دينق ألور لـ«الشرق الأوسط»: ربما نعود للوحدة بعد الاستقلال
وزير التعاون الإقليمي في حكومة الجنوب: سندرس الانضمام للجامعة العربية
دينق ألور («الشرق الأوسط»)
جوبا: سوسن أبو حسين
تسود لهجة جديدة بين المسؤولين في شمال وجنوب السودان تتحدث عن السلام والحوار والجيرة الطيبة، رغم أن التوقعات كلها ترجح وقوع الانفصال وأنه صار شبه مؤكد. وفي هذا الإطار قال دينق ألور، وزير الخارجية السوداني السابق، وزير التعاون الإقليمي في حكومة الجنوب حاليا، في حوار قصير مع «الشرق الأوسط»، من جوبا، إن التوقعات بالوحدة تلاشت.. والآن يعمل الجميع من أجل انفصال آمن. وتحدث ألور، وهو عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية، ومتهم بشكل واسع بتعبئة الجنوبيين من أجل الانفصال عن مستقبل العلاقات مع الشمال، متوقعا وحدة بين الجانبين في المستقبل. وقال: «نحن نعمل من أجل بناء السودان الجديد الذي يشمل العدالة والوحدة والمساواة، ولكن هذه الآراء وجدت معارضة شديدة من الشمال، وبالذات من حزب المؤتمر الوطني (أحد شريكي الحكم)». وأضاف: «لا بد من ترك الأبواب مفتوحة للتواصل وإقامة علاقات حميمية بين أهل الجنوب والشمال حتى تكون هذه العلاقة نواة جديدة لعودة الوحدة مرة أخرى». وأفاد بأن الرئيس البشير سيزور جوبا الأسبوع المقبل وسيلتقي نائبه سلفا كير لحل القضايا العالقة في اتفاق السلام الشامل، خاصة قضيتي الحدود ومنطقة أبيي، كما كشف عن النية في مناقشة انضمام الجنوب للجامعة العربية في حال الاستقلال، ووصف العلاقات مع الجامعة العربية بـ«الممتازة».
* الكل يرتب أوراقه في الشمال والجنوب لفك الارتباط، هل انتهت فرص الوحدة تماما؟
– كل المؤشرات الآن تسير في اتجاه الانفصال، لأن المزاج العام الجنوبي اليوم يفضل هذا الاتجاه، مع تلاشي وضعف الوحدة، وإن كنت أرى أن الفرصة غير موجودة تماما، فهناك تغليب للانفصال، وأن يتم بسلام.
* ألا ترى أن الجميع على المستوى الرسمي والشعبي يقوم بالتعبئة من أجل الانفصال قبل إجراء الاستفتاء وظهور نتائجه؟
– القراءة الواقعية لما يحدث في جنوب السودان وتصريحات الرئيس عمر حسن البشير وكذلك ما صرح به وزير الخارجية علي كرتي وآخرون، كلها تعتبر رؤية واضحة لما يدور على أرض الواقع في جنوب السودان، وليست تعبئة والكل يقول إنه إذا انفصل جنوب السودان فسوف يحدث كذا وكذا.
* كيف ترى الاتهامات الموجهة إليكم شخصيا ومعكم باقان أموم (الأمين العام للحركة الشعبية) بزعامة تيار الانفصال؟
– نحن ننتمي إلى مدرسة الحركة الشعبية التي تتحدث عن سودان جديد ونحن نعمل من أجل بناء هذا السودان الجديد الذي يشمل العدالة والوحدة والمساواة، ولكن هذه الآراء وجدت معارضة شديدة من الشمال، وبالذات من حزب المؤتمر الوطني (أحد شريكي الحكم).
* هل سيجد الطرح الأخير الذي عرضه ياسر عرمان (تداول السلطة للحفاظ على الوحدة) طريقه للتنفيذ في اللحظة الأخيرة، ويكون عنصرا مفاجئا لوقف الانفصال، وتحقيق الوحدة بعد الاستفتاء، وترتيبها في المرحلة الانتقالية؟
– لا.. لم نطرح مسألة تداول السلطة بالنسبة إلى منصب الرئيس، وإنما نطالب بتغيير المفاهيم والسياسات بأكملها وتغيير كل السياسات التي كانت تحكم الدولة السودانية منذ الاستقلال وإلى الآن، وكلها تحتاج بالفعل إلى تغيير جذري، لكن لا يوجد وقت الآن، أمامنا عشرة أيام قبل الاستفتاء لا يمكن أن نحدث فيها التغيير المنشود، ومن الصعب أن نحقق أي تقدم، لكن إذا انفصل الجنوب فلا بد من بناء علاقات جيدة بين الشمال والجنوب وإعادة تطمين الشعبين بالاستقرار والسلام، وترك الأبواب مفتوحة للتواصل وإقامة علاقات حميمية بين أهل الجنوب والشمال حتى تكون هذه العلاقة نواة جديدة لعودة الوحدة مرة أخرى.. ويمكن أن نبدأ بالوحدة في القضايا الاقتصادية والتعاون الخاص في المجال الاقتصادي وحتى الاجتماعي وكثير من التفاصيل التي تهم الحياة اليومية للمواطنين.
* هل سيتم اللقاء المرتقب بين الرئيس البشير ونائبه الأول سلفا كير لحل القضايا الخلافية، مثل المواطنة والعملة والنفط والمياه؟
– اللقاء سوف يتم بين الرئيس البشير وسلفا كير الأسبوع المقبل خلال زيارة الرئيس البشير إلى جوبا، وأنا أرى أن هناك قضايا عالقة بين الشريكين حتى نستكمل اتفاق السلام الشامل، ومنها قضية أبيي والحدود ثم جزء من قضايا ما بعد الاستفتاء.
* هل لديكم نيات للانضمام إلى جامعة الدول العربية في حال الانفصال؟
– ليس لدينا مشكلة في موضوع الانضمام للجامعة العربية، ولدينا علاقات ممتازة مع الجامعة العربية، وهذا الموضوع سوف يعرض للنقاش بشكل ديمقراطي في الحركة الشعبية.
* ما هو ردكم على تدخل الحركة في قضية دارفور وإقامة قواعد لها في الجنوب؟
– لا يوجد أي شيء من هذا القبيل، ولم نتدخل مع حركات دارفور في أي قضايا تحريضية، بل على العكس، الجميع منشغل بمستقبل السودان واستقراره، ولن نكون عنصرا لإفساد مناخ السلام.