كشف قيادي في «حركة العدل والمساواة» المتمردة في دارفور تفاصيل لقاء تشاوري شهدته قطر أمس بين وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية أحمد بن عبد الله آل محمود ووفد من الحركة برئاسة أحمد تُقد رئيس دائرة المفاوضات فيها. وأعلنت الحركة رفضها لما سمّته محاولات «اغراق منبر الدوحة التفاوضي بحركات انترنت وشركاء مشاكسين في مفاوضات الدوحة» ، متهماً الحكومة السودانية بالاستمرار في النهج العسكري.
وعن زيارة وفد الحركة للدوحة حالياً، قال الناطق باسم «العدل والمساواة» أحمد حسين آدم في حديث إلى «الحياة»: «رأينا أهمية التشاور مع القطريين في ظل حراك إقليمي ودولي ليس في شأن دارفور فحسب بل حول مجمل أوضاع السودان الذي يمر بمنعطف تاريخي». وقال إن مشاوراتهم في الدوحة تناولت «العملية السلمية التي افتتحنا منبرها التفاوضي». وأوضح أن وفد الحركة استمع الى شرح من وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية حول اجراءات تمت في القاهرة وليبيا (حول قضية دارفور)، كما استمع إلى شرح حول التنسيق القطري مع أطراف إقليمية ودولية في شأن جهود قطر لإحلال السلام في دارفور، مشيراً إلى اجتماع للجنة وزارية عربية سيعقد في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 23 الشهر الجاري وسيتناول قضية درافور.
وأشار حسين إلى أن آل محمود أبلغهم أن قطر ستنظم ورشة عمل في تشرين الأول (اكتوبر) المقبل لمشاركين في جولة المفاوضات المقبلة حول دارفور، لكنه رأى أن الجهود القطرية لإحلال السلام «اصطدمت بعدم وجود ارادة سياسية لدى الحكومة السودانية». وأضاف «إننا نبّهنا خلال اجتماعنا مع وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية الى أهمية الاستفادة من عبر ودروس جولات مفاوضات سابقة في الدوحة وأبوجا، وشددنا على أن لا بد من اتخاذ قرار استراتيجي حكومي سوداني بالحل السياسي». وتابع «أن الحكومة السودانية لم تتخذ حتى الآن قراراً استراتيجياً لحل قضية دارفور وما زالت تواصل حتى الآن النهج العسكري والأمني لحل الأزمة». وقال حسين إن وفد الحركة استفسر في أثناء الاجتماع مع الوزير القطري عن سير تنفيذ «اتفاق حسن النوايا وبناء الثقة» الذي وقعته الحكومة السودانية والحركة في وقت سابق. وأضاف «إننا نفّذنا التزاماتنا الواردة في الاتفاق وأطلقنا 84 أسيراً وسهّلنا عملية الإغاثة مع المنظمات الدولية، لكن الحكومة السودانية نفّذت صفراً من اتفاق الدوحة».
وسألته «الحياة» هل ستشاركون في الجولة المقبلة لمفاوضات الدوحة في نهاية الشهر المقبل، كما أعلن القطريون والوسيط الأفريقي الدولي جبريل باسولي قبل أيام، فأجاب «إننا قلنا إنه كي تجرى مفاوضات جادة فإن موقفنا من أطراف العملية التفاوضية واضح: لا نريد فوضى، ومشاركة كل من هب ودب». وتابع: «نحن مع الوحدة (وحدة الفصائل الدارفورية) ونقبل (بانضمام) الآخرين في حركة العدل والمساواة … لكن هناك مجموعات (دارفورية) لا وجود لها على الأرض ولا توجد لديها مؤسسة عسكرية، ومع ذلك نحن لسنا ضدهم ونقبل أن يتوحدوا تحت راية حركة العدل والمساواة» في عملية المفاوضات. وحذر «من بعض الجهات التي تسعى إلى إفشال منبر الدوحة بإغراقه بعدد من الجماعات والأطراف التي هي ليست طرفاً في نزاع دارفور بصورة اساسية». وقال: «لن نشارك في فوضى (مشاركة اطراف غير معنية بأزمة دارفور) ولا نريد تكرار تجربة سرت في ليبيا حيث أجريت مفاوضات مع حركات ليست موجودة سوى على الإنترنت». واتهم الحكومة السودانية بأنها «تسعى إلى إغراق منبر الدوحة بشركاء مشاكسين وبعض الجماعات التي صنعتها الحكومة بهدف إفشال الدور القطري والتهرب من دفع استحقاقات الحل السلمي لأزمة دارفور».
الحياة