حزب البشير يطلق مبادرة لجمع القوى السياسية.. على غرار مؤتمر جوبا للحركة الشعبية
مسؤول في المؤتمر الوطني قال إن «ملتقى أهل السودان» لم يطرح من قبل.. وحكومة الجنوب اعتبرته «غيرة» سياسية
الخرطوم: إسماعيل آدم
أطلق حزب المؤتمر الوطني الحاكم ومجموعة من الأحزاب المتحالفة معه مبادرة لعقد مؤتمر لجميع القوى السياسية السودانية يعقد في مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، في خطوة اعتبرها المراقبون بمثابة قطع الطريق أمام مؤتمر مماثل دعت له الحركة الشعبية، يعقد في 26 سبتمبر (أيلول) الحالي. واعتبر الناطق باسم الحركة الشعبية لـ«الشرق الأوسط»الخطوة الجديدة بمثابة رد فعل نابع عن غيرة سياسية وتنظيمية من حزب المؤتمر الوطني، وحكمت الحركة الشعبية عليه بالفشل.
وأعلن 19 حزبا سياسيا على رأسهم حزب المؤتمر الوطني بعد اجتماع لهم، عقد مؤتمر لكل القوى السياسية في البلاد في جوبا، قالت مصادر مطلعة إن موعده الأولي في أكتوبر المقبل» لتعزيز خيار الوحدة السودانية، وخرج الاجتماع بتكوين لجنة من 8 أحزاب للتواصل مع القوى السياسية الأخرى في البلاد. ومن بين الأحزاب التي دعت للمؤتمر الحزب الاتحادي الديمقراطي، وأحزاب الأمة المشاركة في الحكومة، والتي انشقت في وقت سابق عن الصادق المهدي.
وقال الدكتور نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني ونائب رئيس حزب المؤتمر الوطني بعد الاجتماع إن فكرة المؤتمر، الذي أطلق عليه «ملتقى أهل السودان» لم تطرح من قبل وستتبلور من خلاله رؤية حول قضية الوحدة للتداول فيها مع كل القوى السياسية، وأضاف أن مبادرة المؤتمر «مختلفة تماما»عن مؤتمر جوبا الذي دعت له الحركة الشعبية ومجموعة من الأحزاب، وقال «إنها مبادرة واسعة وشاملة تعم كل الأحزاب الراغبة، ولم يحدد نافع موعدا محددا للمؤتمر، وترك ذلك لمساعي اللجنة في توصيل رؤيتها لكل الأحزاب، ووجه انتقادات لمؤتمر جوبا، وقال إن أجندته محددة مسبقا، وأضاف أن بعض الأحزاب لم تدع ولم تشارك في التحضيرات له. وكشف نافع أن اللجنة المحددة في الاجتماع ستجري مشاورات مع كل الأحزاب، وقال إن المؤتمر ستشارك فيه كل القوى السياسية الراغبة في المشاركة، ودعا نافع الأحزاب إلى الحوار والنقاش مع اللجنة لمعرفة كيفية المشاركة.
من جانبه، اعتبر ين ماثيو الناطق باسم الحركة الشعبية دعوة حزب المؤتمر الوطني القوى السياسية لمؤتمر «مختلف» في جوبا في أكتوبر المقبل بأنها تأتي كرد فعل وغيرة سياسية منه، حيال مؤتمر جوبا للقوى السياسية، الذي دعت إليه الحركة الشعبية من قبل واكتملت تحضيراته في الفترة الماضية، وقال إن مثل هذا المؤتمر «محكوم عليه بالفشل لأنه ناتج عن ردة فعل»، وأضاف أن الحركة الشعبية لا ترى أي سبب منطقي للدعوة لمؤتمر آخر مماثل في جوبا. وتساءل ماثيو بأن المؤتمر الوطني هو المتهم الأول في أذهان السودانيين فكيف يدعو لمؤتمر للمصالحة؟ وقطع ماثيو أن مؤتمر جوبا للقوى السياسية، الذي اكتملت تحضيراته سيقوم «كما حددنا له في 26 من سبتمبر (أيلول) الحالي.. بما تمليه علينا ضرورات المرحلة الزمانية والمكانية».
ودحض انتقادات حزب المؤتمر الوطني لمؤتمر جوبا من حيث الدعوة والتحضيرات، وقال إن حزب المؤتمر الوطني من أول المدعوين للمؤتمر، وأضاف «قدمنا لهم دعوة شفهية عندما كان المؤتمر فكرة.. ثم بعثت الحركة الشعبية بعد ذلك وفدا عالي المستوى برئاسة الدكتور رياك مشار نائب رئيس الحركة الشعبية والتقى بالرئيس عمر البشير رئيس حزب المؤتمر الوطني وقدم له الدعوة.. بل التقاه للتشاور حول كيفية جمع الصف من خلال المؤتمر لتحقيق المصالحة الوطنية والتعافي الوطني، الذي ورد في اتفاق السلام بين الشمال والجنوب»، ومضى ماثيو يشرح الترتيبات التي قامت عليها دعوة الحركة الشعبية لمؤتمر جوبا، وقال إن الحركة الشعبية سعت إلى إشراك جميع القوى السياسية في المؤتمر وفي مقدمتها حزب المؤتمر الوطني «لتقديرنا بأننا نحتاج إلى إجماع وطني في قضايا أساسية من بينها الانتخابات واستحقاقات التحول الديمقراطي»، وأضاف: «كما أننا نحاول من خلال المؤتمر الجلوس والحوار لحل مشاكلنا كسودانيين دون تدخل الجوار في حلها، كما اعتدنا في الفترة الماضية أن يكون الجوار هم مصدر الحل لمشاكلنا… وهذا أمر مسيء لنا كسودانيين».
كما دافع ماثيو عن كيفية إعداد الأوراق للمؤتمر، وقال إن القوى السياسية كونت اللجان للمؤتمر بناء على الدعوات، التي وجهت لها من قبل الحركة الشعبية لعقد المؤتمر، وقامت تلك اللجان بإعداد أوراق وأرسلت إلى القوى السياسية من بينها حزب المؤتمر الوطني لإبداء الرأي والملاحظات فيها، قبل إعادتها للجان مرة أخرى، ونوه إلى أن الأوراق التي أعدتها اللجان لا ترفض كلها لأنها تأسست على اتفاق السلام.
وقال الناطق باسم الحركة الشعبية إن الحركة لا ترى أي سبب منطقي لفرض مؤتمر جوبا الذي دعت له الحركة الشعبية، وفي هذا الشأن، شن ماثيو هجوما عنيفا على حزب المؤتمر الوطني، واتهمه بأنه لا يريد المصالحة والتعافي الوطني، كما تتجه الحركة الشعبية والقوى السياسية الأخرى، وقال إن حزب المؤتمر الوطني يريد أن ينفرد بالأمور في البلاد، ومضى أنه مصاب بـ«الطاووسية» ويتعالى على الآخرين في قضايا لا تحتاج إلى الغيرة التنظيمية، وأضاف: «وهذه عقلية ضيقة تؤدي إلى الانغلاق». وردا على تصريحات رئيس البرلمان السوداني أحمد إبراهيم الطاهر، قال ماثيو «نحن نريد التعافي الوطني في الفترة المقبلة».
المصدر: الشرق الأوسط