قال إنها على مسافة 230 ميلا بشارع إسفلت
واشنطن: محمد علي صالح
هدد الجنرال جبريال جوك رياك، قائد الفرقة العاشرة لقوات جنوب السودان، التي تعسكر على الحدود بين الشمال والجنوب، في مقابلة مع صحيفة أميركية، بغزو الخرطوم إذا هجمت القوات الشمالية على الجنوب بعد استقلاله. في الشهر المقبل، سيصوت الجنوبيون في الاستفتاء، وإذا صوتوا مع الاستقلال، كما هو متوقع، سيعلن الجنوب استقلاله في يوليو (تموز).
وقال الجنرال رياك: «نقدر على إسقاط الخرطوم. ثم نصير جزءا من تحالف جديد يحكم السودان». وقال لموفد صحيفة «ميامي هيرالد» الأميركية الذي زاره في غونغبار، على الحدود بين الشمال والجنوب: «نحن نتوقع دورة جديدة من الحرب مع العدو غير المأمون إلى الشمال من هنا. آجلا أم عاجلا، سوف يحاولون عرقلة استقلالنا، قبل أو بعد الاستفتاء. لا تستغربوا إذا حدث هذا».
وتوقع الجنرال رياك، إذا وقعت اشتباكات، أن تنتصر القوات الشمالية «في البداية»، لأنها سوف تستعمل السلاح الجوي. لكن، بعد ذلك تقدر القوات الجنوبية على الاعتماد على الدبابات. وقال إن شارع الإسفلت يربط الحدود بالخرطوم على مسافة 230 ميلا فقط. وأيضا، لأن القوات الجنوبية سوف تتعاون مع متمردي دارفور ومع قوات تابعة للمناطق المهمشة في الولايات المجاورة. وقال: «إذا عادت الحرب، نقدر على أن نزحف شمالا على شارع الإسفلت. سيكون زحفا انتحاريا، لكننا سنقدر عليه». وأشار إلى وجود ميني ميناوي، قائد الفريق الذي انشق عن جيش تحرير السودان الدارفوري، في الجنوب. وكان ميناوي صرح، في الأسبوع الماضي، بموت اتفاقية السلام في أبوجا، في نيجيريا سنة 2007، بين حكومة السودان وحركات دارفورية. وأنه بدأ مفاوضات مع عبد الواحد نور، قائد جيش تحرير السودان الذي كان انشق عليه. وكان الرئيس السوداني عمر البشير اختار ميناوي مساعدا له بعد التوقيع على اتفاقية أبوجا. لكن، مؤخرا، استقال ميناوي، وعاد إلى التمرد.
وأيضا، أشار الجنرال الجنوبي رياك إلى «علاقات وثيقة» مع قوات جنوبية ظلت تعسكر في الشمال. رغم أن اتفاقية السلام سنة 2005 كانت دعت إلى عودتها إلى الجنوب. ورغم أن كل قوات الشمال انسحبت من الجنوب.
وأشار الجنرال رياك إلى أن الجنرال مالك عقار، الذي كان قائدا في جيش الحركة الشعبية، والآن هو حاكم ولاية النيل الأزرق التي تجاور جنوب السودان، والتي تعتبر من المناطق «المهمشة». وقال إن «علاقات وثيقة» تربط بينهما. وقال إن اشتباكا قصيرا وقع بين الجانبين على الحدود على النيل الأبيض قبل شهرين. لكن، بعد اجتماع للقادة من الجانبين، تم الاتفاق على سحب قوات كل جانب إلى مسافة بعيدة من الحدود. وأن المنطقة حساسة لأن فيها «أكثر آبار النفط إنتاجا في جنوب السودان»، ولأن «شارع الإسفلت يربطها بالخرطوم على مسافة 230 ميلا فقط».