هل حان للخرطوم ان تسيل دماءاً
بقلــــم /نجم الدين عساف
السودانيون علقوا امالهم على خارطة الطريق وبنهاية مفاوضات اديس ابابا … لا طريق ولا خارطة فقد عدنا بخفي حنين .
لا خارطة ترسم ملامح الغد المشرق لشعب عاني من الحروب ما يكفي …. و لا طريق يقودنا إلى بر الامان من ظلمات الحروب ولا خارطة تحمل في طياتها معاني السلم و الاخاء الوطني …. و لا طريق يسرع عجلات القطار لرحيل الظلم و الفجور لا خارطة نجد في قلب صفحاتها التعالي فوق الصغائر من اجل الوطن …. و لا طريق يمكن ان نسلكه لنصل إلى بوابة الوطن للجميع فات الاوان على وحدة شملنا ,,,, فات الاوان على جمع كلمتنا …. و فاااااات الاوان على التاخي الذي كنا ننشده بالامس مسرعين انفض السامر من اديس و وجوه المفاوضين تحكي قصة:
قصة صبي عاقر ,,, تمرد على قوانين القرية و عندما دعاه اهل القرية للتفاوض جاء يحمل نارا يحرق بها القرية … ظنا منه ان حرق القرية يكفيه شر التفاوض و جرجرة الوسطاء . لكنه لا يدري ان النار من مستصغر شرر ….
تلك هي عقلية المفاوض الحكومي …. ذهبوا اديس شان يخربوها
و لكن من يقرا وجوه الطرف الاخر …. فانه يجد وجوها مشحونة بالاستفزاز و الحقارة … فلا يعقل ان تطلب من انسان متمرد على سلطتك و يحمل السلاح ان يحدد موقعه بالاحداثيات ( إلا يكون اهبل) … و لا يعقل ان تطلب من انسان تمرد بمحض إرادته ان ياتيك يحمل سلاحه و يقول خلاص معليش انا خليت التمرد …. ( الا يكون جن)
المفاوضات يجب ان تبحث الاسباب التى جعلت تلك القوات تتمرد و تثور …. فتمردها ليست القضية الاساسية و لكن لماذا تمردوا تلك هي القضية. و العاقل من يبحث عن الاسباب و يسعى لمعالجتها لكي لا يتمرد نفر اخرون غدا.
عموما ارادت خرطوم ان ترسل استفزازاتها مباشرة للقادة العسكريين للتمرد و عليها ان تتحسب للرد.
قالوا لجبريل انك فرد و ليست هنالك حركة اسمها عدل و مساواة لنفاوضها
قالوا لمناوي انت و عرباتك الخمسين دي احسن ليكم توقعوا سلام و إلا مصيركم مصير العدل و المساواة
قالوا لعرمان انت لا تمثل اهل المنطقتين و يمكننا مفاوضة النوبه و الانقسنا
قالوا لجقود مكوار عليك ان تطلب اي رتبة حتى لواء لكن عليك تسليم سلاحك و قوات الحركة و إلا فان السلاح الكيماوي و طيران التحالف السعودي جاهزة …
الويل لكم ,,,, ما الحرب إلا ضغينة في قلب الرجل و الان انتظروا حصاد تعنتكم فانا معكم منتظرون
تعودت خرطوم على سماع اخبار الحروب بعيدا عن معايشتها … لكن احوال الطقس تنبئ بسيل جارف من الدماء تعم الخرطوم
فيا رب سترك
[email protected]
08-15-2016