤمنين..وقد خان التعبير الأستاذ سلفادور عندما ربط هذا الكلام ب:- تفنن السراج فى الفتنة والكذب واللعن ونحن يمكن ان نرد عليه بالكذب ولكننا نجد رب المجد ينهينا بمثل هذه الالفاذ
ولكن للأسف هذا يخالف ما أراد أن يوصله الأستاذ جون من قول لوقا وبطرس الرسول.. وقد خالف تعاليمهما بأن رد السباب والشتم بل وهدد ولم يصمت كما يوصيانه في الآيات أعلاه.. فيجب أن يعرض عن هذا التجاوز ولا ينساق وراء هواه.. فيغترف خطيئة حسب إشارة كل من لوقا وبطرس الرسول لهما الاحترام..
وأقول له إن الإنجيل لا يجيز للمؤمن أن يطلق السباب والشتم علي الناس جزافا.. والتعرض لقبائل بعينها لم تساهم مع السراج في شيء وقد خالف تعاليم المؤمن الكاثوليكي والحماية التي يحتمي بها بهذا الإيمان..واتهم الآخرين بميراثهم لأوصاف ينهي عنها إيمانه الكاثوليكي حينما قال:-
لذا نحن نحتمى وكذلك الرئيس سلفا كير والقائد فاقان اموم بمثل هذا الايمان على عكس هولاء الاشرار فالهزل والكلمات الجارحة والفاضحة والقبيحة والشتائم البزيئة والسباب والعبارات المليئة بالتهكم والسخرية ورثوها اباً عن جد فصعاليك ومطاريد المجتمع الجاهلى القديم الذين وصلوا الى السودان واعتبروا انفسهم سادة فى الوقت الراهن ولكن هيهات فكما اجاب واشار ملك الفونج فى كبرياء يحسد عليه عند دهر جيش محمد على لقبيلتى الشايقية والجعليين قال وبعظمة لرسول جيش محد على (لا يقرئنكم هزيمتكم للشوايقة والجعليين فنحن الملوك وهم الرعية )
فأقول للأستاذ سلفادور هديء اللعب ونفس عن غضبك.. ولا داعي لاستعداء الآخرين.. وخاصة جميعهم إخوان الأمس وجيران الغد فدولة الجنوب لم تقوم بعد ونري الكثيرين يتوعدون ويهددون إخوانهم في الشمال دونما ادني سبب..اللهم إلا عن كتابات هنا وهناك.. وإذا كان الناس سوف يدققون في كل شيء ويهددون في كل شيء لقامت حروب منذ توقيع اتفاق نيفاشا ولاصبحنا أشلاء في جميع أنحاء السودان ولم يكن هناك جنوب ولا شمال ولا أنت ولا أنا..
فأرجو من الأستاذ سلفادور التريث والصبر حتي تقوم دولة جنوب السودان بسلام والتي لا محالة قائمة شئنا أم أبينا فهذا أمر واقع وإرادة شعب لابد وان تحترم ونبارك له نوله مطلبه مقدما ونفرح معه علي تحقيق حلمه فهذا الشعب رغم كل شيء وكل ما سيحدث فلا ننسي إن جزء منا كان ولم يزل إخوتنا وجيراننا سيكونون وبعد تحقيق هذا الحلم وعندها سوف لن يضطر لمهاجمة أمثال السراج أو إطلاق التهديد والوعيد لنفينا إلي الصحاري..ولن يستطيع ذلك لأنه سيكون في دولة أخري وإذا احتكم الي القوة بين الدولتين فلن يكون هذا حتي وان اجتمعت كل قوي العالم مع دولته لفعل ذلك..
فلندع التكبر والتعالي جانبا ونحتكم الي روح العقل ولغة السياسة في تسوية الأمور إن كانت هناك أصلا أمور سنحتاج لتسويتها.. فبعد الاستفتاء وقيام دولة الجنوب الحرة المستقلة إنشاء الله سوف لن يحتاج الأستاذ جون سلفادور لرأي الأخ السراج ولا الي رأيي أو رأي أي احد.. لأنه لا يخصنا أن نتدخل في شئون بلد لم نر منه شيئا بعد..
فأرجو الأخ الأستاذ سلفادور الترفع عن هذا الأسلوب الذي انتهجه في رده علي السراج ولا داعي للدخول في مهاترات وسباب وشتم لا مجال له فالوقت لا يليق ولا المرحلة والحدث القادم أهم وأثمن..
فأقول للأستاذ الزميل جون سلفادور هديء من روعك ولا عليك فللناس مقامات ولكل رجل في قومه مقام ولكل مقال مقام.. واري أن المقام لا يتطلب تناول موضوع السراج بهذه الحساسية فهذه هي لغة الصحافة في كل مكان من العالم وكل يوم تطالعنا الصحف بعجائب القصص والفضائح والاتهامات والتي وصلت الكثير منها للمحاكم ودفعت فيها ملايين التعويضات..فهذه مملكة صاحبة الجلالة الصحافة الإثارة والقصص والاتهامات والسبق الصحفي وان كان جزافا وتلفيق.. فبعد مواجهات يمكن نفي ما جاء بخبر لا يتعدي كلمات لمواضيع ملأت صفحات وكانت كاذبة وملفقة..فإذا أردت أن تنجر وراء الصحافة والصحفيين وردودهم فسوف لن تجد متسعا من الوقت لذلك وان كنت متفرغا تماما وبلا مهنة إلا الرد عليهم فانك سوف تعجز عن تغطية أحداثهم ومجاراتهم فهم جيش صاحبة الجلالة الصحافة الذي ينتشر بلا حدود وفي كل مكان فجلالتها بعد أن ملأت الأرض فهي الآن تزحم الأثير .. والدليل ها أنا وأنت والسراج كلنا في سرج واحد نتجادل ونتحاور علي الأثير في فضاء صاحبة الجلالة.. فهي نعمة علينا برغم أنها نغمة علي بعضنا..
فأرجو أخي الأستاذ جون سلفادور سحب جيوشه التي يعدها لنفينا وطردنا نحن إخوان الشمال وجيران الجنون إلي الصحاري فالوقت لم يحن بعد علي فناءنا ..فميلاد الجنوب أتي ونحن مولودون من قبله ولم ولن نمت بيده وهو في المهد بعد..
ولك العتبى حتي ترضي إذا مسك منا لفظ بسهو
ونبارك لك مولد الوطن الجديد
مع الشكر
خضر عمر ابراهيم
باحث وناشط سياسي وحقوقي
بريطانيا – اللجنة المركزية لجبهة الشرق