قال رئيس الجبهة الثورية السودانية والي النيل الأزرق المقال مالك عقار إن قواته تملك زمام المبادرة في الحرب الدائرة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وإنها أصبحت بالقرب من عاصمتي الولايتين، معتبرا تصريحات عمر البشير بأنه سيؤدي الصلاة في منطقة كاودا معقل الحركة الشعبية في جنوب كردفان لا تحل مشكلة السودان، نافيا دعم دولة جنوب السودان للجبهة الثورية أو الحركة الشعبية، واصفا الأوضاع الإنسانية بالسيئة. وقال عقار، الذي يرأس أيضا الحركة الشعبية في شمال السودان، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إن اتفاق أديس أبابا الذي وقعته حركته مع الحكومة السودانية في يونيو الماضي قد تجاوزه الزمن. وأضاف «نحن لم نغادر طاولة المفاوضات، والطرف الآخر هو الذي غادر، غير أن الواقع تغير، والاتفاق الإطاري تجاوزه الزمن»، مشيرا إلى أن تحالف الجبهة الثورية فرض واقعا جديدا. ورأى أن مستقبل السودان يتمثل في إيجاد آليات واضحة لتقاسم السلطة والثروة والعلاقة بين المركز والهامش. وقال «لا بد من ترتيبات أمنية جديدة لكل السودان، ثم دستور متفق عليه من كل السودانيين». وفي ما يلي نص الحوار:
* كيف تقيمون الأوضاع السياسية والعسكرية والإنسانية الآن في مناطق الحرب، وإلى أين يتجه الصراع بينكم وبين الحكومة السودانية؟
– الحرب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق أخذت مراحل عسكرية، المرحلة الأولى هي هجوم قوات المؤتمر الوطني على مواقع الحركة الشعبية في مناطق جنوب كردفان وجبال النوبة ومناطق النيل الأزرق، لأن الحكومة كانت مستعدة استعدادا كاملا، لذلك حققت بعض الإنجازات العسكرية في أنها أبعدت الحركة من عاصمتي الولايتين كادوقلي والدمازين، وهذه المرحلة نحن نسميها الحقبة العسكرية الأولى، والتي انتهت مع بداية هذا العام، وفي بداية العام الجديد استعادت الحركة أنفاسها، وامتلكت زمام المبادرة، وردت الصاع صاعين، وأحرزنا تقدما في جنوب كردفان، وهى الآن تتجه نحو مدينة كادوقلي، وأصبحت مناطق الأحيمر والبرام تحت سيطرتنا.
وفي النيل الأزرق هنالك مناطق استولت عليها الحركة وهي موجودة في منطقة بقيس التي تبعد عن مدينة الدمازين نحو 21 كم. إذن المبادرة العسكرية صارت في يد الحركة الشعبية، والجيش السوداني في حالة انهيار بنسبة عالية ولم يعد كما كان في بداية الحرب، رغم أننا نقاتل حكومة لديها إمكانيات لا تقارن بإمكانياتنا في حرب العصابات التي نخوضها، لا سيما أننا نخوض نوعين من الحروب، حرب العصابات والأخرى التقليدية، حيث نحرز تقدما في مناطق وندافع عن أخرى. أما الوضع السياسي فإنه معقد، لكنه تحت السيطرة، وتعمل الحركة في ثلاث جبهات سياسية مختلفة، حيث إنها توجد في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في الداخل، وهناك يواجه أعضاؤنا مخاطر كبيرة، وظروفا سياسية وأمنية معقدة، والعمل في المناطق المحررة بيئته مختلفة عن المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، ثم لدينا عمل الحركة في دول المهجر، وقد وحدنا جهود الحركة في كل هذه المحاور، ونحرز تقدما جيدا بإعادة تشكيل هياكل العمل التنظيمي للحركة، وتم تكوين المكتب القيادي من 19 عضوا تمت تسمية 12 منهم وسنكمل البقية، كما قمنا بتكوين الأمانة العامة للحركة وكونا لجان عمل في مواقع مختلفة بالنسبة للحركة.
* وكيف هي الأوضاع الإنسانية في مناطق النزاع خاصة أن هناك نداءات متكررة من قبل المجتمع الدولي بضرورة معالجتها؟
– الوضع الإنساني حرج للغاية، لأن الحرب خلفت نوعين من الأوضاع الإنسانية.. هناك المواطنون الذين فروا من الحرب والقصف المستمر لطائرات «الأنتينوف» الحكومية، ولجأوا إلى دولتي الجوار في إثيوبيا وجنوب السودان، وتقوم المنظمات الدولية بتقديم المساعدات لهم، وهنالك أيضا الذين قرروا البقاء في مناطقهم وهؤلاء يزيد عددهم ويتناقص وفق الأوضاع الأمنية هناك، لأن القصف لم يتوقف، وهم يحتاجون إلى المساعدات، وقد ناشدنا عددا من المنظمات الإقليمية والدولية تقديم المساعدات، وقد أثمرت الجهود بإصدار بيان من مجلس الأمن الدولي الذي طالب بضرورة التدخل لتوصيل المساعدات لتلك المناطق، وهناك جهود الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية بإرسال مراقبين، على أن تقوم الأمم المتحدة بتنفيذ برنامج المساعدات في مناطق سيطرة الحكومة ومناطق الحركة الشعبية.
* الخرطوم تقول إنها استطاعت محاصرتكم في جنوب كردفان في مواقع صغيرة، وفي النيل الأزرق، ولا توجد سوى جيوب صغيرة في دارفور، كما أن البشير أعلن أنه سيصلي في كاودا كما صلى من قبل في الكرمك.. ما ردكم؟
– هذا غير صحيح، لأن الحركة موجودة على بعد 15 كم من مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، وفي الدلنج في الطريق إلى مدينة الأبيض في شمال كردفان، وفي العباسية في الطريق إلى مدينة كوستي وسط السودان، وفي النيل الأزرق في الطريق إلى الدمازين عاصمة الولاية، والحكومة فقدت سيطرتها على مناطق كثيرة في هذه الحرب التي تديرها بالطريقة التقليدية، لذلك لا يوجد أي حصار علينا، وما تردده الخرطوم مجرد استهلاك إعلامي للذين يتابعون الإعلام الحكومي وقد يتأثرون بأكاذيبها، لأنها اعتادت على ذلك. في كادوقلي قالت الحكومة إن الحركة الشعبية تم القضاء عليها، لكن المواطنين يسمعون، ومن داخل كادوقلي، أصوات إطلاق النار. الشيء ذاته ردده النظام في النيل الأزرق، بأن الحركة انتهت (وصلينا في الكرمك)، ومع ذلك فإن المواطنين يسمعون أصوات السلاح داخل مدينة الدمازين. إذن ما يقوله النظام في الإعلام شيء وما يحدث في الواقع شيء آخر. أما ما ظل يردده البشير عن رغبته في أن يصلي في كاودا (وهي تعتبر معقل الحركة الشعبية في جنوب كردفان)، فهو حر في أن يصلي في أي مكان، ونحن لسنا موجودين في كاودا وحدها، وصلاة البشير في كاودا أو في مكان آخر لا تحل القضية السودانية، لأنها أكبر من صلاة فرد ما في مكان ما. إذن الصلاة في كاودا أو غيرها هذه ليست القضية، فقضية السودان هي قضية حقوق وواجبات، حيث توجد مجموعة صغيرة تستأثر بالسلطة وتفرض تصورها على الآخرين، بينما السواد الأعظم محرومون منها، وهي تتلخص في كيفية الوصول إلى نظام حكم يرضي الجميع عبر آليات معقولة لتقسيم السلطة والثروة يتوافق عليها كل السودانيين، وكتابة دستور يتفق عليه كل السودانيين للعيش في دولة المواطنة وليس في دولة للمساومة العرقية والدينية.
* ما صحة أن دولة جنوب السودان المستقلة حديثا هي وراء هذه الحرب بدعمها عسكريا وسياسيا وإيواء قيادات الجبهة الثورية؟
– أولا مشكلة السودان أكبر وأقدم من دولة جنوب السودان، لأن هذه الدولة انبثقت من دولة السودان وأصبحت مستقلة وذات سيادة نتيجة مشاكل السودان، وعمر الدولة الجديدة ستة أشهر، لكن الحرب في النيل الأزرق وجنوب كردفان عمرها من 21 إلى 24 عاما، فلا يمكن لدولة عمرها ستة أشهر أن تؤثر في دولة ظلت في حالة حرب نحو 21 عاما.. نعم كانت هناك هدنة في الفترة الانتقالية (2005 إلى 2011) نتيجة لاتفاقية السلام الشامل، لكن لم تتم معالجة الأسباب التي قامت من أجلها الحرب. لذلك نرى أن اتهام دولة الجنوب باطل لأنها حديثة العهد. صحيح نحن في يوم من الأيام كنا حركة واحدة وقاتلنا للأسباب ذاتها، لكن الوضع اختلف لأن شعب الجنوب اختاروا أن تصبح لهم دولة مستقلة يستمتعون بها، ولا علاقة لها بالحرب ولا بالحركة الشعبية في السودان الشمالي، ولا يجمعنا سوى التاريخ المشترك والولادة من بويضة واحدة في السابق.
* أيضا الخرطوم تقول إن الولايات المتحدة تقدم لكم الدعم، لا سيما أنها تصر على فتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية.. ما ردكم؟
– أميركا لديها مصالحها، لكن ليست لديها مصلحة في دعم الحركة الشعبية، ولديها مبادئ وقيم متمثلة في قضايا حقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية، وهم ضد كل من يرتكب جرائم في هذه المجالات، ولذلك يتخذون مواقف ضد مرتكبيها، وقد وضح لهم أن البشير يمارس جرائم حرب مثل قصف المواطنين بالطائرات والنزوح الداخلي، كما أن الجيش السوداني تعود على حرق القرى وقتل الأبرياء، وهذه جرائم لا يمكن أن يصمت عنها كل من لديه ضمير إنساني. والولايات المتحدة تحدثت عن نوازع إنسانية، وقالت إن هذه الحرب تسببت في مشاكل إنسانية، لكنها لم تتحدث عن دعم الحركة الشعبية، بل تحدثت عن فتح ممرات آمنة لتوصيل المساعدات الإنسانية للمواطنين، وهذا من واجب الحكومات.. حتى حكومة السودان نفسها يجب أن تقوم بتوصيل هذه المساعدات بغض النظر عن أن هناك معارك دائرة أم لا، لكن النظام لا يميز بين النواحي الإنسانية والحرب، ولو كانت دولة كبيرة مثل أميركا تدعمنا لما صمدت الخرطوم أمامنا حتى الآن.* إذن من أين تجدون السلاح والدعم إن لم تكن هناك أطراف إقليمية تقف وراءكم؟- أولا المعدات الموجودة في المنطقتين كانت تابعة للجيش الشعبي، وتحديدا للفرقة التاسعة في جنوب كردفان والفرقة العاشرة في النيل الأزرق، والفرقتان كانتا طرفا في الحرب منذ 21 عاما، وقد تراكمت كثير من الخبرات العسكرية في هذه الفترة كما تراكمت أيضا الأسلحة، ولدينا ستة آلاف مقاتل في هذه القوات تمت إعادة نشرهم في مناطق مختلفة بموجب اتفاقية السلام الشامل، إضافة إلى القوات المتبقية من الحركة الشعبية، أما كيفية التمويل بالأسلحة فعلى سبيل المثال في كل معركة يذكر الجيش الشعبي أنه استولى على آليات وأسلحة، وآخرها معركة جاوا التي استولى الجيش الشعبي خلالها على 132 سيارة محملة بالمدافع، و13 دبابة، و13 مدفعا ثقيلا.. والسؤال الذي يطرح نفسه عند الاستيلاء على هذه الأسلحة: هل توضع في المخازن أم يتم استخدامها؟.. إذا كانت تستخدم فهذا يعني أن تمويلنا من الأسلحة يأتي من الجيش السوداني.* هل برنامج الجبهة الثورية السودانية قائم فقط على إسقاط النظام، وما هو برنامجكم على المدى البعيد؟- نعم، لكن السؤال: ثم ماذا بعد إسقاط النظام؟ نحن بعد تكوين أنفسنا بدأنا بالجوانب العسكرية، والآن تمت هيكلة الجبهة الثورية كجبهة مقاومة وطنية، أو يمكن القول إنها أصبحت ناديا مفتوحا لكل القوى السياسية السودانية، ولكل من يرى أن أفكاره تتقارب مع برنامج الجبهة الثورية، وهي تطرح نفسها كبديل لنظام الحكم في السودان لإقامة دولة المواطنة، والآن الجبهة الثورية في اجتماعات دائمة لتطوير برنامجها السياسي والاقتصادي للتعامل مع الوضع بعد إسقاط النظام، وهو برنامج متكامل ويسعى لاستبدال برنامج النظام الموجود الآن في السودان.
* تحالف الجبهة الثورية يضم فقط حركات من دارفور إلى جانب الحركة الشعبية، هل هذا صراع بين قوى ما يعرف بالهامش ضد الشمال والوسط أم هو ضد الحكومة المركزية وحدها، وحتى القيادات الذين وقعوا من حزبي الأمة والاتحادي الديمقراطي لا يمثلون إلا أنفسهم؟
– أولا العكس هو الصحيح، حيث إن الجبهة الثورية تتشكل من أربع حركات، وهي العدل والمساواة، وحركتا تحرير السودان بقيادة مني آركو مناوي وعبد الواحد محمد نور، إلى جانب الحركة الشعبية، وهذه الحركات تقاتل ومن البديهي أن توحد جهودها، لكن كما قلت فإن الجبهة الثورية بابها مفتوح لكل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني ولكل من يرى أن تغيير النظام ضرورة للحفاظ على ما تبقى من السودان.
ورغم أن الجبهة الثورية بدأت بأربع حركات فقد انضمت إليها الآن بعض الشخصيات المرموقة من حزب الأمة بقيادة نصر الدين الهادي المهدي، وكذلك التوم هجو من الحزب الاتحادي الديمقراطي، وهم الآن جزء من هذه الجبهة ويؤمنون بوسائلها لإسقاط النظام، وكذلك انضم مؤتمر البجة للجبهة، والآن الحلقة في توسع دائم حتى تتكامل كجبهة سودانية عريضة. نحن نعتقد أن القيادات الذين وقعوا مع الجبهة الثورية وقعوا كأحزاب وليس كجماعات داخلها أو أفراد، بدليل أننا لم نسمع بأي بيانات تستنكر انضمامها أو انضمام أفراد منها، ونحن نعتبرها قد انضمت وليست منقسمة على نفسها.
* «المؤتمر الوطني» يقول إن حركات دارفور في الجبهة الثورية ليست لها قواعد ووجود في الإقليم.. ما صحة الخلافات بينكم؟- طبعا هذا حديث للاستهلاك الإعلامي، إذا كانت هذه الحركات لا وزن لها، فلماذا تفاوض معها النظام في الدوحة؟ نحن نعرف أن هذه الحركات لها وزنها السياسي والعسكري والقدرة على علاج المشاكل التي حاربوا من أجلها، وهذا شيء ضروري للاستقرار الأمني في السودان لأنك تحتاج إلى ثلاثة أشخاص لزعزعة أمن الدولة، بينما تحتاج لكل السودانيين لحفظ أمن البلاد، ولذلك فإن من يطلقوا مثل هذه الأقاويل هم دعاة حرب وليسوا دعاة سلام، لأنه حتى لو كان هنالك شخص واحد يحمل السلاح يجب معالجة مشكلته لضمان السلام. هذه الحركات والتنظيمات سياسية لديها برامج، ونشأت في مواقع جغرافية مختلفة، لذلك من الطبيعي جدا أن تكون هنالك خلافات، لكن ما يوحدها مشكلة السودان، لذلك لا أرى وجود خلافات، ويمكن أن تكون هناك اختلافات في وجهات النظر وهذا شيء صحي، وعندما يتم تشكيل تحالفات فيما بينها لا بد أن تكون هناك تنازلات من كل الأطراف للاتفاق على برنامج الحد الأدنى، ونحن اتفقنا على كيف يحكم السودان، وبرنامج إسقاط النظام، لذلك لا توجد أي خلافات بيننا.
* هل لديكم مؤيدون في الداخل، في الشمال والوسط والشرق.. وهل تسعون لإشعال الحرب في شرق السودان؟
– أولا نحن حركات مختلفة ولدينا مؤيدون من الشباب والطلاب والنساء والفئات المختلفة، وبالتالي نحن نستطيع القول بأن السواد الأعظم من السودانيين يؤيدون الجبهة الثورية، وإشعال الحرب في شرق السودان أمر بديهي لأنها لم تنته أصلا، هنالك طبعا من يرى العكس، لكن ما زالت أسباب الحرب موجودة، وستكون هنالك مشاكل أيضا في شمال ووسط السودان، وما لم تحل مشكلة كيف يحكم السودان فإن الحرب يمكن أن تشتعل في أي مكان في السودان بما فيها الخرطوم.
* منذ توقيع الحركة الشعبية في شمال السودان الاتفاق الإطاري مع «المؤتمر الوطني» الحاكم في أديس ابابا والذي ألغاه الرئيس عمر البشير لم نسمع بأن هناك مفاوضات بينكم.. ما السبب؟
– السبب مذكور في السؤال، وهو أن عمر البشير ألغى الاتفاق الإطاري، وأنهى المنبر التفاوضي بيننا، وهذا المنبر حاول عدة مرات إعادة الحركة في المفاوضات مرة أخرى، وكنا نقول لهم إننا موجودون على طاولة المفاوضات ولم نغادرها، لكن يجب أن يتم توجيه السؤال للذين غادروا المفاوضات، وأن تتم المطالبة لهم بالعودة إليها، غير أن الاتفاق الإطاري قد تجاوزته الأحداث الحالية في أشياء كثيرة.
* كيف تنظرون إلى مستقبل السودان في ظل هذه الحرب والصراعات الدامية؟
– السودان مستقبله في شيء واحد وهو أن يتم حل مشاكله، وأن يتم وقف الحروب. ولحدوث ذلك نحتاج إلى مساع جادة ومقنعة بالنسبة لكل الأطراف المتحاربة، وأن تكون المساعي جادة لحل قضية السودان، لأنه إذا لم تحل معضلة كيف يحكم السودان فلن يكون هنالك استقرار. لا بد من إيجاد آليات واضحة لتقاسم السلطة والثروة والعلاقة بين المركز والهامش، ولا بد من ترتيبات أمنية جديدة لكل السودان، ثم دستور متفق عليه من كل السودانيين، وإذا لم يتم ذلك سيكون مستقبل السودان مظلما، مما يؤدي إلى ذات مشكلة انفصال جنوب السودان في أجزاء متعددة من السودان الشمالي.