مبارك أردول
فجعنا جميعا عندما راينا بيان دكتور جبريل إبراهيم مؤكدا ومعلناً إستشهاد القائد فضيل رحومة ومرسلا تعازيه للشعب السوداني ورفاقه، نعم إنه قائد بحق وحقيقة عرفناه مقاتلا شرسا متجاوزا كل الحدود الوهمية التي رسمها المركز لتقسيم السودانيين على أساسهم العرقي والديني والجهوي، تجاوز الجنرال فضيل هذه الحدود الوهمية وتسامى فوقها وصنع مجدا يفخر به كل أبناء السودان عموما وأبناء كردفان خاصة وشعب المسيرية على وجه الخصوص. لقد قدم الجنرال درسا مهما من دروس الوطنية للأجيال السودانية المختلفة ، فضيل قد خلد اسمه في ذاكرتنا النضالية يظل فيها نبراسا مع رفاقه بدون فرز، جنرال فضيل أصبح بلا شك قائد وطنيا مثله ومثل المقدوم مسلم القائد الوحيد الذي حارب الاتراك عند غزوهم السودان ودخولهم على كردفان.
الجنرال فضيل (خال فاطمة) كما يحب أن ينادى هو اللواء فضيل محمد رحومة من مواليد محلية الدبب بغرب كردفان سنة 1972م، بداء تاريخه النضالي مع حركة شهامة بقيادة المناضل موسى على حمدين، والتي كانت تطالب بالحرية والعدالة والمساواة لشعب السودان عموما وشعب المسيرية خاصة، بدءوا يحثون الشباب في منطقتهم للانضمام للثورة واقتلاع حقوقهم من المركز، الا انه بعد فترة وجيزة استشهد المناضل موسى على حمدين وكان ذلك عام 2005م، بعدها بقى الجنرال فضيل في الميدان لمدة طويلة على نفس مبادئ حركته مع رفيقه الذي يسمى ببابو، إنضم الجنرال فضيل مع بقية رفاقه لحركة العدل والمساواة في عام 2009 م، قاد معارك شرسة مع حركته الجديدة ويعلمه رفاقه في JEM جيدا ومن أشهر عمليات هى عملية ترحيل رئاسة الدكتورالشهيد خليل من دولة ليبيا الي داخل الاراضي السودانية، جنرال فضيل متزوج من إمراتين وله إبنة.
لقد إستشهد مع جنرال فضيل رفاق لم يقلوا منه شاناً في البطولة والثبات وهم محمود موسى (مرفود)، محمد بشير وأبوزمام كير، عند دخولهم وتحريرهم لمدينة أبوزبد الاستراتيجية والتي تقع في غرب كردفان وطرد قوات المؤتمر الوطني منها، ردا لهجماتهم وتصريحاتهم بإنهاء الثورة هذا العام.
لقد قدم الجنرال فضيل كل ما عنده وكل ما كسبه حتى روحه فداء للعدالة والديمقراطية والمساواة بين الشعوب السودانية، لقد قتل لكي يوقف القتل ويوقف التشرد والجوع والحرمان والمرض، لقد لفظ أنفاسه الأخيرة وهو ممسكا على الزناد وفي راسه وفكره كل هموم وظلامات شعب السودان، وكذلك تهميش شعب المسيرية ونهب ثرواتهم وإستغلال مواردهم وأرواح شبابهم من المركز وهم منعمين في قصورهم العاجية في الخرطوم.
نعم إننا فقدناك ولكننا لم نحيد عن الطريق ولن (نعرد من الدواس ) ولن نتخلى عن الأهداف التي قاتلت من دونها، فأرضنا لم تيبس بعد ولم يجف أصلاب أباء وبطون أمهات المسيرية من إنجاب ألف جنرال فضيل لحمل رايته والتقدم بها الي الخرطوم، إنك تصنع التاريخ والتاريخ هو حركة الناس من أجل أن ينالوا الحرية فلو فقدنا هذا فإننا شعب بلا تاريخ ” لعلك بخير يا أخي وبن أبي “.
[email protected]