حاكم أصابته دعوة شعب … بقلم حسن إبراهيم فضل
أعلنت رئاسة حكومة المؤتمر الوطني في بيان لها أن الرئيس البشير سيسافر إلى المملكة العربية السعودية لإجراء فحوصات طبية بدأها بالعاصمة القطرية الدوحة , وجاء هذا البيان ليدحض تصريح سابق لهذا البيان يوم الاثنين لأحد المسئولين في حكومة المؤتمر الوطني تحدث عن الزيارة ولكن وصفها بأنها زيارة لبحث العلاقات بين البلدين عقب أزمة قصف مصنع اليرموك الإيراني في الخرطوم , وعلى ذمة التقارير أن الرجل لا يستطيع الحديث الا عبر الاشارة فبالتالي أي كلام عن إجراء مباحثات ضرب من التضليل .
لا يفرق كثيرا بين أن يذهب البشير لبحث علاقات السودان مع السعودية أو قل تقديم تبريرات لعلاقات حكومة البشير مع النظام الصفوي الإيراني الذي يمثل خطر حقيقي على دول الخليج بل أن رسو سفن إيرانية بميناء بور تسودان كان مهدد مباشر للملكة العربية السعودية والخليج , كما أن لا يغير هذا السفر من حقيقة أن البشير يعاني من مرض عضال أو ورم في حباله الصوتية وبالتالي كل الأسئلة مشروعة عن قدرة البشير على القيام بمهامه .
ليست من شيمنا أن نشمت في أي شخص مصاب أو مكروب لنازلة أصابته حتى ولو كان ذلك المصاب عدوا لدودا , رغم أن ما فعل البشير بالأبرياء في شتى بقاء السودان ومئات الآلاف الذين قضوا على يد هذا الراقص يبرر ان نفعل كل شيء وندعو عليه بكل شيء إلا أن قيمنا الأصيلة وديننا الحنيف علمنا كيف نتأدب ونتخلق بقيم الإنسانية التي تحب الخير للناس عامة , ولنا في ذلك أسوة حسنة في خير المرسلين محمد بن عبدالله الأمين الذي قال : ** لَا تُظْهِرْ الشَّمَاتَةَ لِأَخِيكَ ، فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَيَبْتَلِيكَ } رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.
لعدم شماتتنا على الرئيس الراقص في مهنته لا يعني ذلك أننا قد نتسامح معه أو نتضامن معه ولكننا ما زلنا نرفع الأكف عالية ليل نهار وفي السحر أن يقتص منه ومن زمرته الذين عاثوا بالبلاد والعباد فسادا, ولعل آخر تلك الماسي ما أصاب أهلنا الأبرياء في شاواية بشمال دارفور وبطريقة ممنهجة للقتل والتهجير القسري لبعض مكونات الإقليم , وبإشراف مباشر من الوالي عثمان كبر ومليشات ما يسمى ب(أبو ضر هاموي ) وهي مليشية تتلقى تعليماتها مباشرة من الوالي عثمان كبر وأحد أعيان إحدى المكونات في شمال جنوب دارفور هذه المليشية التي تنتهج ذات الأسلوب التي انتهجتها مليشيات ( الانترهاموي الرواندية ) في تنفيذ الإبادة الجماعية هناك واليوم السيد عثمان كبر وآخرين ينفذون ذات السناريوهات والخطط الممنهجة لقتل الأبرياء , وقصف القرى بالغازات السامة والأسلحة المحرمة الدولية , ولعل عمليات التسمم الجماعي في شرق الجبل وغيرها من المناطق خير دليل على أعمال هؤلاء.
ان أكف الضراعة والألسن التي تلهج بالدعء صباح مساء على هؤلاء الشرذمة سوف لن تروح هدرا وسوف تسمع من فوق سبع سموات , مصداقا لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجرا ففجوره على نفسه )
وعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرا ، فإنه ليس دونها حجاب)
فلا نشك إطلاقا في ان ما أصاب الراقص إنما هي دعوة شعبنا المغلوب على أمره الذين يقتلون صباح مساء بطائرات الانتنوف , ولعل من سخرية الأقدار أن سيدنا سعد بن أي وقاص رضي الله عنه وأرضاه هو من بني الكوفة رغم ذلك اتهم بتلك التهم الثلاث التي استوجبت دعوة سعد على أبو سعدة مطلق تلك الأكاذيب فإصابته الدعوة , والبشير تنكر لقوى الريف التي بنت السودان في كل أصعده الاقتصادية والثقافية والسياسية وشاركوا بفاعلية في استقلال السودان من مستعمره الخارجي لكنه كافأهم بقذائف الانتنوف اللعينة , فلا غرابة أن يكون البشير حاكم أصابته دعوة شعب.
واني لأدعو الله مخلصا ان يشفيه وأدعو عليه بالمقابل أن يقتص لأهلنا منه القصاص الأوفى و ندعو له بالشفاء لان من بني جلدتنا يجمعنا وطن ولكننا ندعو عليه نتيجة ما ارتكبت يداه.
بقي أن أقول لا يساورني أدنى شك بأن مصنع اليرموك الإيراني هو سبب رئيس لتعاسة أهلنا في دارفور وجنوب كردفان والنيل الزرق , لان ما أنشأ هذا المصنع إلا لصنع ما يقتل الشعب ولم ينفق هذا النظام دولارا واحدا ضد عدو خارجي ولم يطلق طلقة واحدة ضد قارة خارجية ولكن كل الأسلحة موجهة ضد الشعب لذلك لا أجد غضاضة بأن أهنيء أبناء شعبي بتدمير هذا المصنع الايراني الذي ظل يقتل شعبنا و كما أنوه إلى ان الوجود الإيراني بالسودان لهو أخطر وجود على الأرض ولم أكن مبالغا لان قلت ان الوجود الإيراني في السودان لأخطر على العرب من الكيان الصهيوني في فلسطين , نعم ! الكيان الصهيوني اكتفى بفلسطين والكيان الصفوي الايراني يستهدف كل ما هو عربي يسعى إلى تقويض السلطة في البحرين وإزكاء الفتن في السعودية والمنطقة بأثرها بعد أن أهلك كل شيء في العراق الحبيب , فعلى عقلاء وشرفاء وطني وعلى أشقائنا في المحيط الإقليمي العربي أن يسعوا وبكل قوة على وقف التغلغل الصفوي الإيراني في المنطقة لأنه سرطان على جسد الأمة .
تخريمه مشفقة********
ندعو من يريد قصف أي موقع إيراني في السودان مستقبلا ألا يطفي أنوار وسيلة القصف حتى يتسنى لوزير الحرب المؤتمري رؤيته بوضوح.
بقلم حسن إبراهيم فضل