مسؤول رفيع في الأقليم: إذا أصرت الخرطوم على عدم إجراء الاستفتاء في المنطقة ستعود الحرب حتما
لندن: مصطفى سري
رفضت دولة جنوب السودان مقترح تقسيم منطقة آبيي التي تتنازع فيها مع السودان، وشددت على ضرورة إجراء الاستفتاء لمشايخ قبيلة دينكا (نقوك) التسع، وحذرت من أن عدم الإيفاء باستحقاقات الاستفتاء قد يعود بالمنطقة إلى الحرب مرة أخرى، في وقت اتهم رئيس لجنة تسيير منطقة آبيي من الجانب السوداني ماجد ياك الحركة الشعبية في دولة الجنوب بأنها حرضت بعض منسوبي أبناء الدينكا نقوك بالاعتداء على أبناء المسيرية في سوق البلدة مما أدى إلى إغلاقها مؤقتا بعد تدخل القوات الإثيوبية التابعة للأمم المتحدة في المنطقة وفضت النزاع.
وقال الرئيس المناوب في اللجنة الإشرافية لمنطقة آبيي من جانب جنوب السودان ادوارد لينو لـ«الشرق الأوسط» إن الوفد السوداني قدم مقترحا في الجولة الماضية بأن يتم تقسيم منطقة آبيي بين البلدين، وأضاف «لقد نقل لنا عضو وفد الخرطوم دكتور مطرف صديق مقترح بلاده بأن يتم تقسيم المنطقة بين الشمال والجنوب»، وقال «طبعا المقترح مرفوض لأنه يناقض المنطق والاتفاق الخاص بالمنطقة ويتعارض مع إرادة المجتمع الدولي التي وضعت الاستفتاء في الاتفاق الخاص بآبيي»، وتابع «المؤتمر الوطني الحاكم يعرف أن إجراء الاستفتاء ليس في صالحه لأن النتيجة ستكون بأن تذهب آبيي إلى دولة جنوب السودان»، مشيرا إلى أن المقترح ليس في صالح قبيلة المسيرية لأنها بذلك ستفقد جنوب السودان حيث تقوم بالرعي إلى داخل أراضيها، وقال «كما سيفقد المسيرية آبيي بشكل واضح».
وحذر لينو من أن تعود المنطقة إلى الحرب مرة أخرى في حال إصرار الحكومة السودانية رفض إجراء الاستفتاء، وقال: إن المنطقة يمكن أن تعود إلى المربع الأول وهو مربع الحرب حتما، وأضاف «موقفنا أن يتم سحب القوات السودانية الموجودة الآن في منطقة كوج (دفرة) وقبول الخرطوم بأن يتم إجراء الاستفتاء لمشايخ دينكا نقوك التسع والسكان الذين مكثوا في آبيي منذ توقيع اتفاقية السلام في عام 2005»، وقال: إن على الخرطوم أن تعود إلى صوت العقل والمنطق وعليها أن تبتعد من إعادة المنطقة إلى الحرب، وتابع «إذا أراد المؤتمر الوطني الحرب فإنه سيفقد الحكم وسيصبح السودان حرا وسنخلق واقعا جديدا بين الشعبين»، نافيا أن تكون المشاجرة التي حدثت في سوق آبيي والتي أدت إلى إغلاق سوقها مؤقتا قد وقعت بين قبيلتي المسيرية والدينكا، وقال: إنها مشاجرة عادية بين أفراد.
وكان نائب رئيس لجنة تسيير شؤون آبيي قد قال: إن القوات الإثيوبية التابعة للأمم المتحدة بالمنطقة (يونسفا)، تدخلت لفض «أحداث بلبلة» وأغلقت سوق البلدة مؤقتا، وحذر من أن الوضع محتقن وقابل للانفجار في أي لحظة إذا لم تتدارك الجهات المسؤولة الأمر، مستنكرا التصرف الذي بدر من بعض أبناء دينكا نقوك يوم الأربعاء الماضي ومحاولتهم إحداث بلبلة في سوق البلدة، وقال: إن بعض منسوبي الدينكا نقوك حاولوا الاعتداء على بعض أبناء المسيرية بالسوق الكبيرة، وأوضح أن ذلك يتنافى مع مذكرة التفاهم الموقعة بين القبيلتين أخيرا، مؤكدا أن التوتر تمت إزالته بمعالجة مؤقتة، داعيا أبناء دينكا نقوك إلى عدم الانسياق وراء تحريضات الحركة الشعبية في دولة جنوب السودان التي قال: إنها تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف «يجب على كل الأطراف الحرص والابتعاد عن كل ما يثير المشاكل والتوترات لأنها غير مجدية».