الخرطوم – «الحياة»
اتهم حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض بزعامة حسن الترابي الذي حضر الخطاب الذي ألقاه الرئيس عمر البشير أول من أمس، مجموعةً داخل المؤسسة الأمنية بتغيير موقف البشير في الساعات الأخيرة قبل الخطاب.
ورجح القيادي في الحزب كمال عمر أن يكون الخطاب الذي تلاه الرئيس استُبدِل قبل أن يطلع عليه، مشيراً إلى الارتباك الأخير وكثرة تلعثمه.
وقال عمر إن التيار الأمني المحسوب على مساعد الرئيس السابق نافع علي نافع، الذي أطاح به البشير في التعيينات الأخيرة، ما زال يحكم قبضته بقوة على صناعة القرار داخل الحكومة والحزب الحاكم.
وجدد حزب الترابي تمسكه بخيار إسقاط النظام عبر التعبئة الجماهيرية والاعتصامات. واعتبر أن حالة الإحباط التي خلّفها خطاب الرئيس زادت من قوة التعبئة ضده، مؤكداً أن النظام بدد فرصة أخرى للحل ولم يترك سوى خيار إسقاطه، إذ أثبت أنه غير مستعد للسير في اتجاه حل الأزمة السودانية.
في المقابل، أعلن مساعد الرئيس السوداني إبراهيم غندور أن الرئيس عمر البشير سيلقي عقب عودته من القمة الأفريقية في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا خطاباً جديداً يفسر فيه محتوى خطاب الاثنين الماضي، في حين قال رئيس البرلمان الفاتح عز الدين إن الخطاب الجديد «يحمل أخباراً سارة للشعب السوداني».
ودافع غندور خلال لقاء مع رؤساء تحرير الصحف في الخرطوم عن خطاب البشير. وقال إن الكلمة لم تُكتب لمخاطبة الجماهير وإنما لتوضيح وثيقة حزبية عن الإصلاح، لذا جاءت العبارات محكمة حتى لا تخرج عن سياق الموضوع.
وذكر أن الحزب الحاكم لم يقدم آليات للحل لأن أي مقترح منه سيقابَل بالرفض، بل ترك الفرصة للأحزاب لتحدد آليات من خلال الحوار، عبر تقديم كل حزب رؤيته.
وأكد أن الحوار مفتوح مع كل الأحزاب للوصول إلى تفاهمات متقدمة، مؤكداً عدم وجود اتجاه لتشكيل حكومة قومية. وأضاف: « ليس بالضرورة أن يكون الناس داخل الحكومة حتى يبدوا آراءهم في القضايا الوطنية».
من جهة أخرى، رأى رئيس البرلمان أن خطاب البشير يؤسس لواقع جديد، مشيراً إلى أن الخطاب المقبل سينشئ هيئات ومجالس قومية تستوعب كل القوى السياسية.
على صعيد آخر، أعلن القائم بأعمال السفارة الروسية في السودان يوري فيداكاس اتخاذ إجراءات أمنية مشددة بعد أن هاجم شخص من جمهورية أفريقيا الوسطى رئيس القسم القنصلي في السفارة وزوجته.
وقال إنهما في حالة مستقرة وغادرا المستشفى ويراقبهما طبيب السفارة في منزلهما، موضحاً أن النتائج الأولية للتحقيق تظهر أن المعتدي طعن الديبلوماسي وزوجته بسكين، كي ينتقم من «الأوروبيين» لمقتل شقيقه على يد عسكريين فرنسيين في أفريقيا الوسطى.