· رواية شاهد عيان فى مؤامرة “ام جرس” المسمى بالاجتماع التحاورى للزغاوة برعاية الرئيس التشادى
موسى يعقوب جارالنبى
ام درمان
مؤتمر ام جرس صناعة سودانية خالصة باخراج تشادى سمج
لم اُفاجأ بالحراك الواسع والنقاشات التى اثارها مؤتمر ام جرس فى المواقع الاسفيرية المختلفة طوال الفترة الماضية منذ انفضاض المؤتمر ، ولا ندعى اننا قد حرضنا جمهرة الكتاب لتناول الموضوع ، باعتبار اننا اول من ابتدر هذه السلسلة من المقالات المناوئة للمؤتمر ، لان الموضوع ليس فقط مرتبط بقبيلة حدودية معينة (الزغاوة ) ربطتها انظمة الحكم هنا وهناك ظلما وبهتانا بالتمرد ، ولكن الامر مرتبط بسيادة البلد والتدخل السافر فى شئونه من رئيس ، مهما بلغت درجة ارتباطنا به من علائق الدم والجيرة فهو فى النهاية اجنبى ينتمى الى بلد آخر ، وفى المقابل فانه مهما اختلفنا مع البشير باعتباره اسوأ واجرم رئيس مر على تاريخ السودان ، فهو فى النهاية سودانى يضمنا معه بلد واحد وقواسم اخرى مشتركة كثيرة ، ولا توجد اى حرج فى معالجة اشكالاتنا معه مهما تعقدت ، سواء بالحرب او الحوار ، ومن هنا كان تهكمى وسخريتى على المكرمة الرئاسية (المظروف الدولارى) التى اتتنا من رئيس دولة اجنبية ادار شأن بلد اجنبى طوال يومين متتاليين ، وكانت النتيجة مؤامرة دنيئة ضد فصائل وطنية تقاتل من اجل حماية شعبها من التطهير العرقى والابادة الجماعية ، والعمل مع الفصائل الوطنية الاخرى (المسلحة والمدنية ) على ازاحة حكم دكتاتورى بغيض واحلال نظام ديمقراطى بديل .
الهدف من هذه السلسلة من المقالات لتبيان امرين :
الامر الاول هو لكشف كل ما دار فى هذا المؤتمر بالتفصيل الممل لغرض ابعاد نظرية المؤامرة التى ظلت تلازم قبيلة الزغاوة طوال عهد الانقاذ لدرجة التشكيك فى وطنيتها ، لا لجريمة جنتها القبيلة ولكن لان حكم الانقاذ تريدها كذلك لاجندة خاصة بهذا الحكم الفاشيشتى ، وهذا الامر قد تم تغطيته و توضيحه فى الحلقات الماضية .
الامر الآخر الهام ، وموضوع هذه الحلقة هو لتوضيح ان المؤتمر كان من تفكير واقتراح حكم الانقاذ فى الخرطوم بالدرجة الاولى ، اُوكل فقط التنفيذ للرئيس التشادى ادريس دبى بالتنسيق مع ازرعة النظام من ابناء القبيلة فى السودان ، ولكن قبل توضيح الدور السودانى المبادر ، لا بد من الاجابة على السؤال البديهى وهو لماذا كان هذا المؤتمر ؟
الاجابة فى تقديرى المتواضع هى ان لحكومتى السودان وتشاد فى ظل الانظمة الدكتاورية التى تتحكم فيهما (البشير / دبى ) ، لهما قناعة زائفة مشتركة بان الثورة المسلحة فى السودان ، وخاصة دار فور ستنتهى اذا ُقدر لها ان يتم تحييد ابناء قبيلة الزغاوة او سحبهم من هذه الحركات باعتبارهم القوة الضاربة ، وخاصة فى حركتى العدل والمساواة بقيادة الدكتور جبريل وتحرير السودان بقيادة مناوى ، ولان كل محاولات الحكومتين لجر قيادات هذه الحركات لعقد صفقات ثنائية مع الحكومة السودانية لانهاء “التمرد ” قد باءت بالفشل ، فقد لجأت الحكومتين الى هذا المؤتمر ككرت أخير لجمع قيادات قبيلة الزغاوة السودانيين فى مؤتمر جامع واخذ تفويض منهم لحسم الثوار بالقوة المسلحة بدعوى “تنظيف” المنطقة الحدودية بين البلدين (دار زغاوة ) من المتمردين ، ولكن بالطبع سيفشل هذا المسعى بلا شك لان التفويض المطلوب هو عطاء من لا يملك الى من لا يستحق !
هنالك مجموعة من الاشارات تؤكد ان المؤتمر كان صناعة سودانية بامتياز ، ولا يخفى ذلك حتى على المتابع الغير حصيف ، نوردها فى الاتى :
1- المسهل لسفرالمؤتمرين هو عضو المؤتمر الوطنى ورئيس هيئة شورى الزغاوة :
اللواء التجانى آدم الطاهر عضو مجلس قيادة الثورة بانقلاب البشير ، هو رئيس هيئة شورى الزغاوة وهو عضو قيادى فى المؤتمر الوطنى ، وصحيح انه لا يتبوأ الان اى وظيفة رسمية (او هكذا يبدو لنا فى ظاهر الامر على الاقل ) ولكنه يسكن فى منزل حكومى فاخر فى ارقى احياء الخرطوم (الخرطوم 2) ويستفيد من ايجار عمارته الخاصة بالملايين ، ومثل هذا الشخص لا يمكن ان يرفض طلبا او امرا من الحكومة لتنفيذ اجندتها ، لانه بالبداهة ، لا يمكن ان تكون رئيسا لهيئة شورى قبيلة – واى قبيلة – وتبصم بالعشرة على سفر اكثر من مائة من القيادات القبلية الى دولة اخرى لحضور مؤتمر لمناقشة امر لا تعلم حتى اجندته !
واستحضر هنا مزحة من احد الظرفاء عند هبوط الطائرة بنا فى مطار الخرطوم بعد العودة من المؤتمر وهو يخاطبنى قائلا : حمد لله على السلامة فقد نجوت من الموت باعجوبة ! وعندما شاهد استغرابى همس فى اذنى قائلا : لقد ركبت طائرة مستاجرة ذهابا وايابا ضمن اكثر من مائة شخصية تمثلون اهم رموز الزغاوة فى السودان ، وقد تم هذا الامر بمعرفة ومباركة الرئيس البشير ، وقد تناول هذا الوفد بعدده المذكور وجبتين دسمتين فى يومين مختلفين فى مائدة الوالى كبر فى الذهاب والعودة وانت الان سليم معافى !
فهمت رسالة الرجل لان اكثر شخصين فى السودان يكرهان قبيلة الزغاوة هما الرئيس البشير وتلميذه النجيب والى شمال دار فور عثمان كبر
2- دور وزير العدل مولانا محمد بشارة دوسة
يعتبر معظم من حضروا المؤتمر ان السيد الوزير هو مهندس هذا المؤتمر لجمله ملاحظات منها :
– قبل اكثر من شهر قد سافر بمعية مدير الامن السودانى الفريق محمد عطا المولى الى انجمينا وقابل الرئيس دبى وعقد معه اجتماعا مغلقا ، ناقش خلاله مواضيع شتى من ضمنها موضوع الاهل والهم المشترك (الزغاوة) ، هذا الكلام ورد على لسان السيد الوزير فى اطار نفيه لمعرفة اى شئ عن المؤتمر المزمع انعقاده فى ام جرس او عن اجندته ، وذلك فى الاجتماع الذى تم بمنزل اللواء التجانى
– المفاجأة التى فجرها الرئيس دبى بنهاية المؤتمر من ان السيد الوزير هو صاحب مبادرة المؤتمر ، الامر الذى شكل له احراج كبير باعتبار ان كلام الرئيس يناقض افادته فى اجتماع الخرطوم بمنزل اللواء التجانى
3- الاهتمام الغير عادى للوالى كبر بالوفد ومخرجات المؤتمر (التوصيات )
4- حضور القنصل السودانى فى ابشى بعربته الدبلوماسية فى داخل المطار لاستقبال ووداع الوفد الى ام جرس
5- حضور الدكتور التجانى سيسى رئيس السلطة الاقليمية لدارفور بمعية مسئول ملف سلام دار فور ، الوزير الامين حسن عمر بطائرة خاصة الى ام جرس قادمين من انجمينا فى يوم انعقاد المؤتمر والالتقاء بالرئيس دبى ومغادرة المدينة مع تفادى الالتقاء بالمؤتمرين
كل هذه النقاط توضح بجلاء ان المؤتمر كان من فبركة حكومة المؤتمر الوطنى ، ولكن ربما يتساءل البعض عن توصيات المؤتمر ، ولكننا نقول ورغم وجاهة السؤال ان توصيات المؤتمر لا قيمة لها فى ظل الظروف التى انعقد فيها المؤتمر ، لان النظامين السودانى والتشادى متفقان قبل انعقاد المؤتمر على التوصيات ، اما توصيات المؤتمرين فيمكن فرزها لتبنى ما يتوافق مع رؤى الحكومتين ، اما غير ذلك فمكانها سلة المهملات ، وما يؤكد زعمنا هذا ان اهم توصيه ” ُوضعت” من قبل ادارة المؤتمر “التشادية” رغم اعتراض المؤتمرون هو ان يظل اتفاق الدوحة هو الاساس لاى تسوية قادمة لمشكلة دار فور ، وهذه تعتبر النقطة الخلافية الاولى مع الحركات المسلحة ، والحكومة السودانية تعلم ذلك جيدا .
نقاط مضيئة فى المؤتمر :
النقطة الاولى :
الحق يقال ان معظم الحضور كانوا على علم بنوايا النظامين السودانى والتشادى من اقامة مثل هذا المؤتمر وقد بذل جميعهم مجهودات مقدرة لاجهاض التوصيات الجاهزة التى كان قيادات المؤتمر الوطنى ينوون تمريرها ، ولكن كما اسلفت فالامر تحصيل حاصل ، فادارة المؤتمر قد مررت للرئيس التشادى ما هو مطلوب من قبل الحكومة السودانية ، فلهم التحية غالب اعضاء المؤتمر الذين قالوا كلمتهم بوضوح وهو ان حل مشكلة دار فور لا تكمن فى المزيد من الحرب وبل بالتفاوض ، والتفاوض الجاد فى اطار الجهد الشامل لحل المشكلة السودانية
النقطة الثانية :
لم يخف الرئيس التشادى تعاطف شعبه مع عدالة قضية جيرانه فى دار فور ، رغم ان ذلك مشكلة فى تقديره الخاص ، حيث قال ان قادته العسكريين والذين كانوا حضورا فى المؤتمر هم من يساعدون الثوار فى دار فور ، وضرب مثلا بتعاون وتعاطف القادة العسكريون مع الشهيد الدكتور خليل ابراهيم حين اتى الى مطار انجمينا قادما من قطر وامر هو باعادته الى حيث اتى ، واضطر الى السفر الى طرابلس فى الحادثة المشهورة .
ولكن لتأكيد هذه العلاقة المتجزرة بين الشعب التشادى الكريم واهله من الطرف الآخر من الحدود (دارفور ) ، يكفى ان اسرد قصة حقيقية منقولة من احد الاخوة الذين اثق فى مصداقيته ، وخاصة الموضوع له علاقة بالرئيس دبى نفسه ، والرواية على لسان الراوى هى كالاتى :
(فى اواخر الثمانينات من القرن الماضى ، واثناء مطاردة الرئيس التشادى السابق حسين هبرى لقوات المتمرد انذاك ادريس دبى فى مناطق دار زغاوة بشمال دار فور ، فقد هجمت قوات هبرى على القاعدة الرئيسية الحصينة لقوات دبى فى بئر ” بامشى ” ، حيث هزم الثوار وشتتهم . ولانى كنت ممتحنا للجامعة فقد انتهزت فرصة الاجازة التى سافرت فيها الى قريتى القريبة من موقع المعركة ، وكنت مداوم على استذكار دروسى الى وقت متأخر من الليل فى قطيتى الخاصة كل يوم . فى احدى الليالى الظلماء وفى وقت متأخر خرجتُ من القطية لقضاء الحاجة ، فاذا بى اسمع بعض الاصوات الخافضة من زريبة الغنم الخاصة بنا بحوار القطية ، وبعد التأكد من وجود شخص ، رغم الظلام الدامس ، قلت بصوت متوسط : من هناك فى هذا الوقت المتأخر وماذا تعمل فى زريبة الغنم ؟ اخرج حالا والا سوف اصرخ واجمع فيك ناس الحلة ؟ اجاب الرجل بصوت خافض ايضا قائلا : لست سارقا يا اخى خذ الامان ولا تصرخ وانا هنا لست لايذاء احد واعلم انكم اهل وعشيرة فخرج الرجل وخرج من ورائه ايضا شاب يافع لم يتجاوز عمره السادسة عشرة والمفاجأة انهما كانا مسلحان ، وسألتهما مباشرة من انتما وماذا تفعلان فى الزريبة ؟ تردد الرجل قليلا وقال نحن لم نأكل منذ اربعة ايام واضطررنا الى التسلل الى الزريبة وحلب الغنم مباشرة الى افواهنا لقتل بعض الجوع . زال عنى اى شكوك او خوف بعد هذا الحديث و اخذت الرجلين بسرعة الى داخل القطية ، وعلمت منهما انهما ينتميان الى مجموعات ادريس دبى والذين شتتهما قوات حسين هبرى قبل ايام ، وتركتهما وذهبت الى والدتى وايقظتها من النوم واعتذرت لها قائلا : انى اريد ان تجهز اكلا كافيا(عصيدة) لحوالى اربعة اشخاص وبشكل عاجل ، وقاطعت استغرابها قائلا لها ان بعض الزملاء الذين كانوا يتذاكرون معى احسوا بالجوع فجأة ، وكان لزاما على اكرامهم بوجبة عشاء رغم ان الوقت متأخر بعض الشئ ، والحكاية مشت فى الحاجة ، عند الرجوع الى القطية وجدت انهما قد غرقا فى نوم عميق وتركتهما الى ان جهزت الوالدة الطعام وايقظتهما فاذا بالرجلين يقضيان على صحن العصيدة فى لحظات وحمدوا الله كثيرا على ذلك ، وبعد تقديم الشاى طلبا منى رجاءً الا ايقظهما من نومهما ابدا مهما طالت الفترة حتى يستيقظا بانفسهما ، مع طلب اخير وهو الا يدخل عليهما شخص اثناء النوم ما دامت القطية خاصتى ، فاجبت على كل طلباتهما البسيطة وغرقا فى النوم مرة اخرى . استيقظ الرجلان بعد اكثر من 24 ساعة نوم متواصلة ، وقضيا ليلة اخرى اضافية اقتضى تعريفهما بالوالد والوالدة ، وتفاهما ظروفهما وتعاطفا معهما بطبيعة الحال وابدايا استعدادهما لتقديم اى خدمة ممكنة لهما ولقضيتهما . وفى اليوم الثالث ودعناهما بعد تزويدهما بما خف وزنه من المؤن ونسينا امرهما كعادة الضيوف العابرين جيئة وذهابا فى ديار الزغاوة .
بعد سنتين من هذا الحدث وبعد ان التحقت فى احدى الجامعات فى الخرطوم العاصمة ، وبعد قضاء الاجازة فى القرية وقررت السفر الى الجامعة ، وللحصول على المصاريف الْزمنى الوالد باخذ خروفين الى احد الاسواق القريبة لبيعهما واتصرف بالمقابل لزوم الترحيل ومصروف الجيب ، فذهبت بخرافى الى السوق المعنى ، ونحن هناك داهم السوق حوالى العشرة من العربات اللاندكروزر العسكرية ، ووضحت لاحقا انها قوية تشادية تلاحق وتفتش على بعض الافراد الهاربين من الجيش التشادى ، ويبدو انهم لم يجدوا احدا من الذين يفتشون عليهم ، وصاروا يتسوقون فى السوق كعامة الناس . ظهر قائدهم يتجول ومن حوله الحرس ولم اتبين وجهه لانه كان يضع الكدمول فى رقبته مغطيا الوجه عدا العيون التى تغطيها هى الاخرى نظارة سوداء ، ولكن الرجل صار ينظر الى بفضول غير عادى وصار يقترب منى اكثر فاكثر الى ان فاجأنى فى النهاية بمناداة اسمى الثلاثى ، اجبت الرجل قائلا له انى لم اعرفه واضطر الى خلع الكدمول ، ولكنى خذلته ايضا لانى لم اتعرف عليه حتى بعد ذلك ، فاضطر الى تذكيرى بتلك الليلة البائسة (ليلة زريبة الغنم ) ، فصرت ادقق فى وجه الرجل مرة اخرى فاذا به هو بلحمه وشحمه ، فقط اختفت من وجه الرجل قسوة تلك الايام وظهرت عليه بعض علامات النعمة (نعمة السلطة ) ، وتسالمنا بحرارة وعلمت انه قائد هى القوة واخذنى الى بعض مساعديه وعرفنى بهم واعطاهم محاضرة فى الكرم والوفاء متخذا منى المثال الحى فى هذا المجال . ولان الرجل فى مهمة رسمية فكان عليه ان يغادر بعد قضاء حوالى الساعتين فى السوق لم يفارقنى اثناءها ، ولكن قبل مغادرته تذكرت رفيقه الشاب النضر فى تلك الليلة ، فاذا به يسكت فجأة ويطرق للحظات ثم يقول انه قد استشهد فى احدى المعارك قبل دخولنا انجمينا فى معارك النصر لتنصيب ادريس دبى رئيسا لتشاد . قبل وداعى ارسل سائقه الخاص الى السيارة التى يستقلها واحضر شنطة مليئة بالفلوس واخذ منها ربطا جاهزة من غير حساب ، ولان الكمية لا تسعه الجيوب فقد وضعها فى كيس بلاستيكى وناولنى اياها قائلا ان الشخص الوحيد الذى لا يستطيع رد المصاريف هو الطالب ، وانت طالب مسافر الى الخرطوم وهذه فقط بعض المصاريف التى تعينك على السفر والمصاريف الخاصة . تحايلت على الرجل لاخذ جزء من الكمية ،ولكنه رمقنى بنظرة وكأنه يصدر تعليمات عسكرية لاحد افراد القوة التى يقودها ، فاستسلمت واخذت الكيس واستصحبت خرافى الى القرية لعدم الحوجة الى بيعها وبلغت اسرتى تحيات الرجل الثائر سابقا والقائد حاليا …..) …..انتهت القصة
هذا هو الشعب التشادى الذى يريد رئيسهم مقاتلتنا الان ، لمثل هذه العلاقات قد خالفوا تعليمات رئيسهم من قبل وسيخالفون مجددا تعليماته لعدم مقاتلتنا .
لك التحية يا الشعب التشادى الشقيق
موسى يعقوب جارالنبى
ام درمان
الجمعة 15 نوفمبر 2013