محمد عبدالقادر
لم اجد سياسيا موفقا في عباراته دقيقا قي تصويباته حصيفا في افاداته تجاه قضايا وتعقيدات الراهن السوداني مثل الدكتور جبريل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة الموقعة علي اتفاق جوبا.
شكل الرجل ومنذ عودته إلى الخرطوم حضورا محترما ، كان نجم الفضائيات والمنصات الاعلامية بلا منازع حيث وفر إجابات نموذجية لاسئلة الحاضر ببراعة واتقان، حدثنا عن المعدوم في سوق سياسة الخرطوم واعني التصالح والتسامح وتجاوز المرارات والتطلع الي سودان جديد يتجاوز عثرات الماضي.
اهم ما ميز خطاب جبريل منذ عودته للخرطوم هي لغة التصالح العالية وطاقة الانفتاح التي تشبه رجال الدولة الاقوياء، كان بالامكان ان تتحرر قحت من الاجندة والشجون الصغيرة وترسي ادبا في الممارسة السياسية المحصنة ضد الغل والتشفي ولكنها لم تفعل.. ففعل دكتور جبريل ابراهيم وبعض اخوانه من قادة الكفاح المسلح .
ما احوج السودان للاصوات الحكيمة والعقول الكبيرة في ظل حالة التسمم السياسي التي تنتظم المشهد هذه الايام، ما كنا نطالب به قوي الحرية والتغيير منذ حدوث التغيير وجدناه مضمنا في تصريحات الرجل المتصالحة والمتسامحة والمدركة بعمق لمتطلبات واقعنا السياسي المأزوم.
كسب جبريل اهتمام الشارع وظل مثيرا لاعجاب السودانيين لانه تبني لغة كاد ان ينساها الخطاب السياسي السوداني الغارق في العنف والاقصاء والتهديد والوعيد منذ هتافات الثورة وحتى تصريحات ومواقف حكومة التغيير.
تمنينا علي القادمين لقيادة البلاد بعد ثورة ديسمبر المجيدة ان يهتبلوا سانحة التغيير ويتبنون خطابا يؤسس لدولة مدنية حقيقية تتجاوز ببلادنا الإحن والبغضاء والإقصاء وتدشن عهدا جديدا من الحرية والديمقراطية، تمنينا ان يتعقل القحاتة وينصرغوا للتفكير في الوطن بعيدا عن تصفية الحسابات والغبائن ولكنهم أغرقوا البلد في دوامة مواجهات جديدة صادروا واعتقلوا وسجنوا وفصلوا وظلموا حتي انهم اقروا واعترفوا باخطاء صاحبت عمل لجنة التمكين التي هاجمها رئيسها الفريق اول ياسر العطا.
كسبت لغة جبريل ابراهيم المتسامية علي الخلافات والضغائن، كنا سنعذره ان جاء الى السلطة متأبطا شر القحاتة، لأنه فقد شقيقه الاعز دكتور خليل ونفر عزيز من اهله في الحرب والمواجهات الدامية خلال السنوات الماضية، لكن الرجل جاء الي الخرطوم مصافحا الجميع بلا استثناء حتي منسوبي النظام السابق الذين نازلهم في معارك كسر العظم في الخرطوم ودارفور.
الملاحظ ان لغة جبريل بدات تسود ، وان القادمين من قيادات الحركات المسلحة هم الأكثر تعقلا واتزانا من سياسيي (قحت) الذين جاؤوا يتابطون جوازات وجنسيات العواصم الغربية ، جبريل واخوانه اكثر تعقلا وهدوءا وإدراكا لتعقيدات المشهد الذي يحتاج الي مصالحة شاملة توطئة لدخول مرحلة البناء وانهاء المظالم التاريخية، هنيئا للسودان باي صوت ( يهدي اللعب) و( يخت الكورة واطة) وبعلي من خطاب التسامح والمصالحة الشاملة التي لا تعني بالضرورة التغاضي عن المفسدين و والتساهل مع كل من ارتكب جرما بحق الناس والوطن .. ولكن بعد محاكمته وب( القانون).
خاب فال الذين يربطون خطاب جبريل بانتمائه للاسلاميين في محاولة لحرق الرجل وقطع الطريق امام اي مصالحة محتملة، فجبريل الذي عاد باتفاق مضمن في الوثيقة الدستورية يتحدث الان بلسان قومي بعيدا عن الانتماءات الضيقة.