حكاية اغتيال ( البطل ) لام أكول أجاوين
صابر أتير –نبراسكا – الولايات المتحدة
[email protected]
هل تتذكرون ( حكاية محمود الكذاب والنمر ) ؟ سأروى الحكاية باختصار للذين نسوا تلك الحكاية الطريفة لطول الزمن أو للظروف الاقتصادية السيئة التي مر بها الشعب السوداني الذي ازداد (فقرا ) بعد تصدير ( بترول الجنوب عبر الشمال )ووصول عائداته إلى بنوك مدينة ( كولا لامبور )الجميلة , وأيضا سوف أروى الحكاية لجيل الإنقاذ الذي حرم منها لأسباب خاصة بالمشروع الحضاري الذي بموجبه تم تحريم المنهج التعليمي الذي أنتجته بخت الرضا الشيوعية , وكان النتاج ضياع جيل بحاله وضياع بلد وضياع امة . المهم تقول الرواية : يحكى ان احد شباب أحدى القرى السودانية مصاب بداء الكذب واسمه محمود كان يرعى غنم اسرته وما ان يكون خارج القرية حتى يصيح بأعلى صوته طالبا النجدة : النمر النمر هجمنى النمر .. اكلنى النمر ,وما ان يسمع أهل القرية وشبابها نداء الاستغاثة حتى يتدافع الكل لإنقاذه وما ان يصلوا إلي مكانه يجدونه يموت من الضحك ويقول لهم ليس هناك نمر وكل الحكاية مجرد مزاح , يحمد الله البعض على سلامته ويستاء ويثور البعض غضبا من هذا المزاح السخيف ,وتكرر نفس السيناريو من محمود أكثر من مرة وكان شباب القرية يهب لنجدته من النمر وكان ينتهي الأمر بكذبة منه وفى المرة الأخير ظهر (نمر حقيقي ) لمحمود الكذاب فصرخ الرجل بأعلى صوته من شدة الخوف : يا أهل القرية النمر النمر هجمنى النمر اكلنى النمر ( الحقونـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى), لم يتحرك احد من القرية لأنهم اعتبروا الموضوع واحدة من ألاعيب محمود الذي أصبح وجبة شهية للنمر جزاءا لكذبه ,ويحكى أيضا ان رجلا أراد ان يكتشف مدى ( حب الناس) له , فأعلن عن ( وفاته ) فأقامت اسرته سرادب العزاء وتجمع كل من يعرفه في ( بيت البكاء ) ووصلت قوافل العزاء من المدن القرى البعيدة المجاورة للعزاء في المرحوم فلانى ابن المرحوم فلان , وكان حديث المعزيين فى الصيوان كعادة أهل السودان عن محاسن المرحوم ومدى طيبته ومكانته التي كان يتمتع بها فى الحى وانه لفقد عظيم للأمة والوطن ( حتى وان كان عارا على الأمة مثل لام أكول ورياك قاى وعلى تميم فرتاك) ,وظهر المرحوم بعد انتهاء العزاء ولكنه ما ان ظهر حتى وافته المنية وتوفى بحق وحقيقة فاكتفى أهله بالعزاء الأول للظروف الاقتصادية.
تذكرت تلك الحكايتان بعد ان قرأت الخبرالذى نشرته بعض وسائل الاعلام عن محاولة اغتيال تعرض لها المهندس لام اكول أجاوين رئيس الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي (جناح المؤتمر الوطنى ), وتفاصيل الخبر تقول ان مسلحين يستقلون سيارة بوكس أطلقوا النار على منزله ( الراقي ) وتبادل معهم حراسه النار ودحروا الجناة والدكتور بخير .انتهى . ولم استغرب الخبر لان الدكتور في آخر استضافته (المتكررة ) في تلفزيون المؤتمر الوطني كان شاحب الوجه وتظهر عليه علامات الإحباط من مستقبله السياسي بعد انتحاره سياسيا وانشقاقه (11 مرة) فمن الطبيعي ان يفكر في ( فبركة ) مثل هذه الأخبار عسى ولعلها تعيد له بصيص من الأضواء حتى يحترمه ناس المؤتمر الوطني ( كمغفل نافع) ,وهذه ليست المرة الأولى فقد فعل (محمود ) اقصد ( لام أكول ) نفس الشئ في ولاية أعالي النيل قبل سنوات , ووالله العظيم اختلافي معه في المقاصد (أخاف عليه ) من مصير محمود الكذاب والرجل الآخر .