ولــيد تقـــل
الإنغاذ مسؤولة عن زراعة الجوع وإشاعة الرعب ونثر روائح الدم ،التي تشبه روائح البالوعات الطافحة في شوارع الخرطوم الآن.
الزحف الثوري نحو مركزية تغبيش الوعي وإزلال الشعوب السودانية واجب أخلاقي وإنساني ،يقع على عاتق الرفاق الاحرار مباشرةً.
أن تكون إنغاذياً ، ذلك يعني أن تكون مباشرةً تحت حماية القانون التمكيني ، ذاك الذي يخلق لك غطاءاً ادللسرقة والتحكم في رقاب الناس وإساءتهم والخوض في شخوصهم الطبيعية. كذلك يعني أنك تمتلك منزلاً فاخراً وقروض ربوية لايرد رأسمالها بالأساس . وبإختصار أنت مطلق اليد تماماً ، تفعل ماشئت وما استطعت اليه سبيلاً.إجتمع الرئيس وقال الرئيس هذه لا تحل المشكل ؛بل الخطأ الإجرائي الذي وقع فيه المتحاورين عن قصد هو إيكال سلطة إدارة الحوار إلى النظام ذات نفسه متمثلاً في شخص الرئيس المطلوب للعدالة !!ثم أن الواقع يقول أن الساحة الآن ماهي الا مسرح كبير تدار فيه اكبر عملية عرض صوري متمثلة في (الحوار) . فالمطلوب ليس هو الحوار إنما غطاء الحوار الذي يمهد لإستواء الطبخة أن كانت طبخة مشاركة أو تقارب أو مسائل أخرى . ستبقى الإنغاذ كما هي وسيبقى الشعب بمعدل معانة مرتفع وتزداد القضايا تعقيداً.
أراد المجتمعون عشية 6أبريل أن يحالولوا تضليل الجماهير ،بأن حال البلد ذاهبٌ الى إنفراج ، وأن أهل السودان قادرون على حلحلة مشاكلهم ، وقصدوا ما قصدوا بذلك من إرغام العامة على البصم والـتأيد لما جنحوا اليه من مغازلة السلطة، لشئ في أنفسهم،إذ لا تزال الاخبار الواردة من خلف الحجب أن هناك معركة إثبات ذات طاحنة تدور رحاها بين شخصيات ذات وزن تنتمي لحزب من أحزاب الإندغام ،أساسها من الذي يكون في مقدمة كشوفات التعيين الإنغاذية للمواقع المرتقبة ، وليس من الذي يمثل الحزب في الحوار.فإذا كان ذلك هو الانموذج ، تبقى مسألة الحوار ماهي الا غطاء شكلاني لا يقدم ولا يؤخر .
مسألة اخرى مهمة هي مسألة الحريات التي يتعشم الناس لاطلاقها كونها العماد الحقيقي لأيما توافق أو سلام، وهي الاساس لإستبعاد شبهة الغش وتضليل الخصوم فيما يجري الآن، ففي الوقت الذي نسمع فيه عن قرارات بإطلاق سراح السجناء ، فإن هناك جهات داخل الحكومة والمؤتمر الوطني تعرقل هذه الخطوة ، وهو ما لا يمكن أن ننسبه الى ضعف الرئيس راعي المبادرة نفسه أو عدم علمه بما يجري ؛ بل هو عين التاكتيك السياسي وإدعاء الذكاء والحصافة. وماخرج به جهاز أمن النظام من تصريح يوضح ذلك((جهاز الأمن سيحمي الحوار….)). ما فائدة هكذا تصريح في أجواء مثل هذه إن لم يكن تلاعباً بالعقول؟؟. وهو الأمر المقروء مع ماحدث من تفويض للرئيس.وهذه المحاولة التي لم تكتمل ،تلك المتمثلة في إنقلاب المواقف وإعادة الفرز، ماهي الا محاولة لتقسيم الثورة ، ولا عجب لو تدبرنا مسير هذه الاحزاب نجدها رفضت حتى مسألة (التمييز الإيجابي) للمناطق المتضررة وتتعامل الآن بنفس المنطق في إختزالها لحقوق ضحايا النزاعات ؛ ومحاولة فلسفتها لطي صفحة من الدم والدموع وإضفاء نوع من تجزئة القضايا قبل التخلص منها كلياً .
كذلك من الشواغل المهمة في هذه الأجواء المسممة ،مسألة حضور قادة الثورة الى السودان،ذلك الإصطياد المعد له سلفاً إن فشل أو نجح الحوار. فهذه المسألة مهمة ونتمنى أن لا يقع الناس في الفخ ، وأحسب ذلك لأن تصفية الثورة المسلحة هي الشاغل الأكبر للحزب الحاكم والأحزاب على حد سواء، لا لشئ الا لكونها ستسحب البساط من تحت ارجلهم سلماً وحرباً. ويمكن أن يكون الحضور عبر الوسائط أو بالرؤى المكتوبة ، وذلك يؤدي ذات الغرض ، لأن منطق الأشياء والواقع يقول أن واحدة من مستبطنات ما يشاع هي العزم على إقامة حفل صيدِ كبير وعملية تضليل إعلامي تسير جنباً الى جنب مع المسرحية وتتلغف أية تصريحات أو كلام لتقوم بمنتجته حسب هوى المبادرون.
حريٌ بالقول أن ما يشاع من إجماع شبه كامل ، قالوا أنه يتجلى في إستجابة ثمانين حزباً للمبادرة ماهو الا نوع تدليس وتزوير، ففي هذه الأحزاب ــالفكة ــ منها ما لا يتجاوز عدد أعضاءها أصابع اليد الواحدة وهو نوع من الفبركة ، بل هناك ما لم نسمع به أصلاً. عليه فأن المراقب العادي لا يخونه ذكاءه في كشف حقيقة اللعبة فقط يبقى عامل الزمن هو الحاسم . وكل مايرجوه الأغلبية المراقبة من الناس ، وهم بالتأكيد من غير المنتمين أو الملتزمين حزبياً ، كل ما يرجوه هو أفكار سياسية جديدة تطرحها قيادات جديدة ، تمتاز هذه الأفكار بروح الشفافية والصدق والولاء للحق ، لاسوى هذه المطلوبات .فمن الذي سيتصدى لهذه المهمة؟؟ ومتى تكون؟؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.
[email protected]