خطة عمل لاتفاقية السلام بالسودان
قال المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان سكوت غريشن إن ممثلي شمال السودان وجنوبه اتفقوا على خطة عمل لتنفيذ عدة بنود كانت محل نزاع أو مهملة من اتفاق السلام الموقع عام 2005. وقال مسؤولون سودانيون إن بعض عناصر الاتفاق نحيت جانبا في الوقت الراهن.
وأوضح المبعوث الأميركي غريشن أن الاتفاق الجديد جاء نتيجة عمل استمر شهورا في مناقشة نقاط الخلاف في الاتفاق ومن بينها ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب والقضايا الأمنية. وأشار إلى أن المحادثات بشأن القضايا الخلافية المتبقية ستستمر في الأشهر المقبلة بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان مع وجود مسؤولين أميركيين.
وتهدف خطة العمل الجديدة إلى إعطاء دفع جديد لاتفاق السلام الشامل الذي تم التوصل إليه عام 2005 لكن يشهد تطبيقه تعثرا وخلافات بين شريكي الحكم.
وتوافق الجانبان الأربعاء على إطار عمل لتسوية الملفات الحساسة مثل الانتخابات المقبلة المقررة في نيسان/أبريل 2010 وترسيم الحدود بين الشمال والجنوب وتقاسم السلطات وجهود السلام في إقليم دارفور غرب البلاد.
وقال غريشن بعد توقيع الاتفاق في جوبا عاصمة الجنوب “إنه ثمرة أشهر طويلة من العمل، إنه يمثل اتفاقا بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان بشأن القضايا المتبقية لتنفيذ اتفاق السلام الشامل”.
وقال مسؤولون إن بعض عناصر اتفاق عام 2005 نحيت جانبا في الوقت الراهن ومن بينها الخلاف على نتائج التعداد العام وقانون بشأن تنظيم الاستفتاء على الانفصال.
وأكد غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني عمر البشير إن الطرفين استطاعا الاتفاق على عشرة من أصل 12 نقطة خلاف من بينها تقاسم السلطة بين الشمال والجنوب.
خطة العمل
واستبعدت خطة العمل الجديدة نقطتين رئيسيتين هما تفاصيل الاستفتاء حول استقلال جنوب السودان والمقرر إجراؤه العام 2011 ونتائج الإحصاء الوطني التي ستستخدم خصوصا في تحديد الدوائر لانتخابات نيسان/أبريل 2010.
وأشارت الخطة إلى أن هاتين النقطتين ستناقشان في لقاءات لحزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان والموفد الأميركي الخاص ستعقد في سبتمبر/أيلول المقبل.
وكان اتفاق عام 2005 قد أنهى حربا أهلية استمرت عقدين، لكن التوتر لا يزال قائما بين الجانبين في الوقت الذي يستعد فيه السودان لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، وانتخابات أخرى عام 2010، يليها استفتاء بشأن انفصال الجنوب عام 2011.
وبدأت المحادثات الرسمية في يونيو/حزيران عندما دعا غريشن ممثلين للحركة الشعبية وحزب المؤتمر الوطني لبحث الخلافات بينهما في واشنطن.
واندلع القتال بين الشمال والجنوب ثلاث مرات في منطقتين منتجتين للنفط منذ توقيع اتفاق السلام في كينيا عام 2005 وفقد نحو خمسين ألف شخص منازلهم وقتل العشرات في أعمال عنف وقعت في مدينة أبيي العام الماضي.
ورفضت الحركة الشعبية نتائج التعداد عندما أعلنت في مايو/أيار. وقالت إن أعداد الجنوبيين المقيمين في الخرطوم تم تقليلها بينما ضخمت بعض الأرقام في المناطق الشمالية وزاد خلاف بشأن مشروع قانون الاستفتاء في الجنوب حدة التوتر بشأن نتائج التعداد.
ويدور الخلاف حول عدد الأشخاص الذين يتعين أن يسجلوا أنفسهم ويصوتوا حتى تعتبر نتيجة الاستفتاء سليمة وما إذا كان سيسمح بالتصويت للجنوبيين المقيمين الآن في الجنوب فقط أم لأولئك الذين يعيشون في مناطق أخرى من السودان أيضا.
المصدر: رويترز/الجزيرة