ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن الموقف الذي ستتخذه هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، التي تزور جنوب السودان حاليًا، وباقي قادة دول العالم سيحدد بشكل حازم ما إذا كان مصير الرئيس السوداني عمر البشير سيشبه مصير نظيره السوري بشار الأسد أم أن رياح التغيير التي هبت في شمال أفريقيا ستقتلعه.
وأوضحت الصحيفة في مقال افتتاحي نشرته على موقعها، الجمعة، أنه منذ وصول حزب المؤتمر الوطني للحكم في السودان بعد الانقلاب الذي قام به البشير في عام 1989، والعالم خاصة الولايات المتحدة في مفاوضات بين الخرطوم والمعارضة، وأنه خلال 23 عامًا من المفاوضات، لم ينجز البشير سوى اتفاق واحد يتعلق بإجراء استفتاء يحدد مصير جنوب السودان في عام 2011 وأن البشير أجرى هذا الاستفتاء مرغمًا، بسبب الضغوط الدبلوماسية الهائلة التي تمت ممارستها عليه حتى من جانب الصين.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسائل الرئيسية التي تواجه الحكم في الخرطوم وتتعلق بالقضاء على الفساد وتدعيم الديمقراطية وتطبيق سيادة القانون وإنهاء أعمال الاستبداد قد تم وضعها في مرتبة أدنى خلال فترة وقف إطلاق النار القصيرة بين الشمال والجنوب وأن عدم تنفيذ الاتفاقية التى تم التوصل إليها بين الطرفين يرجع إلى عدم مواجهة المسائل الخاصة بانتهاك الحقوق الأساسية التي تمثل جوهر كل صراع شهده السودان.
وأضافت الصحيفة أن عملية أخرى للسلام تتم حاليًا بين الدولتين وأنها قد تسفر عن صفقة خاصة بكيفية توزيع موارد البترول، إلا أنه ينبغي في نفس الوقت معالجة مشكلة الحرب الاهلية التى يشهدها السودان.
واختتمت الصحيفة مقالها إن الوقت قد حان لكي تتخذ الولايات المتحدة والدول الأخرى موقفا تجاه هؤلاء الذين يتظاهرون ويقاتلون وربما يموتون من أجل الديمقراطية في السودان.
ولفتت إلى أن أشكال الدعم يمكن أن تكون متعددة مثل تقديم دعم قوى وسريع للمعارضة السودانية والمجتمع المدني وأن تعمل واشنطن مع الآخرين داخل مجلس الأمن الدولى وخارجه من أجل إقامة منطقة حظر طيران في الخرطوم. إنه إذا تم تحقيق تغيير في السودان، فإنه يمكن أن يصبح عاملا مساعدا لتحقيق السلام في المنطقة بدلا من كونه محركا للحرب والإرهاب لمدة تزيد على ربع قرن.
المصري اليوم