دكتورة الأسافير ومنتوج تعليم (الانقاذ)
جميعنا يعرف بأن سياسة التعليم لدي حكم (الانقاذ) قد أودت بسمعة التعليم السوداني لأسفل سافلين وقد بانت هذه النتائج الكارثية بشكل لا لبس فيه ليس على تريد الخدمة المدنية فحسب بل على أخلاقنا وثقافتنا وتربية أجيالنا وأن ما تنشره الصحف من ممارسات يؤكد هذا الحديث.
وقبل ان يكشف وزير العدل السابق محمد علي المرضي في لقاء معه قبيل إحالته من الوزارة بأن العديد من المسوؤلين في الدولة يحملون شهادات جامعية (مضروبة) بمعنى أعطيت لهم بدون وجه حق بسبب انتمائهم لتنظيم (الانقاذ) قد كشفت اوضاعنا في السودان هذا الشئ لأن التعليم الحقيقي هو من يرتقي بالبشر لا العكس. وما هذا التردي الفظيع والانهيار في المنظومة الاخلاقية السودانية إلا بسبب سياسة التعليم التي انتهجتها (الانقاذ) وكذلك دمار التعليم العالي في السودان بسبب المحاباة في أن يعطى عضو التنظيم شهادة جامعية بلا أهلية أكاديمية معترف بها.
هي جامعات معروفة في السودان التي تعطي هذه الشهادات ولم يكن شاذاً هذا العدد المهول من حملة الشهادات الأكاديمية في الماجستير والدكتوراة والبلاد في تراجع علمي وأكاديمي ومهني وأخلاقي، والمسألة في ذهنية الذين نالوا هذه الدرجات العلمية باستحقاق يدركون تمام الإدراك ما فعلته دولة (الانقاذ) في حقنا وبلادنا بأن تكون لنا جيوش جرارة من حملة الدكتوراة والماجستير متفرجين ويتقلدون وظائف تشعر بخلل في مكان ما. مثلاً حامل دكتوراة في علوم البترول مديراً لشركة ذات صبغة اعلامية حكومية، وحامل دكتوراة في الاعلام يعمل مدير شئون موظفين بجهة حكومية كبيرة، أما حاملي البكالريوس حدث بلا حرج يقول قائل بأنهم بأرقام خالية لا يتصورها العقل وغالبيتهم لم يكملوا المرحلة المتوسطة..
في اعتقادي الجازم أن أكثر شخصية تعبر عن الواقع الذي تحدثت عنه كحالة واقعية بيننا اليوم ويعايشها الذين يتعاملون مع المواقع الالكترونية نجد تلك (الدكتورة) التي لم يعصمها دين ولا خلق ولا عُرف ولا حتى احترام لبعلها وهو أكاديمي معروف ومفكر. ولم تحترم مكانته تلك ومن الطبيعي أن لا تحترم أسرتها وأهلها وهي تشتم وتجادل في الأسافير دون ورع ولا احترام لمكانتها الأسرية ولا لدرجة الدكتوراة التي نالتها من إحدى الجامعات الحكومية. كما لم تحترم هذه الجامعة لا من حيث اللغة التي كتب بها ولا من طريقة المخاطبة. وقبل أيام أراني أحد الاخوة نماذج من أرشيفها وحروبها ومصادماتها. وأنا هنا لا أتحدث عن دفاعها المستميت عن الظلم وعن تأييدها لعذابات المرأة السودانية تارةً بإنكارها وتارة بصمتها وتارة بإعلانها الواضح عن الموقف المؤيد لما تقوم به أجهزة هذه الدولة على بنات جنسها. أبداً لكنني أتحدث عن إنتاجها المعرفي والفكري على الأسافير للأسف لم أجد. غير أنني وكل القراء نجد العكس مما نقول. وفي زمننا أن خريج الوُسطى كان هو من يقود حركة الثقافة والفكر في مجتمعه وهو من يدين له الناس بدوره في المجتمع لأن المنافسة كانت تقوم على المعرفة لا على الانتساب والانتماء للأحزاب السياسية.
ومع الواقع الراهن دون تغيير نحن موعودون بإنتكاسات مستمرة في كل مجالات العمل في السودان لأن تردي التعليم والقائمين عليه هو سبب كافي ومبرر واقعي لكل ما حدث ويحدث مستقبلاً.
مهندس / عمر بشرى