ثروت قاسم
[email protected]
نواصل في هذه المقالة استعراضنا لمنع الرئيس السيسي السيد الامام من دخول مصر مساء السبت 30 يونيو 2018 ، مركزين على الأسباب التى دعت إلى الحدث ، والأجواء التى أحاطت به، وموازين القوى التى صنعته ، والتداعيات التى لحقته، والحقائق الاساسية التي صحبته .
نختزل استعراضنا في نقطتين كما يلي :
اولاً :
+ نصف رأئك عند اخيك او اختك ؟
يقول السيد الامام ان نصف رايك عند اخيك او اختك ، فهو يعيش الشورى والديمقراطية . وعليه فنهديه هذا الراي ، ونحن أعلم برؤيته الشاملة والعميقة ، التي تاكل كل الرؤى والافكار :
واحد :
زجرة واحدة من ترامب ، فاذا السلطويات العربية بما في ذلك المصرية والسودانية ، بالساهرة . ومن ثم ضرورة تنسيق السيد الامام مع ادارة ترامب ، التي وافقت يوم الاربعاء 4 يوليو 2108 في مجلس الامن على طلب فاتو بنسودا تفعيل امر القبض الصادر في مارس 2009 ضد الرئيس البشير .
اتنين :
السيد الامام على حق في رفضه اوامر المخابرات المصرية ، التي امرته بعدم تلبيته دعوة الحكومة الالمانية ، وعدم مشاركته في لقاء برلين يوم الجمعة 29 يونيو 2018 . حتى الكتاب المصريين المحسوبين على المخابرات المصرية اكدوا ان منع الرئيس السيسي للسيد الامام دخول مصر مساء السبت 30 يونيو 2018 يعتبر خطيئة . قادة الحركات المسلحة مواطنون سودانيون لهم قضية نبيلة ، وهم قد نبذوا الخيار العسكري الهجومي بعد ان اقنعهم السيد الامام بذلك في اجتماع باريس الجمعة 8 اغسطس 2014 . يجتمع مبعوثو الرئيس البشير مع هؤلاء القادة بشكل دوري ، وكذلك مبعثوا المجتمع الدولي والاقليمي .
إشمعنى السيد الامام ؟
إذن السيد الامام على حق في تصرفاته ، والرئيس السيسي والرئيس البشير على باطل . وعليه يجب ان يكون السيد الامام غير معني بصفقة الاسانسيرات بين السلطويات السودانية والمصرية ، فهي زبد يذهب جفاء ، ولا يبقى على الارض . فالسلطويات الى زوال ، وتبقى العلاقة الازلية بين شعبي وادي النيل ، التي يجاهد السيد الامام على تقويتها ، كما يشهد بذلك الوزير المصري السابق حسب الله الكفراوي ، وزير الاسكان السابق وابو المدن الجديدة ، الذي طلب من السيد الامام قيادة الشعب المصري . هكذا حتة واحدة ؟
ولا نتكلم من فراغ ، ولا نلقي القول على عواهنه ، ففي ورشة عمل بعنوان: العلاقات السودانية المصرية: ما بين التجاذبات الإعلامية والدبلوماسية والمتغيرات الإقليمية والدولية ، في دار حزب الامة في امدرمان في يوم 29 ابريل 2017 ، القى السيد الامام كلمة ضافية عن العلاقات السودانية المصرية وازليتها منذ زمن الفراعنة بعانخي وترهاقا ، جاء فيها نصاً ما يلي :
… قال أحد المفكرين المصريين لأحد وزراء الخارجية السودانيين إن من موجبات الشكر لكم أنكم اضطررتم الصادق للإقامة في القاهرة.
الصادق نعمة على اي بلد يقيم فيها ، وعلى اي مجتمع يعيش فيه ، وعلى اي انسان يتعامل معه ، فهو خزان معرفي يجاهد في ان يبقى دوماً بنفس النقاء الذي جاء به الى هذه الدنيا فجر الاربعاء 25 ديسمبر 1935 .
هل ينجح الرئيس السيسي والرئيس البشير ان يحولا انهار العسل والمحبة والحميمية التي تربط بين دولتي وادي النيل الى انهار من الغل والكراهية والعداوة بتفجيرهما قنبلة مساء السبت 30 يونيو 2018 في مطار القاهرة .
يمكنك التكرم بمراجعة كامل كلمة السيد الامام على الرابط ادناه :
http://sudanjem.com/2017/05/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA/
تلاتة :
السيد الامام رئيس منبر الوسطية العالمي ومقره عمان في الاردن . النظام في الاردن ملكي تنفيذي اي سلطوي وغير ديمقراطي . ومع ذلك لم يتحفظ النظام السلطوي الاردني على رئاسة السيد الامام لتحالف قوى نداء السودان ، الذي يضم حركات وطنية مسلحة ، ولم يطلب من السيد الامام الاستقالة من رئاسة منبر الوسطية . كما لم يطلب نادي مدريد ، الذي يتكون من اكثر من مئة من الرؤساء السابقين في دول ديمقراطية ، من السيد الامام الاستقالة من عضوية النادي لرئاسته لتحالف يضم حركات مسلحة .
هذه وتلك تؤكدان قبول الاردن ونادي مدريد لهذه الحركات وعدم ارهابيتها ، كما يتهمها الرئيس البشير ، جوراً وبهتاناً .
اربعة :
في يوم الأربعاء 4 يوليو 2018 ، طالبت فاتو بنسودا مجلس الامن ، للمرة الكم بعد المائة ، بالقبض على الرئيس البشير الهارب من العدالة الدولية ، وتسليمه لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمته . صار هاجس امر قبض المحكمة الدولية يؤرق الرئيس البشير ، ويدفعه للسفر خارج السودان ثلاث مرات كل خمس اسابيع منذ بداية هذه السنة ، لبلاد ليس بها قضاء مستقل ، ليطمئن نفسه انه في حرية طائر الكناري ، رغم انه يعرف في قرارة نفسه انه ليس كذلك .
وهذه الهلوسة تجعله يخاف من ضل السيد الامام لشرعيته التي سرقها منه خلسة وبليل ، ولانه ينظر للسيد الامام وهو يتراس تحالف قوى نداء السودان ، فيرى التحول الديمقراطي الحقيقي ، والحكومة الديمقراطية الحقيقية ، التي سوف لن تتواني في تطبيق العدالة الدولية ، وتسليمه لمحكمة الجنايات الدولية .
ومن ثم بلاغ الرئيس البشير الكيدي ضد السيد الامام في مارس 2018 في تهم مفبركة ، وارساله الاسانسير في يونيو 2018 للرئيس السيسي ليمنع دخول السيد الامام الى مصر .
يملك السيد الامام الشرعية الدولية ، بينما الرئيس البشير طريد العدالة الدولية . ومن ثم رغبة الرئيس البشير في الانتقام من السيد الامام بشتى الطرق ، واخرها صفقة الاسانسيرات مع الرئيس السلطوي السيسي .
خمسة :
اوقفت سلطات الامن الاستاذ احمد يوسف التاي ، رئيس تحرير صحيفة الخال الرئاسي الصيحة لانه زودها شوية في عموده ( نبض الوطن ) . قام الخال الرئاسي بالشكوى لاخته الفضلى الحاجة هدية محمد زين ، التي طلبت من ابنها البكر عمر ان يعمل على فك حظر الاستاذ التاي . ولان ابنها البكر عمر صار الحاكم بامره في سودان الانقاذ ، فقد تم فك الحظر فوراً عن الاستاذ التاي ، الذي عاود الكتابة وعادي بالزبادي .
لم ينجح الاستاذ محمود سلك في الاتصال بالسيد الامام ، ليطلب منه التواصل مع الحاجة الفضلى هدية محمد زين لكي تلغي صفقة الاسانسيرات ، ولكنه سوف يعاود المحاولة ؟
نحن الآن في سودان الحاجة الفضلى هدية محمد زين ، فهي التي تقرر في السياسات الاستراتيجية ، وغيرها من سياسات ، وقرارها نافذ بمجرد النطق به .
دولة الحاجة الفضلى هدية محمد زين ؟
اربطوا الاحزمة …
ثانياً :
في يوم الجمعة 6 يوليو 2018 ، من فينا ، أكدت الدول الخمس الموقعة على الاتفاق النووي مع ايران وهي بريطانيا وفرنسا والمانيا والصين وروسيا وقوفها مع ايران وضد ادارة ترامب ، التي انسحبت من الاتفاق النووي ، وفرضت عقوبات قاسية على ايران . هدد ترامب الدول والشركات التي تتعامل مع ايران ، وتشتري غازها وبترولها بعقوبات تذكر بغرامة التسع مليار دولار التي دفعها بنك باري با الفرنسي لامريكا ليتجنب العقوبات الامريكية ضده ، لتعامله مع ايران والسودان .
يقف الرئيس البشير في خندق ترامب ويقاطع ايران المسلمة التي دعمتها الدول الاوروبية والصين وروسيا ، في محاولة منه لكسب الرضا الترامبي .
ارسل الرئيس البشير الفريق امن محمد عطا ليكون سفيره لدى ادارة ترامب ، لان العلاقة بين نظام البشير وادارة ترامب علاقة امنجية بامتياز . فترامب ينظر للبشير فيرى مكافحة الارهاب ، منع الهجرة الافريقية غير القانونية عبر السودان لدول الغرب ، مقاطعة كوريا الشمالية وايران ، ضمن مطلوبات ترامبية امنجية اخرى .
لا يملك الرئيس البشير إلا ان يقول سمعنا واطعنا لترامب ، والا رفع ترامب عصا امر القبض ، فيخر الرئيس البشير ساجداً كما فعل ذا النون الذي ذهب مغاضبا ، وظن انه لا يقدر عليه ؟
رضا ترامب يضمن للرئيس البشير ان يستمر في فتح البلاغات الكيدية ضد السيد الامام وارعابه ، وتأليب الرئيس السيسي ضد السيد الامام ، وأن يستمر في حروبه الاهلية واباداته الجماعية للشعب السوداني … دون مسآلة من الرباط ترامب ، وربيبته الحرامية اسرائيل .
ويظهر التناقض وفرفرة الديك المذبوح التي يعيش فيهما الرئيس البشير ، بتوسله للطاغوت الروسي بوتين ليحميه من الرباط ترامب ، ويتوسل اليه اقامة قاعدة عسكرية في بورت سودان ليحمي عرشه المتهالك ، الذي سوف تقذف به الجماهير الهادرة الى مزبلة التاريخ ، بقيادة رئيس تحالف قوى نداء السودان في الربيع السوداني الثالث … الذي يحسبه الرئيس البشير بعيداً ، ونراه قريباً .
هذا مظهر من مظاهر الميكيافلية التي ينتهجها الرئيس البشير للبقاء في السلطة ، فغاية الاستمرار في السلطة تبرر اي وسيلة غير اخلاقية يتبعها الرئيس البشير ، حتى تأليب الاجنبي الرئيس السيسي ضد السوداني رئيس تحالف قوى نداء السودان .
هذا وقت حرج يتطاول فيه الصغار في البنيان ، يجب ان تتوحد فيه كل مكونات المعارضة ، وتقف خلف رئيس تحالف قوى نداء السودان في كفاحه المُستدام للوصول للسلام الشامل العادل والتحول الديمقراطي الكامل .
نواصل …