بكل حجم دورة المال السوداني المعروفة والاستثمارات المالية الضخمة خارج وداخل البلاد يفتقر السودان الي الحد الادني من النظام الصحي الذي يداوي الامراض العادية ناهيك عن وجود نظام صحي يكافح الامراض الوبائية ويمكن القول ان مجمل اداء الدولة السودانية في المجال الصحي خلال الثلاثة عقود الاخيرة يعتبر نوع من الابادة الصامتة للانسان والمواطن السوداني في دولة شبه منهارة رغم مظاهر الثراء العشوائي الفاحش الواضح للعيان.
وماحدث علي صعيد الاوضاع الصحية ينطبق علي كل اوجه الحياة الاخري لاتعليم ولاخبز ولاحديث عن صحة البئية والترهل السياسي و الاداري الذي وسع دائرة النهب للمال العام والفساد وليس اخيرا الضربة القاصمة للامن القومي بخصصة وتسيس المؤسسات السيادية في البلاد في الجيش والشرطة.
دوام الحال من المحال والنظام الحاكم في السودان ذاهب لامحال ولكن توجد اطنان من التركمات والقضايا والملفات الخطرة والملغومة والبالغة التعقيد والسودان اليوم لا يشبه سودان اخريات ايام عبود ونميري رحمهم الله ولا اوضاع المعارضات والقوي السياسية والتجمعات النقابية والمهنية والقوي الاجتماعية السودانية وهنا يوجد التحدي الكبير وعلي من يأنس او يأنسون في انفسهم الكفاءة في لملمة هذا الشتات والتعامل مع كل هذه التناقضات وعبور كل حقول الالغام التوكل علي الله وتدبير الامور والتقدم.
انها ازمة شاملة وغير عادية تحتاج الي حلول تتناسب معها ويستحيل الوصول الي نهاياتها عبر المعالجات التقليدية التي جربت في ازمات وتحولات سابقة من تاريخ السودان المعاصر.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
صدق الله العظيم
محمد فضل علي .. كندا
[email protected]